اهتم المركز القومي للترجمة منذ إنشائه بترجمة العديد من اللغات إلي العربية، وكما يقول الدكتور شكري مجاهد مدير المركز فإن اللغة الروسية من اللغات المهمة التي اهتم بها المركز القومي للترجمة منذ أن كان المشروع القومي للترجمة. وقد توجه الاهتمام في الأساس إلي الإنسانيات والأدب، وتجاوز ما ترجمه المركز عن الروسية ثلاثين إصدارا، أغلبها من الأعمال الكلاسيكية مثل حكاية الكاهن، وخادمه لبوشكين ترجمة سهير المصادفة، وأيضا كتب الأطفال التي لاقت نجاحا كبيرا, ومن الكتب التي تلاقي إقبالا من القراء كتاب حياة الشيخ محمد عياد الطنطاوي من تأليف اغناطيوس وترجمة كلثوم نصر عودة، كما قدم المركز كتبا نظرية عن الروسية من دراسات نقدية وتاريخية حول فن المقامة. واهتم المركز أيضا بصورة مصر في الذهن الروسي فأصدر كتبا مثل مصر في الأرشيفات الروسية، وكتاب الإسكندرية، وتتجاوز الترجمة حدود روسيا الاتحادية لتصل إلي دول مثل أوزبكستان، فقدم عبد الرحمن الخميسي كتاب أساطير شعبية من أوزبكستان في جزءين. وينعكس التوافق السياسي بين مصر وروسيا في مرحلة سابقة علي تأليف كتاب بعنوان الهم الإنساني والابتزاز الصهيوني بالروسية ترجمه أشرف الصباغ، وقد تطرق الاهتمام إلي الأدب الروسي الحديث، حيث صدر كتاب الأدب الروسي في السنوات العشر الأخيرة من ترجمة أشرف الصباغ. ويستطرد الدكتور شكري مجاهد قائلاً : ومع ذلك فإن آفاق الترجمة عن الروسية مازالت تحتاج إلي الانفتاح علي قدر أكبر من العمل والتعاون. وأهم عناصر فتح هذه الآفاق هو التواصل مع دور النشر الروسية والمركز الثقافي الروسي علي نحو أكبر. ويشارك المركز القومي للترجمة مع المكتب الثقافي المصري في روسيا في تدعيم العلاقات الثقافية بين مصر وروسيا. كما صدر كتاب مصر في الأرشيفات الروسية تأليف جينادي جوريا تشكين ترجمة وتقديم ايمان يحيي ومراجعة المادة التاريخية عاصم الدسوقي، وفيه ينتقل المؤلف بين أكثر من عشرين مؤسسة روسية تحفظ الوثائق، ليلقي الضوء علي أحداث وحقب شهدها تاريخ مصر الاقتصادي والاجتماعي والسياسي, ويكشف لنا هذا الكتاب مناطق من تاريخنا لم يلق عليها الضوء بعد، لعل أكثرها إثارة الحروب التي خاضها المصريون ضمن الجيش العثماني ضد روسيا ومصير الأسري المصريين في بلاد الموسكوف ومن الاعمال الأدبية المعاصرة كتاب «جسد أسود، أبيض، أحمر» تأليف ناتاليا فيكو وترجمة علي فهمي عبد السلام ومراجعة سارة محمد رفعت. ومن ناحية أخري، أكد الدكتور شريف جاد مدير النشاط الثقافي بالمركز الثقافي الروسي في مصر أن الأدب و الثقافة في مصر هما القوة الناعمة الحقيقية التي يجب أن يتم التركيز عليها خلال الفترة المقبلة لتوثيق العلاقات بين الشعبين المصري و الروسي. وأوضح أن المركز الثقافي الروسي أعد بمناسبة الزيارة مجموعة مكثفة من الأنشطة التي تعبر عن متانة العلاقات بين البلدين .