مشكلة تتكرر كل عام مع بدء اجراءات الالتحاق برياض الأطفال سواء فى المدارس الرسمية للغات "التجريبية"،أو والرسمية المتميزة .. فالإقبال الشديد على هذه المدارس رفع سن القبول بها خاصة فى الأماكن المزدحمة، مما جعل الآلاف من الأطفال الذين تعدت أعمارهم 5سنوات و5 أشهر فى قائمة الانتظار. وترجع هذه المشكلة إلى تأخير نتيجة التنسيق، مما يتسبب فى إضاعة سنة من عمر الأطفال الذين لم يتم قبولهم بتلك المدارس, حيث لا يسمح لهم بتقديم أوراقهم فى مدارس أخرى وذلك بسبب غلق باب التقديم, والمشكلة الأكبر أنهم لن يتمكنوا من دخول نفس هذه المدارس فى العام الذى يليه حيث لا يسمح القانون بقبول الأطفال الذين تعدوا 6 سنوات للاتحاق بالمدارس الرسمية للغات. وقد أدى ذلك الى قيام أولياء الأمور بمحافظة الجيزة, بتقديم مذكرتين لرئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، ووزير التربية والتعليم محب الرافعي, مطالبين بقبول أبنائهم الذين تعدوا السنوات خمس فى هذه المدارس نظراً لوجود 39150 طفلا على قوائم الانتظار، وأن هذا النوع من التعليم مناسب لظروفهم المالية نظراً لمغالاة المدارس الخاصة فى المصروفات, وكان رد مديرة مديرية التربية والتعليم بالجيزة بثينة كشك على شكاوى أولياء الأمور بأنه ستتم زيادة كثافات القاعات المخصصة لرياض الأطفال إلى 60 طفلا، وذلك فى محاولة لاستيعاب كل الأطفال المتقدمين, رغم أنه من المفروض الالتزام بالكثافة وهى 36 تلميذا فى الفصل الواحد إضافة إلى النسبة المخصصة من المحافظة لتصل إلى 40تلميذا. أما أولياء الأمور فكان لهم آراء مختلفة، تقول نرمين أحمد «موظفة» أن عدد 60 طفلا بالفصل الواحد كبير جدا، وبالتالى سيؤثر على استيعاب وفهم التلاميذ داخل الفصل. واقترح إبراهيم فؤاد «طبيب» أن الحل يكمن فى زيادة عدد الفصول وليس زيادة عدد التلاميذ فيها حتى لا يضطر أولياء الأمور للتقديم لأبنائهم فى المدارس الخاصة. وتقول مروة فاروق ربة منزل إن التحويل إلى هذه المدارس بعد أن يتم تغيير محل السكن يكون شبه مستحيل, و يفتح بابا للفساد عن طريق قيام البعض بتلقى رشاو لتحويل الأطفال من مدرسة بعيدة إلى مدرسة قريبة للمنزل وذلك للحد من معاناة أطفالنا الصغار. وترى نهلة فاروق «مهندسة» أن التوسع فى بناء المدارس، وفتح فصول بالتعاون مع القطاع الخاص والجمعيات الأهلية المرخصة هو الحل, وقالت من الممكن استغلال الحجرات التى يمكن أن تتحول الى فصول مثل حجرات المدرسين أو معامل التطوير. أما شيرين فوزى (محاسبة) فقد أشارت الى أن معاناة أولياء الأمور لا تقتصر على عدم دخول الأبناء هذه المدارس فقط , ولكن أيضاً على توزيع أطفال الأسرة الواحدة على أكثر من مدرسة. وقال طارق أحمد «موظف» أنه لابد من الاهتمام برياض الأطفال وتوفير أماكن لأبنائنا, كما أن التقديم عبر الإنترنت كان يحتاج الى التحضير له جيداً، وهناك بعض التلاميذ الذين يتم توزيعهم بعيداً عن المربع السكنى ولم يتم الأخذ بالرغبات التى تم تسجيلها، فضلا عن دمج بعض الإدارات التعليمية عند إدخال البيانات عبر الإنترنت, كما طالب بالقضاء على التبرعات الإجبارية بالمدارس من أجل قبول الأبناء. حلول مقبولة يقول د. محمد سكران أستاذ التربية أن هناك شروط يضعها المسئولون عن المدارس الرسمية للغات والمدارس المميزة ثم بعد ذلك يتم إخضاع المتقدمين للتنسيق الذى يقوم باختيار المقبولين وفق الشروط الموضوعة الى جانب نسبة ال10%التى يقررها المحافظ لتصل الكثافة فى الفصل الى 40 طفلا, ولكن أن تصل الكثافة الى 60 تلميذا فيعنى ذلك ارتفاعا خطيرا فى كثافة الفصول, ولسنا بحاجة الى بيان الأخطار التعليمية والسلوكية والتربوية المرتبطة بتزايد كثافة التلاميذ داخل الفصول, لذلك فإن هذه الكثافة ليست الحل, ولكن الحل فى التوسع فى بناء مدارس وفصول جديدة, مع توافر الإمكانيات المادية والبشرية داخل هذه المدارس, وعلينا أن نتخذ من قناة السويس الجديدة نموذجا يحتذى به فنقوم بعمل اكتتاب شعبى لبناء هذه المدارس أو على أقل تقدير بناء فصول جديدة, لأن المدارس تعمل على بناء الأطفال بناءً مطلوباً فى ظل المتغيرات المعاصرة, وعلينا أن نهتم بهم لأنهم معقد الآمال ومستقبل الأجيال لاستيعاب الأعداد المتزايدة فى عدد التلاميذ.