إنفوجراف| أسعار الذهب في مستهل تعاملات الجمعة 3 مايو    أسعار البيض اليوم الجمعة 3 مايو 2024    استقرار أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة.. عز ب 24155 جنيهًا    دايملر للشاحنات تحذر من صعوبة ظروف السوق في أوروبا    المرصد السوري: قصف إسرائيلي يستهدف مركزا لحزب الله اللبناني بريف دمشق    «القاهرة الإخبارية»: أمريكا تقمع طلاب الجامعات بدلا من تلبية مطالبهم بشأن فلسطين    مستوطنون يهاجمون بلدة جنوب نابلس والقوات الإسرائيلية تشن حملة مداهمات واعتقالات    حرب غزة.. صحيفة أمريكية: السنوار انتصر حتى لو لم يخرج منها حيا    وزير الدفاع الأمريكي: القوات الروسية لا تستطيع الوصول لقواتنا في النيجر    جدول مباريات اليوم.. حجازي ضد موسيماني.. ومواجهتان في الدوري المصري    الكومي: مذكرة لجنة الانضباط تحسم أزمة الشحات والشيبي    الهلال المنتشي يلتقي التعاون للاقتراب من حسم الدوري السعودي    تشاهدون اليوم.. زد يستضيف المقاولون العرب وخيتافي يواجه أتلتيك بيلباو    حالة الطقس المتوقعة غدًا السبت 4 مايو 2024 | إنفوجراف    خريطة التحويلات المرورية بعد غلق شارع يوسف عباس بمدينة نصر    ضبط 300 كجم دقيق مجهولة المصدر في جنوب الأقصر    معرض أبو ظبي يناقش "إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية"    زي النهارده.. العالم يحتفل باليوم العالمي للصحافة    «شقو» يتراجع للمركز الثاني في قائمة الإيرادات.. بطولة عمرو يوسف    الناس لا تجتمع على أحد.. أول تعليق من حسام موافي بعد واقعة تقبيل يد محمد أبو العينين    موضوع خطبة الجمعة اليوم وأسماء المساجد المقرر افتتاحها.. اعرف التفاصيل    «تحويشة عمري».. زوج عروس كفر الشيخ ضحية انقلاب سيارة الزفاف في ترعة ينعيها بكلمات مؤثرة (صورة)    «سباق الحمير.. عادة سنوية لشباب قرية بالفيوم احتفالا ب«مولد دندوت    وزارة التضامن وصندوق مكافحة الإدمان يكرمان مسلسلات بابا جه وكامل العدد    إبراهيم سعيد يكشف كواليس الحديث مع أفشة بعد أزمته مع كولر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة3-5-2024    مواعيد صرف معاش تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة لشهر مايو 2024    دراسة أمريكية: بعض المواد الكيميائية يمكن أن تؤدي لزيادة انتشار البدانة    دراسة: الأرز والدقيق يحتويان مستويات عالية من السموم الضارة إذا ساء تخزينهما    أهداف برشلونة في الميركاتو الصيفي    رسالة جديدة من هاني الناظر إلى ابنه في المنام.. ما هي؟    "نلون البيض ونسمع الدنيا ربيع".. أبرز مظاهر احتفال شم النسيم 2024 في مصر    تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل    هل يجوز الظهور بدون حجاب أمام زوج الأخت كونه من المحارم؟    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    إسرائيل: تغييرات في قيادات الجيش.. ورئيس جديد للاستخبارات العسكرية    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    بعد تغيبها 3 أيام.. العثور على أشلاء جثة عجوز بمدخل قرية في الفيوم    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأزهر.. ثورة فى مواجهة التطرف
«ندوة» الأهرام تفتح ملفات المؤسسة الدينية الرسمية..مناهج دراسية جديدة تجمع بين الأصالة والمعاصرة
نشر في الأهرام اليومي يوم 30 - 09 - 2015

تساؤلات كثيرة برزت خلال الفترة الأخيرة حول الأزهر الشريف، تلك المؤسسة الدينية العريقة، وموقفه من قضية تجديد الخطاب الدينى، والأفكار المتطرفة التى تشكل الأساس الفكرى للجماعات الإرهابية وخاصة "داعش"، والتنسيق مع الدول الإسلامية لمواجهة هذه الجماعات التى تشوه صورة الإسلام، وهل تشجع مناهج التعليم الأزهرى على نشر الأفكار المتطرفة، ودور "المرصد" الذى أسسه الأزهر حديثا فى ملاحقة هذه الأفكار والتصدى لها.
كل هذه التساؤلات وغيرها طرحها "الأهرام" على كبار قيادات الأزهر الشريف فى ندوة اتسمت بالصراحة والمكاشفة، ووضح من خلالها أن الأزهر مع تجديد الخطاب الدينى بشكل مستمر لكن بضوابط، بحيث يقوم به العلماء المؤهلون لذلك وليس أى شخص حتى لو كان خريج الأزهر، فليس كل من تخرج فى الأزهر قادراً على التجديد.
وكشفت الندوة عن تفاصيل قناة الأزهر الجديدة التى ستكون قناة عامة تقدم كل أنواع البرامج، وليست قناة دينية،ولكن بمصداقية الأزهر ورسالته التى يتبناها.
وأكدت قيادات الأزهر على أهمية المواجهة الفكرية للجماعات المتطرفة إلى جانب المواجهة الأمنية، مع توضيح أن المساجد وحدها ليست كافية فكثير من الشباب المغرر به لايذهب إلى المساجد أصلا، وحتى التليفزيون والوسائل الإعلامية التقليدية ليست كافية، بل لابد من استخدام نفس الوسائل الحديثة التى تستخدمها الجماعات المتطرفة لاجتذاب الشباب، وخاصة أن هذه الجماعات لديها جيوش تعمل على المواقع الإلكترونية لمعرفتهم باهتمامات الشباب والمواقع التى يدخلون عليها.
ومن هنا جاء قرار الأزهر، بإنشاء المرصد الإلكترونى والذى يعمل ليل نهار، بمجموعة من الأكفاء بعدة لغات،يرصد ما تكتب هذه الجماعات ويعد الردود العلمية بنفس لغة النشر تحصينا للشباب من هذا الفكر الزائف.
وتوضح الندوة تفاصيل خطة تطوير مناهج التعليم الأزهرى بكل مراحله، باعتبارها من أهم محاور تجديد الخطاب الدينى، وكيف يعنى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بإصلاح التعليم الأزهرى منذ أن كان رئيسا لجامعة الأزهر، واصراره على تسمية اللجنة التى شكلها فى 2013 بلجنة إصلاح التعليم اعترافا بوجود مشكلة تتطلب حلا، وبالفعل تم تخفيف المناهج وحذف الاستطرادات الزائدة.
كما تم استحداث مادة للثقافة الاسلامية تدريسها فى المرحلتين الاعدادية والثانوية والجامعية تعمق الانتماء الوطنى وتعالج القضايا المعاصرة المتعلقة بالتطرف والارهاب وتصحيح المفاهيم المغلوطة التى تروج لها الجماعات المتطرفة ، ويسعى الأزهر لإقرارها فى التعليم العام وكافة الجامعات المصرية.
أخبار وأفكار كثيرة كشفت عنها هذه الندوة المهمة.
د. عباس شومان:
فى البداية أعبر بالأصالة عن نفسى ونيابة ‬عن رفقائى من علماء الأزهر عن سعادتنا بعقد هذه الندوة فى مؤسسة الأهرام العريقة، فأعتقد أن كل مصرى يشعر بأن جريدة الأهرام هى مصدره الآمن لمعرفة الحقيقة والتزود بالجرعات النافعة فى شتى فروع المعرفة والثقافة بعيدا عن المهاترات والمزايدات المضيعة للحقائق ، ورغم أن زياراتنا لهذه المؤسسة العريقة قليلة إلا أن عنايتنا وأهتمامنا بها يشعرنا بالعيش فيها،فهى على مكاتبنا وفى بيوتنا وسياراتنا ،ويكفى للتدليل على ذلك أن الإمام الأكبر مهما ضاق وقته فلا يفوته مطالعتها والمرور ببعض أبوابها ومقالتها بصفة يومية وهى خيارنا الأول من بين الصحف إذا ماعرضت علينا أثناء أسفارنا.،
فمؤسسة الأهرام استطاعت أن تحافظ على تاريخها، وإن شاء الله تظل هكذا منارة للمعرفة الصادقة، مع إن الوسائل والمصادر الإعلامية الأخرى الكثيرة طغت على الصحف وعلى الجرائد وعلى الكتب وخلافه، لكن بقيت صحيفة الأهرام فى أيدى الناس وبقيت متفردة بين كل هذه الوسائل ولم تغن عنها أى وسيلة من هذه الوسائل.. نتمنى لها دوام التوفيق والاستمرار على منهج السابقين من العمالقة فى مجال الإعلام.
بالنسبة للسؤال عن آليات تجديد الخطاب الدينى.. الحقيقة إن هذه القضية شغلت أذهان الناس كثيراً فى الفترة الأخيرة، هناك اختلاف فى وجهات النظر كثيرة، وللأزهر وجهة نظر بسيطة فى الخطاب الدينى، فهو ضرورة شرعية ولاخلاف حول ضرورته وحتميته بين علماء الأزهر ولا يمكن أن يجحده من له دراية بعلوم شريعتنا السمحة ،و إذا لم نجدد نكون مخالفين لشرعنا،لأن الشرع هو الذى أمر بالتجديد، ويكفينا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، "إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة دينها أو أمر دينها" والمائة عام، يظهر فيها علماء كثيرون، وليس كما يظن البعض أنه واحد، فالمراد فى كل فرع من فروع علومنا الإسلامية وهى متعددة،وهؤلاء المجددون لايشترط ظهورهم فى عام واحد ولا فى أعوام متقاربة فهو ظهور متتابع ومتواصل لنوابغ العلماء المجددين فى شتى فروع المعرفة كما لانعدم وقتا حال فيه الحول على مزكين من المسلمين، فكذا لانعدم وقتا يكشف لنا عن علماء مجددين، فلابد أن يكون التجديد ثمه ملازمة لعملية التشريع، و كثرة التحديات التى تواجه عالمنا الإسلامى تحتاج إلى تسريع الوتيرة فى هذا الإطار، وليس الأزهر هو من بدأ التجديد ولا هو وليد زماننا وانما بدأه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهناك وقائع كثيرة جداً، فقد كان رسولنا ينهى الصحابة فى بداية الأمر عن تدوين السنة ويأمر بالاكتفاء بكتابة القرآن ويقول:"لاتكتبوا عنى غير القرآن ومن كتب عنى شيئا غير القرآن فليمحه" وحين اطمأن إلى قدرتهم على التمييز بين ماهو قرآن وما هو سنة لاسيما وهم أهل فصاحة وبيان أذن لهم بكتابة السنة أيضا، وهذا تجديد فقد تغير الحكم فى الأمر الواحد لتغير الحال وزوال علة المنع الأول وهو خشية اختلاط القرآن بالسنة،لاسيما وكلاهما كان يكتب على رقاع وعظام وجريد نخل يمكن أن يختلط بعضها ،وكان -صلى الله عليه وسلم-ينهى عن زيارة القبور خشية الافتتان بالموتى كما كان يفعل الجاهليون ثم أذن فيها بعد ذلك للاعتبار والاتعاظ،وحتى الأحكام الشرعية التى بين أيدينا حدث فيها تغيير ربما أكثر من مرة حتى استقرت على مانعرفه الآن،كمعاقبة الزناة من الحبس فى البيوت إلى الرجم أو الجلد، وشاربى الخمر من الضرب بالجريد ونحوه إلى الجلد المحدد، ونكاح المتعة من الإباحة إلى الحظر كل ذلك وغيره من الأمثلة كثير بتوجيه من الله عز وجل،وهذا هو عين التجديد للفكر الدينى ليناسب الزمان والمكان ويحقق مقصوده وهو تحقيق مصالح العباد بدفع المفاسد عنهم وجلب المصالح لهم.
أعتقد أن من تابع كلمة شيخ الأزهر الأخيرة فى مؤتمر الإفتاء، قال فيها لدينا أحكام تحتاج إعادة النظر فيها، وخاصة فيما يتعلق بعمل المرأة وأن بعض أحكامها التى كانت فى الماضى لا تصلح الان، ففى الماضى كان أفضل شئ للمرأة، هو قرارها فى بيتها، لكن الآن اختلطت بالمجتمع وأصبحت المسألة صعبة، وأصبح لابد أن يعاد النظر فى هذه الأحكام، وضرب أمثلة أن المرأة حيث أصبحت قائد طائرة وضابط شرطة وجيش ،وطبيبة وقاضية ،ومحامية،ومهندسة ووزيرة بل ورئيسة دولة فى بعض دول العالم، مما يوجب علينا معاودة الاجتهاد واستخراج الأحكام التى تناسب الزمان والمكان بالنسبة لعمل المرأة وعدم الجمود عند حدود ماانتهى إليه السابقون، والسلف الصالح الذى يهاجم من البعض هم أنفسهم قالوا: لا تجمدوا عند حدود ما انتهينا إليه، ونصوا فى كتبهم وقالوا: إن الوقوف إلى حد ما انتهينا إليه من الضلال المبين كما ذكر الإمام القرافى وغيره، بمعنى أننا عندما نقف عند ما ذكره السلف الصالح فقط، ونقول هذا ما ذكروه من أحكام ولا يصح أن نغير فيها أو نجدد، هم أنفسهم قالوا أنه ضلال وإضلال، فنظرة الأزهر للتجديد أنه لابد أن يستمر، لكن بضوابط، لا يكون "سداحا مداحا"،وليس لكل من لايجد عملا فيصبح مفكرا وكاتبا إسلاميا ومجددا إن اقتضى الأمر، فالتجديد لأهله، ولا أعنى أنه حكر على الأزهر ولكنه حكر على المؤهلين بأدواته وأسسه وضوابطه، ويصعب أن يتحقق هذا فى عوام الناس وإنما فى خواص الخواص من العلماء، فالتجديد ضرورة يقوم بها العلماء المؤهلون بالعلوم اللازمة، وبالمناسبة ليس كل من تخرج فى الأزهر يكون قادراً على التجديد، وليس كل من تخرج فى الأزهر يكون مؤهلا للإفتاء وقادرا عليه ففى الأزهر تخصصات كثيرة، كل تخصص له أهله من العلماء .
هل الأوقاف تتحمل جزءا من المسئولية أم هى مسئولية الأزهر؟!
د. شومان:
أنا لم أقل أوقاف او أزهر، ولكن المؤهل بالعلوم الشرعية فقط ٫ والأوقاف هى نتاج الأزهر، فكل العاملين فى الدعوة بالأوقاف،من خريجى الأزهر الشريف، فالأزهر يكون ويعد الدعاة ويؤهلهم بمايحتاجه الداعية، والأوقاف مهمتها المراقبة والمتابعة لأداء الدعاة فى المساجد وغيرها بصفتها من يتولى الإشراف على المساجد ويتبعها غالبية من يتولون الخطاب الدينى فيها بالإضافة إلى عدد محدود من وعاظ يتبعون الأزهر الشريف، فالأوقاف لا تخرج أئمة، هى تشغل أئمة وتشرف عليهم هذا عملها، كل ما يتعلق بالمساجد ما عدا الجامع الأزهر وبعض الجوامع الصغيرة الموجودة داخل المؤسسات عندنا كله تابع للأوقاف،ومن اختصاص الأوقاف تدريب أئمتها والتأكد من التزامهم بالمنهج الأزهرى الوسطي،ومنع المتسللين إلى منابر المساجد من غير المؤهلين ومن يحملون فكرا متشددا أو متطرفا،وتجديد الفكر يختلف عن مهمة الأداء التى يقوم بها الدعاة،فالتجديد يسبق الأداء ،وضبط الخطاب وإصلاحه يكون قبل تنفيذه،لكنه يلزم التنسيق الجيد بين الأوقاف والأزهر لتبنى هذا المنتج المجدد والمصوب حتى لاينفصل الأداء عن التكوين.
فضائية الأزهر، متى ستظهر لكى تعرض الخطاب الدينى المستنير ؟
د. شومان:
.قناة الأزهر قادمة وقد تأخرت كثيرا لصعوبات كثيرة ،وقد كانت فكرتها فى البداية البث من مدينة الانتاج الإعلامي،ولكن قرر شيخ الأزهر أن تكون من مبنى مستقل يبنى الآن داخل مشيخة الأزهر ضمن مشروع كبير تنفذه المملكة العربية السعودية الشقيقة على نفقة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-لتكون لائقة بالأزهر ،وليتمكن كبار العلماء الذين يصعب عليهم الانتقال إلى مدينة الإنتاج من المشاركة فى برامجها،ولسنا فى عجلة وإن كان خروجها ملحا لأننا نريدها أن تكون عند توقعات وعلى مستوى طموحات ماينتظره الناس من الأزهر،وستكون كذلك بإذن الله.

هل محتوى هذه القناة، سيكون مجرد برامج دينية فقط؟
د. شومان:
بالعكس ستكون قناة عامة، وليست قناة دينية، فقناة الأزهر ستقدم كل أنواع البرامج، ولكن بمصداقية الأزهر ورسالته التى يتبناها، سنقدم الأخبار٫ البرامج العامة، برامج الأطفال، حتى التوك شو سنقدمها، لكن دون سعى للإثارة، والخبطات الاعلاميه، فنحن سنقدم المصداقية والواقع الذى يريد الناس معرفته، هذا ما سنقدمه فى قناة الأزهر فهى قناة عامة وليست دينية، ولكن ملتزمة فى كل ما تقدمه بالمعايير الدينية.
ما هى أشكال التعاون بين الأزهر والمؤسسات والوزارات المختلفة بالدولة؟!
د. شومان:
الأزهر مؤسسة من مؤسسات الدولة ذات الصبغة العالمية ٫فهو معنى بالشأن الإسلامى والدعوة فى الداخل والخارج، والتعاون مع المؤسسات قائم بالفعل، مثل وزارة الدفاع،والداخلية،والشباب والرياضة،و التربية والتعليم ٫والتعليم العالى ،والري،والصحة وكان آخره، تقديم الأزهر 100 مليون جنيه لعلاج مرضى فيرس "سى"، وبدأنا التنفيذ بالفعل،
وايضا وزارة التضامن الاجتماعي، حتى المؤسسات الإصلاحية والعقابية، هناك ندوات تقام وناجحة جداً، وهناك اتفاق على إيواء مائة من الأطفال فاقدى المأوى فى مقر دائم للإقامة والإعاشة، خصصه الأزهر بالفعل، وبدأ التنفيذ الآن،كما يوجد تعاون ايضا مع وزارة الرى، وخاصة المبادرة الأخيرة لحماية النيل وغيرها، وقَّعنا معهم بروتوكول تعاون وجارى تنفيذه فى كافة المحافظات، خاصة المحافظات النيلية الموجودة على نهر النيل، وتقام الندوات والمحاضرات للتوعية بأهمية مياه نهر النيل والحفاظ عليها وغيرها، فالتعاون قائم بين الأزهر وكافة المؤسسات المعنية بما يقوم به الأزهر ويقدمه من خدمات مجتمعية ودعوية وتعليمية.
هل انتم مع توحيد خطبة الجمعة ؟
د. شومان:
التوحيد فى عنوان الخطبة لا توجد به مشكلة، لكننا لا نحبذ موضوع توحيد عناصر الخطبة، مثل موضوع الزكاة، يصلح فى كل المحافظات، لكن الحديث فيه يختلف باختلاف المنطقة والمكان، فعندما أتكلم عنه فى القاهرة ،سيكون بصورة مختلفة عن سكان الواحات الذين يملكون الاغنام والابقار أكثر من ملكية النقود كما هو الحال والشأن فى المجتمعات الحضرية، كما أن تحديد العناصر وتفصيلاتها يصرف الإمام عن المطالعة والتحضير والتزود من المراجع والمصادر ويحوله إلى مجرد قارئ للخطبة وهو مايستطيعه معظم الناس،كما ينبغى أن تكون هناك مرونة تمكن الإمام من مراعاة الظروف المناسبة التى قد تطرأ فجاة وتقضى حتمية تغيير الخطبة لمناسبة مقتضى الحال.
ما موقف الأزهر من اقتراح الرئيس الإندونيسى بعقد مؤتمر للدول الإسلامية لمكافحة الإرهاب؟
د. شومان:
نحن عقدنا كثيراً من المؤتمرات .. وأهم مؤتمر عقده الأزهر فى 3 و 4 ديسمبر 2014، وكان مؤتمراً عالمياً، حقق نسبة نجاح وحضور دولى كبير، ، وبالمناسبة لم يكن مقصوراً على علماء المسلمين لكن تقريباً كان ممثلا فيه كل أطياف البشر من المسلمين السنة والشيعة والدروز،المسيحيين بكافة كنائسهم وغيرهم من الفئات المضطهده كالأزيدية، ووصل المؤتمر إلى توصيات مهمة جداً، لكن الأهم الآن هو تنفيذ التوصيات على أرض الواقع،ونحن نرحب بكل مؤتمر وفكرة تهدف إلى علاج مشكلات الناس ونكون من أول الداعمين والمشاركين فيها, وبالمناسبة شيخ الأزهر إن شاء الله سيزور إندونيسيا، ونحن قرأنا المقال الذى كتبه الاستاذ محمد عبد الهادى علام رئيس تحرير الأهرام حول هذا الموضوع ، وفعلاً يتوافق مع ما ينويه شيخ الأزهر، وإذا كان هناك مؤتمر سنشارك فيه بقوة من الأزهر الشريف.
هل أنتم مع التوجه الأمنى فقط فى مواجهة الإرهاب؟
د.شومان:
التوجه الأمنى وحده لن يقضى على الإرهاب، هو ضرورى مع من يحمل السلاح ويستخدم العنف حتى يرتدع،والإفراط فيه ربما يزيد من العنف والإرهاب بدلا من القضاء عليهما ، لكن المواجهة الفكرية يجب أن تكون جنباً إلى جنب مع السلاح ،فكثير من المنتمين إلى هذه الجامعات الشاردة أو المتعاطفين معها من المضللين والمغرر بهم وعودتهم إلى المجتمع ممكنة بالإقناع وتصحيح ما بثه هؤلاء المغرضون فى أذهانهم ، والمساجد وحدها ليست كافية فكثير من الشباب المغرر به لايذهب إلى المساجد أصلا، وحتى التليفزيون والوسائل الإعلامية التقليدية ليست كافية،بل لابد من استخدام الوسائل التى تستخدمها الجماعات المتطرفة لاجتذاب الشباب، فداعش أو أى جماعة متطرفه اخرى لديهم جيوش تعمل على المواقع الإلكترونية لمعرفتهم باهتمامات الشباب والمواقع التى يدخلون عليها،نحن تركنا هذه الساحة بالمرة ونهتم فقط فى خطب الجمعة والندوات التى لم يحضرها أحد والبرامج التليفزيونية التى تبدأ بعدما ينام الناس أو قبل القيام من النوم ،فالتأثير ضعيف، ولذلك جاء قرار الأزهر، بإنشاء المرصد الإلكترونى والذى يعمل ليل نهار، بمجموعة من الأكفاء بعدة لغات،يرصد ما تكتب هذه الجماعات ويعد الردود العلمية بنفس لغات نشره تحصينا للشباب من هذا الفكر الزائف دون أن ننشر هذه الشبه حتى لا نكون وسيلة ترويج له،كما ينبغى عقد لقاءات حوارية مع المحكومين للوقوف على مدى تعلقهم بهذا الفكر وتجذره فى نفوسهم من عدمه،وفصل من لايحملون فكرا متطرفا عن الآخرين حتى لاتكون السجون ميدانا لنشر التطرف وتأصيل الإرهاب، فبعض الشباب يدخل بفكر معتدل فيخرج إرهابيا خطرا على مجتمعه جراء مخالطته هؤلاء الإرهابيين.
ماذا فعل الأزهر للتصدى لداعش الإرهابية؟
. د.عباس :
فى البداية لابد من توضيح نقطة مهمة وهى كشف حقيقة داعش وهو مايركز عليه الأزهر ولايمل من تكراره فداعش وغيرها من الجماعات التى تدور فى فلكها وتتبنى العنف وسيلة لتحقيق مقاصدها السياسية ،هى جماعات صنعها أعداء الأمة التاريخيون وفى نظرى ماهى إلا مسميات لا وجود لها فى الحقيقة وإنما هى أنشطة استخباراتية غربية وتساندها بعض الدول للأسف الإسلامية التى تسعى لبسط نفوذها ونشر مذاهبها المرفوضة من غالبية شعوبنا الإسلامية،ومن يظهرون فى الصور والفيديوهات هم مجموعة من الكومبارس للتغطية على ضباط المخابرات الذين يقومون بالتخطيط والتنفيذ للجرائم النكراء على الأرض ولايمكن أن يصدق عاقل أن جماعة إرهابية تسيطر على دول بأكملها وتنفذ جرائمها بهذه الكيفية دون القبض على شخص واحد من المنفذين،ولايمكن لجماعة إرهابية أن تمتلك هذه التقنيات المتطورة ولا هذه الأموال الطائلة التى مكنت داعش مثلا من صك عملية ذهبية خاصة بهم،وللأسف الشديد بعض إعلامنا يصور هذه الجماعات على أنها صنيعة إسلامية بل ويلصق جرائمهم بمناهج الأزهر وديننا الإسلامي،وهذا من أعجب مايكون فالغرب نفسه لم يعلن يوما أن داعش جماعة عربية وهذا من المفارقات العجيبة.
كما يقوم الأزهر بفضح دعاوى هذه الجماعات حين تنسب جرائمها النكراء إلى ديننا الحنيف مستشهدة ببعض النصوص المدسوسة أو المجتزءة من سياقها،ويصحح الافكار التى دلسها هؤلاء الإرهابيون ودسوها فى أدمغة بعض شبابنا من خلال المؤتمرات والندوات والمطبوعات،ومن خلال مرصد الأزهر الإلكتروني.
ماهى أهداف المرصد؟
دكتور أسامه نبيل :
أنا سعيد باهتمام الأهرام بالمرصد وهذا جسر جديد من جسور التعاون ما بين الأزهر ومؤسسة الأهرام، ونحن فى المرصد نطلع على المعلومات ونحللها لتصحيح المفاهيم، وأول مشكلة تواجهنا هى أن الجماعات المنحرفة إستطاعت خلط المفاهيم وإعطاء مفاهيم أخرى مغايرة على عكس فهم الناس تماماً، وهذا ما جعل الشباب يذهب لهم، الشباب يعرف بعض المفاهيم ولكنه رأى أن هذه المفاهيم لم تخدمه على أرض الواقع ، فذهب للمفهوم العكس تماماً، فكيف نسترد الشباب ؟ المسجد ليس كافيا، التليفزيون ليس كافياً بالعكس ممكن التليفزيون وما يعرضه من برامج أن يدفعه أكثر فى الإتجاه الأخر.
كيف يتم تصحيح المفاهيم، هل نستخدم طريقه نمطية أم نرجع نتحدث عن المفاهيم بأكثر من أسلوب يتسم بالبساطة الشديدة جداً، الصورة بتلعب عامل كبير جداً فى الموضوع، لا أقول أننا وصلنا لقمة التعبير عن هذه الموضوعات ولكننا نخطط ونكتب لها وبنمشى خطوة خطوة.. لأن المرصد حديث ولكن نرصد ب7 لغات وباللغة العربية، ونكتب بال7 لغات وباللغة العربية، نحلل كل إصدارات الجماعات أو التنظيمات التى تدعوا للإرهاب، نرى تنظيم داعش يفاجئنا بسلسلة من المجلات ديجيتال كلها إلكترونية باللغة الإنجليزية تسمى دابق، باللغة الفرنسية (دار الإسلام)، ثم نجد دابق ترجمت باللغة الأوردية، ثم السواحلية، ثم صدرت مجلة باللغة السواحلية تترجم إلى الإنجليزية.. حيروا العالم، فلابد من أن يتم البحث بلغات مختلفة.. لا يصلح البحث باللغة العربية فقط، وتحليل المعلومات المقصود منه ليس إستخراج إحصائيات، ولكن لكى نفهم كيفية جذبهم لهؤلاء الشباب، كيف يلفتون نظرهم، كيف يخلطوا المعلومة ويزودها بمغلوطة ويضع بجوارها صورة وفيديو لكى يجعله يعتقد فى هذه المعلومة ولذلك يجب التعامل معهم بنفس المستوى ونفس الأداء، الحقيقة وراءهم محرك كبير جداً، لا أعتقد أنهم من يقومون بذلك ، لأنهم مقاتلون لا يهتمون بالجانب الإلكترونى والفنى والتكنولوجيا العالية، هناك جهاز وراءهم كبير يحركهم فى هذا الاتجاه ويضع لهم الخطط وهمَّ منفذون، فنجد إن داعش تنشر إعلانا عن حاجتهم لمترجمين بأسعار 5000 دولار وأكثر، فى الشهر ليترجم 8 صفحات كل يوم، فمن المؤكد أن وراءهم ممولا عاليا، غير أن المواقع التى يستخدمونها تسمى مواقع مظلمه، يظهر رابط عليه أى شيء ممكن تكون صورة منحرفة، دخل عليها الشاب ليجد نفسه دخل فى مكان آخر، كعروض زواج مغرية، او كدعوة للموت شهيد فى سبيل الله، او دعوه لترك بلد الفساد، بالطبع وجدنا ملفات لعائدين واعترافاتهم تؤكد صحة كلامنا، على ان هذه التنظيمات تستقطب الشباب لإستغلالهم لأسباب سياسية فى المقام الاول.
ويقوم بالرصد باحثون على أعلى مستوى من جامعة الأزهر، كلهم من المعيدين والمدرسين المساعدين، لديهم قدرة ليست على البحث فقط ولكن أيضا على قراءة ما وراء النص ويشرف عليهم أساتذة متخصصون، ما يجعل منتجنا فى إجماله لا يتعلق فقط بأمور الدين ولكن بأمور الدنيا السياسية وهذا هو الجديد .
هل علمتم من خلال المرصد الشريحة الشبابية أوالسنية التى تستهدفها هذه التنظيمات؟
د.أسامه:
الشريحة فعلاً اتحددت من 17 – 25 سنة وثقافة هذه الشريحة ضعيفة جداً، وعلى وجه الخصوص فى أمور الدين، والغريب أننى كنت طلبت إحصائية على المترددين على الموقع بالأردو، فوجدت أكثر من 6000 قارئ لكل ما ينشر على الأردو، توقعت أن اللغة الإنجليزية رقم (1) ولكن على العكس الإنجليزى تراجع، وهذا معناه أنه بالفعل أصبح هناك تأثير فى مناطق ملتهبة.
نقترح إضافة اللغة التركية والفارسية للمرصد.
د.أسامة:
المقترح ليس فقط التركية ، وانما الإيطالية ايضا، والفارسى موجود بالفعل، وأيضاً وجود اللغة الفارسية ساعد المرصد على رؤية المد الشيعى فى العالم كله، دولة مثل نيجيريا لم يكن بها شيعى واحد أصبح بها 2 مليون شيعى فجأة، ونحن ندرك ان الملف الشيعى ملف خطير ويحتاج التعامل معه الى حذر شديد جداً.
ما هى خطط تطوير التعليم الأزهرى ؟
د.شومان :
أولاً بالنسبة للتعليم والمناهج التعليمية هو من أهم المحاور لتجديد الخطاب الدينى، وشيخ الأزهر يعنى بإصلاح التعليم الأزهرى منذ أن كان رئيسا لجامعة الأزهر،وكان التكليف الأول الذى تلقيته منه بعد أن شرفنى باختيارى وكيلا له هو التركيز على محور التعليم وتشكيل لجنة لإصلاحه،باشر الإشراف على أعمالها فى كافة مراحله بنفسه،وكان يناقش كل صغيرة وكبيرة تتعلق بأعمالها، وهو من أصر على تسمية اللجنة التى شكلت فى 4/9/2013م بلجنك إصلاح التعليم ،وقال بالتركيز فى التعليم ، وقال: "لو عايزين تشتغلوا صح سموا هذه اللجنة إصلاح التعليم"، قلنا له كلمة إصلاح تجعل الناس يقولون هوَّ التعليم "خربان" قال "نعم ولازم نكتب إصلاح التعليم لكى نعلم أن لدينا مشكلة ولازم نجد لها حل".. وعمل باللجنه أكثر من 100 خبير، عقدنا جلسات كثيرة نبحث ما هى مشاكل التعليم ما قبل الجامعى ؟ لماذا يهرب الناس من الأزهر الخريجيين ليسوا على المستوى المطلوب مثل الماضى، حصرنا تلك المشكلات وأحضرنا الكتب والمناهج الموجودة وتم إعادة النظر فيها، والعمل باختصار يتلخص فى أن المناهج لدينا متضخمة وكثيرة، و لابد من تخفيف المناهج وقمنا بتخفيف تلك المناهج فى المرحلة الإعدادية حيث تم دمج فروع العلم الواحد فى مادة واحدة بعد أن كانت عدة مواد لتصبح المواد الشرعية ثلاثا فقط هى اللغة العربية،وأصول الدين،والفقه بالإضافة طبعا إلى القرآن الكريم،مع المواد الثقافية التى يدرسها طلاب التعليم العام،مع تبسيط فى العبارات،وحذف المتون تيسيرا ومراعاة لحالة التلاميذ،وكذا الاستطرادات التى ليس لها تطبيقات فى حياة الناس،وفى المرحلة الثانوية،أبقينا على المتون مع شرح مبسط،وحذف الاستطرادات الزائدة،ونقوم حاليا بإعادة النظر فى التعليم الابتدائى بالكامل وهذا العام هو عام التعليم الابتدائى فى الأزهر بالإضافة إلى التوسع فى الفصول التمهيدية التى تسبق التعليم الابتدائى والتى ستصبح بعد اكتمالها جزءا لايتجزأ من التعليم فى الأزهر لن يقبل التلاميذ فى المرحلة الابتدائية إلا من خلاله. كما تم استحداث مادة للثقافة الاسلامية تدرس فى المرحلتين الاعدادية والثانوية والجامعية تعمق الانتماء الوطنى وتعالج القضايا المعاصرة المتعلقة بالتطرف والارهاب وتصحيح المفاهيم المغلوطة التى تروج لها الجماعات المتطرفة ،كما نسعى لاقرارها فى التعليم العام وكافة الجامعات المصرية حيث عرضها شيخ الازهر بنفسه على وزراء التربية والتعليم والتعليم العالى والمجلس الاعلى للجامعات فى الاجتماع الذى استضافته مشيخه الازهر قبل عدة اشهر وستكون صالحة للتدريس للمسلمين وغير المسلمين.
كما شكلت أيضا لجنة لاصلاح التعليم الجامعى فى الكليات الأزهرية. وبعد انتهاء اعمالها تكون منظومة التعليم فى الازهر تم اصلاحها،وكذلك قامت لجنة اصلاح التعليم ما قبل الجامعى بمراجعة المناهج الدينية والعربية فى التربية والتعليم
الدكتور محمد أبو زيد الأمير :
هذه المناهج تجريبية، بمعنى أننا مازلنا حتى الآن نتلقى تعليقات الطالب أولاً، وفى زيارة مع وكيل الازهر ذهبنا إلى أحد المعاهد، قال لطالبه يا ابنتى أكتبى لى تعليقاتك على المنهج وولى الأمر أيضا، مع إنه معهد خاص، والمدرس ايضا يكتب تعليقاته على المنهج، كل هذه التعليقات نأخذها كلها، والآن هناك لجنة فى إعادة النظر فى المقترحات، طبعا بالنسبة للعام الماضى، المقترحات أضفناها هذا العام، كتاب أصول الدين زدنا فيه أكثر من حجمه بناء على اقتراحات الطلبة وأولياء الأمور والمدرسين فهذا العام تم تطوير المناهج للمرحلتين الإعدادية والثانوية بالكامل و اشترك فى التطوير علماء فى كل التخصصات من الجامعة ومن المعاهد الأزهرية ومن التربويين ايضا.
الأمر الأخر اننا الآن فى القطاع تعكف لجنة تطوير التعليم على اعداد مشروع مناهج جديدة لرياض الأطفال، وايضا هناك لجنة لتطوير مناهج التربية الرياضية والأنشطة الثقافية بقطاع المعاهد، فهذا العام يعتبر عام تطوير التعليم الإبتدائى الأزهرى.
بالنسبة لخطتكم لتطوير المعاهد الأزهرية قبل بداية العام الدراسى؟
د.محمد:
تم تكليف جميع رؤساء المناطق بالإستعداد لبدء العام الدراسى فيما يتعلق بجميع الأبنيه التعليمية، ولأول مرة هذا العام تم تخصيص 150 ألف جنيه لكل معهد وما يحتاجه من صيانة ومستلزمات، وقد قمت بالمرور على بعض المعاهد فى القرى والريف وتأكدت ان أكثر من 70% أستعدت لإستقبال الطلاب.
ماذا عن انخفاض نسبة النجاح فى الثانوية الأزهرية هذا العام؟
د.شومان :
هذا كله فى إطار الإصلاح – الواقع أن التعليم الأن فى وضع صعب، ليس فى الأزهر فقط ولكن بصفة عامة، والمشاكل التى نعانى منها متشعبه و متعددة، و ظهر فيها عنصر جديد وهو أولياء الأمور، مشكلتنا الكبرى فى ثقافة وتوجهات أولياء الأمور فبعضهم يرتب من بداية السنة كيفية غش الولد فى الامتحان، وهذا هو الوضع الذى كان موجودا بالفعل، فكانوا يتمكنون من تسريب الأسئلة قبل بداية الامتحان على النت أو حلها فى مجموعات صغيرة، وقد نسقنا مع الأمن وطلبنا تأمين اللجان وإتفقنا على الطريقة ونفذناها هذا العام. وغيرنا نظام الأسئلة وغيرنا الغلاف ووضعناها فى غلاف بلاستيك، لأننا عندما قمنا بالتفتيش على مراكز التوزيع فوجدنا الأظرف مغلقة، وبالفحص وجدنا وجود فتحة صغيرة أعلى الظرف يضع فيها القلم ويلفون عليه الورقة ويخرجونها من الظرف ويقومون بتصويرها وتسريب الأسئلة ولذا ألغينا فى العام 2012/2013 ثلاثة امتحانات تم تسريب أسئلتها قبل بداية اللجان، لذلك غلفنا الأسئلة ببلاستيك حتى لا يتم استخراجها من الظرف الا بقطعه فبالتالى لا يستطيعون فتحه، وجعلنا المسئولية على رئيس المنطقة شخصياً،ونجحنا بهذا وبإلغاء امتحان الشهادات فى القرى من القضاء هذا العام على التسريب تماما،وبقى التمرير أثناء اللجنة بعد أن انحسر للغاية،وهو غير مؤثر لأن الطلاب لايحملون موبايلات لتلقى الإجابة إلا أعداد محدودة يتم ضبطها مع من قام بعملية التمرير،ولدينا أكثر من 800 حالة إلغاء فى الدور الأول وحده، بالفعل الإمتحانات لم تنضبط مثلما نريد، لكن تغيرت تماماً، وبالتنسيق الكامل مع الأمن الذى نتوجه إليه بالشكر تحسنت اللجان بشكل كبير جدا وانضبطت فتأثرت النتيجة .
لم ننزعج منها، وكان من الممكن أن نتقبل أدنى من ذلك، لأن هناك قرارا "لابد من إصلاح التعليم الأزهرى"، الأن على الأقل ثقافة الغش لدى أولياء الأمور تغيرت، وكان فى العام الماضى لا يحضر طلاب 3 ثانوى فى المعاهد الأزهرية وعندما تسأل يقال هؤلاء الطلاب لا يحضرون، والتحدى هذا العام يكمن فى استعادة طلاب الثالث الثانوي،حيث اتخذت الإجراءات الكفيلة بذلك،فسيفصل الطالب فور تخطى الخمسة عشرة يوما من الغياب متصلة أو الشهر متقطعا،وإعادة قيده ب 1000 جنيه لمرة واحدة فى العام،كما سيتم التفتيش على الفصول ووجود المدرسين فيها ولو من دون طلاب فى جميع الحصص،وستتخذ إجراءات صارمة من اليوم الأول ضد المعلمين وشيوخ المعاهد المخالفي.
بالنسبة للطلاب المبعوثين، تردد أنه لا رقابة عليهم، وأنهم يأتون لمصر لنشر الفكر الداعشى؟
د.شومان:
هذا غير حقيقى بالمرة، الطلاب الوافدون من أفضل الطلاب عندنا، والتزامهم أفضل من التزام طلابنا، ولدينا طلاب من 109 دول.
هل تم خفض عدد المنح؟
د.شومان:
الأزهر لم يخفض المنح، والدولة لاتبخل على تمويل المنح ،لكن هناك بعض المشكلات تحول بين الطلاب وبين تمكنه من الإلتحاق بالدراسة فى الأزهر لعدم حصولهم على القدر الذى يؤهلهم للدراسة فى الأزهر من التعليم فى بلادهم،وبعض المشكلات السياسية لدى بعض الدول تمنع من إرسال طلابهم للدراسة فى الأزهر،وبطء الإجراءات فى بعض الدول الأخرى،والأزهر يبذل كل مايستطيع بالتنسيق مع الخارجية والجهات المعنية لتمكين أكبر عدد من أبناء المسلمين من الدراسة فى الأزهر،وأذكر حين أرسلنى شيخ الأزهر مع وفد إلى تايلاند التقينا هناك ب 3000 الآف من خريجى الأزهر من أبناء تايلاند من ثلاثة أجيال :الجد والابن والحفيد فى العاصمة بانكوك وهى دولة غير اسلامية فما بالكم بالدول الإسلامية؟.
مارأيك فيما ينادى به البعض من إغلاق الكليات العملية فى جامعة الأزهر؟.
د.شومان:
هؤلاء من المغيبين المنفصلين عن واقع الكليات العملية بالأزهر والتى تعد مفخرة فى منطقتنا والعالم الإسلامي، فهذه الكليات تقف على قدم مع نظائرها فى جامعاتنا المصرية على الأقل ،وبها العديد من العلماء البارزين على المستوى العالمى فى كافة التخصصات،والقطاع الطبى يشهد نقلة نوعية غير مسبوقة،وتسهم مستشفيات الأزهر فى علاج ألآف الحالات وفى كافة التخصصات،ومستشفى جامعة الأزهر التخصصى الذى افتتح أخيرا هو الأحدث من نوعه فى منطقة الشرق الأوسط خير دليل على بطلان مزاعم هؤلاء الحاقدين على الأزهر وجامعته،وهذا النوع من التعليم وهذه الكليات لاتفكير فى المساس بها وإنما السعى لتطويرها وزيادة عددها،وإن كره هؤلاء.
ما هى خطة تطوير اللجنة العليا للدعوة ؟
الشيخ محمد زكى:
نحن نرى ضرورة تجديد الخطيب قبل تجديد الخطاب، فتجديد الخطيب هو تجديد للإسلام وتجديد لشباب الإسلام إذا ما أردنا تجديد الخطيب، من خلال فتح المجال لعلماء ثقات كبار أكفاء من حملة الماجستير والدكتوراه، تحت إشراف وكيل الأزهر مباشرة، واختيارهم وإنتقاؤهم من خلال لجان علمية كبيرة متخصصة، كل فى مناحى العلوم الشرعية، اللغوية، الإنسانية، الثقافية، الدعوية، الفكرية، فضلا عن توفير الدورات التدريبية الراقية فى مدينة البعوث وقاعة المؤتمرات الكبرى بمدينة نصر، ومساعدة الأزهر فى القيام برسالته من كل المؤسسات والهيئات الحكومية والأهلية حتى ينهض برسالته العلمية والتعليمية والدعوية، لكونه معبراً عن ضمير الأمة، وناطقا بلسانها يعمل بالحفاظ على تراث الأمة وعلى قيمها وعلى أخلاقها، يحارب الفكر التكفيرى ويفند آراء ويكشف عواره ويحصن المجتمع من أثاره المدمرة، هذا بمساعدة كل مؤسسات الدولة، الإعلامية والثقافية والصحفية من خلال منبركم المنبر الأول الإعلامى فى العالم العربى والعالم الإسلامى، الأهرام المصرية الكبيرة ، ولابد أن يكون للدعوة جهاز معتبرً ومحترما يقوده الأزهر الشريف بدلاً من بعثرة المسئولية هنا وهناك.
هل مجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء يحتاجان إلى تفعيل أكثر خاصة فى الفترة الراهنة؟
د. شومان:
مجمع البحوث الإسلامية تحديداً دوره ربما تأثر قليلاً لأن المجمع تم نقله بالكامل من المقر الموجود فيه بكتبه وملفاته.. وجار إصلاح المبنى، ولكن المجمع يعمل من مكانه المؤقت الموجود فيه، ويتعامل مع المرصد فى الرد على الفتاوى وعلى غيرها وجلسات المجمع تنعقد بانتظام، وايضا هيئة كبار العلماء أعضاؤها يشاركون فى فعاليات الأزهر من خلال اجتمعات رسمية ومن دونها وعندما يكون هناك أمر للتشاور، شيخ الأزهر يتصل بهم ويتشاور معهم فى بعض الأمور،و فى الفترة الماضية فقدنا أكثر من عالم من هيئة كبار العلماء، نظراً لكبر السن، وجار العمل على تجديد الهيئة وتكثيف جهودها واجتماعاتها، وهى تعمل على القضايا الكبرى التى تهم العالم الإسلامي،ولاتقتصر على القضايا الداخلية .
مادور لجنة المصالحات الثأرية فى دعم السلم المجتمعى بالصعيد؟
د. شومان:
هذه اللجنة نشأت بعد الحادث الشهير بين الدابودية والهلايل فى اسوان ، وسقط فيها 28 قتيلا، وشيخ الأزهر ذهب إلى هناك وكنا معه وكنا غير متفائلين، لأن الحادث جلل ، وكانت الأجواء محتقنة، ولما وصل شيخ الأزهر فوجئنا بالاستقبال الحافل، وكبار القبيلتين قالوا للإمام الأكبر "أتيت إلينا إذاً ما ستحكم به قبلناه"، فبالتالى، شكلت لجنة لدراسة الموضوع واتفقنا بأن نسعى لاستعادة السلام الاجتماعى بين القبيلتين، ولكن لن نتدخل فى احكام القضاء، ومن ارتكب جريمة يأخذ جزاءه.
اللجنة عملت فى ظروف صعبة، تعثرت كثيراً، أخفقت.. ونجحت.. وفى النهاية توصلنا بتوفيق الله.. وحدث صلح كبير جداً، وقرر شيخ الأزهر استغلال ثقة الناس فى الأزهر بتشكيل لجنة عليا للمصالحات بمشيخة الأزهر تنسق مع اللجان الفرعية فى كافة المحافظات والسادة المحافظين ومديرى الأمن،وتحقق نجاحات مبهرة لاتحظى بالزخم الإعلامى المروج لنشر ثقافة التصالح بين الناس،وقد أنجزت العديد من المصالحات أشهر صلح برديس فى سوهاج عن 13 قتيلا الذى حضره مايقارب العشرين ألف شخص.،ونعمل على العديد من المصالحات الآن وخلال الشهر المقبل نحتفل بصلح فى سوهاج بإذن الله.
هل هناك فرصة للتصالح مع بعض الجماعات مثل الإخوان؟
د، عباس :
ضيع الإخوان فرصا كثيرة للتصالح ،ولو أنهم استمعوا إلى صوت الأزهر الذى سعى للإصلاح بين كافة القوى السياسية حين كان الإخوان فى الحكم لما وصل حالهم إلى ماوصل إليه ، ولكنهم رفضوا كل هذه المساعى لأنهم لايسمعون إلا صوتهم.أما الآن فالمصالحة بعيدة جدا و تعوقها أمور كثيرة منها:أنهم لايزالون على رأيهم ويرون أن المعزول رئيس شرعي،وأن الحكم الحالى مغتصب للسلطة،وأن المصالحة عندهم تعنى العودة إلى ماقبل 2013/7/3،وأنهم تبنوا العنف لتحقيق ذلك،ويستحيل مع هذه الأمور تحقيق أى مصالحة،ولا أعتقد أن هذا سيكون مقبولا لاشعبيا ولارسميا فقد ابتعدوا كثيرا جدا،وتورط بعضهم فى العنف،وطريقهم الأوحد الآن هو مراجعة أنفسهم والاعتراف بأخطائهم وإغلاق قنواتهم التحريضية،والتوقف عن العنف والتخريب،والتوارى عن الساحة،والاعتراف بالواقع،وإدراك استحالة عودة الماضي،فإذا هم فعلوا ذلك بعدها يكون السؤال عن قبول فكرة المصالحة من عدمها‪.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.