رغم الترتيبات التى اتخذتها وزارة التربية والتعليم مع المحافظات، والتهديد والوعيد بدرجات الحضور فى الثانوية العامة، فلقد ظهر التخبط الشديد منذ اليوم الأول للدراسة، ثم الأيام التالية، ليس فقط فى مدارس القرى النائية عن أنظار المسئولين، ولكن أيضا بمدارس المدن، وحتى فى المدارس التى زارها الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم بترتيب مسبق! انظروا إلى المهازل التى وقعت فى مئات المدارس، تجدون أن العامل المشترك بينها هو عدم وجود الفصول الكافية لاستيعاب التلاميذ، وغياب المدرسين، وحالة الهرج الشديد، وإذا كان هذا قد حدث فى وجود المسئول الأول عن التربية والتعليم، فى مدرسة أو اثنتين، فما بالنا بما يحدث فى المدارس الأخرى، وما سيحدث طوال العام الدراسى، ثم كيف سيتم تقييم الطالب فيما يتعلق بالحضور والانصراف والسلوك؟ وما هى الضمانات العادلة لحصوله على عشر درجات من عدمه، فهذه الدرجات قد تطيح بآماله وأحلامه، فلا يلتحق بالكلية التى يرغبها، وسيكون الوزير نفسه هو المسئول عن ذلك، لأنه لم يوفر له المكان والظرف المناسبين للدراسة، وفى الوقت نفسه أجبره على تضييع وقته، وقد يجد زميل له كل التسهيلات من باب المجاملات، التى لن يستطيع أحد ايقافها، أو التصدى لها. يا وزير التربية والتعليم: إن الخبراء الذين يعملون معك هم أنفسهم فى حاجة إلى إعادة تقييم، فلا يعقل التمسك بقرار خاطئ، سوف تثبت الأيام أنه كارثة.. فأعد النظر فى قرارات الوزير السابق، فلقد كانت السبب الرئيسى فى تغييره لكى تحل مكانه، فالواضح أن التعليم فى مصر يدار بالمزاج، ويجرى من يسمون «الخبراء» تجاربهم بناء على معلومات ناقصة وتجارب دول لا تتناسب مع وضعنا الحالى، فالمقارنة يجب أن تكون بين نظم متقاربة، فإجراءات التعليم المطبقة فى فرنسا مثلا، لا تناسب مصر لاختلاف الظروف والأحوال..أليس كذلك؟