الحرب العالمية المعلنة على التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم «داعش» المتطرف لا تعدو أكثر من تمثيلية أمريكية محبوكة الصنعة، والمتفحص لهذه التمثيلية يجد أنها استمرار حقيقى للمخطط الأمريكى الصهيونى الذى تقوم به أمريكا وتابعتها بريطانيا وبقية دول الغرب، وللحقيقة فإننى عندما كتبت فى هذا المكان منذ مدة ليست بالطويلة أن صانع القرار فى مصر تنبه لهذا الفيلم الأمريكى إخراجاً وتأليفاً، وكان القرار الحكيم بعدم المشاركة فى هذه التمثيلية.. فلا الغرب ولا أمريكا تابوا وأنابوا ورجعوا الى الله تعالى،واعترفوا بذنبهم فى مخططات تقسيم المنطقة العربية. الحرب على «داعش» والتنظيمات الإرهابية خلت من جماعة الإخوان وكأن هذه «الجماعة» بريئة مما ترتكبه من جرائم فادحة فى حق الناس.. هل الحرب على الإرهاب فيها استثناء؟!.. وهل هناك تنظيم إرهابى محترم وآخر بخلاف ذلك؟! هل الإرهاب فيه فقوس وخيار؟!.. الحقيقة المرة التى لا جدال فيها إن الإرهاب واحد ولا يوجد فيه اختلاف، ولكن الذى يصنع ذلك أمريكا وأذنابها من الغربيين والصهيونيين الذى لن يتورعوا أبداً خجلاً فى الكذب على شعوب العالم من أجل تحقيق مصلحتهم فى تفتيت الأمة العربية وتقسيمها. يخطئ أيضاً من يظن أن أمريكا تحارب «داعش» أو التنظيمات الإرهابية التى هى بالفعل من صنيعة يدها لتكون أدواتها فى تنفيذ مخطط التفتيت والتقسيم الذى لا تراجع فيه.. قد يكون هناك تغيير فى «التكتيك» هذا ما تسبب فيه المصريون بثورتهم العظيمة التى تعد الوحيدة فى تاريخ البشرية التى غيرت الموازين إن لم تكن قد قلبتها. فيوم «30 يونية» سيظل العلامة السوداء فى تاريخ أمريكا والغرب لأن المصريين تمكنوا من إفشال مخطط رسمته الصهيونية منذ زمن طويل وفشل فى التحقيق عندما أسقط المصريون الفاشية الدينية التى كانت تعتزم جماعة الإخوان تطبيقها فى مصر. الحرب على «داعش» والتحالف الدولى الذى نجت منه مصر، ليس حرباً بالفعل على هذا التنظيم وإنما هو تعديل فى المخطط الأمريكى الرامى إلى القضاء على الأمة العربية.. وهل هناك من يفسر لنا سقوط أسلحة متطورة فى يد «داعش» مؤخراً؟!. هل هناك من يفسر لنا قول أمريكا إن الأسلحة الأمريكية وصلت الى التنظيم الإرهابى بالخطأ، وهى التى تحاربهم؟!.. الذى يحدث لا يقبله العقل ولا المنطق.. «داعش» تتقدم على الأرض والتحالف الدولى والتحالف الدولى المزعوم لم يحقق أي انتصار حتى الآن، ولم نسمع على سبيل المثال وقوع خسائر بالتنظيم الإرهابى!!.. ومخطط التقسيم والتفتيت يجرى على قدم وساق فى الدول العربية.. فهذه العراق وسوريا وليبيا واليمن باتت على وشك التقسيم إن لم تكن بالفعل قد تحقق بعد هذا القتال العنيف بين فصائل ومذاهب عرقية، وغابت تماماً فكرة التوحد، واشتعلت حرب النعرات الطائفية التى تحتاج الى زمن لإخمادها. هذا هو الواقع الحالى، وهذا هو الفيلم الأمريكى الغربى، لهد الأمة العربية، وهذه هى الحقيقة لضمان حياة أفضل لإسرائيل والصهيونية العالمية.. وحان الوقت لأن تفيق الأمة العربية من هذا النوم الطويل، ولك الله يا أمة العرب.