احتفل الجناح الروسي ضمن فعالياته كضيف الشرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام بمرور150 عاما علي ميلاد الكاتب الروسي أنطون تشيكوف . جاء ذلك من خلال ندوات وموائد مستديرة ناقشت الإرث الأدبي لتشيكوف بالإضافة إلي معرض ضم لوحات لفنانين روس مستوحاة من الأعمال الأدبية لأنطون تشيكوف. وقد استطاع الجناح الروسي أن يجذب جمهور المعرض الذين تدفقوا يوميا لمشاهدة معرض السد العالي بمناسبة مرور50 عاما علي انشائه بالاضافة إلي الصفحات الذهبية من مصحف عثمان التي تعتبرها الأوساط الثقافية والدينية في روسيا والدول العربية تحفة فنية, كما تعرف الجمهور علي روسيا من خلال معرض للصور الفوتوغرافية عرض نواحي الحياة المختلفة بها علي خلفية الموسيقي الفلكلورية الروسية التي كانت تعزف داخل الجناح, هذا إلي جانب حلقات تعليم اللغة الروسية لرواد المعرض داخل الجناح الروسي التي نالت استحسان الحضور. وذلك إضافة إلي اللقاءات التي تمت بين جمهور المعرض والكتاب والشعراء أعضاء الوفد الروسي, وناقشت عدة موضوعات منها الأدب الروسي المعاصر من شعر ومسرح ورواية وأدب خيال علمي, والشخصيات الأدبية الروسية في القرن الحادي والعشرين وإشكاليات الترجمة في الأدب العربي والروسي, بالاضافة إلي التواصل الروسي المصري في القرن الحادي والعشرين والتواصل الثقافي بينهم عبر آلاف السنين. أما بالنسبة للوفد المشارك فقد تميز بوجود أسماء كبيرة لامعة في سماء الأدب الروسي مثل الشاعر رافيل بوخارايف وزوجته الشاعرة ليديا جريجورييفا وهما من أكبر شعراء روسيا المعاصرين والكاتب المسرحي ادوارد رادزينسكي الذي تم الاتفاق معه لترجمة كتابه الشهير ستالين إلي العربية عن طريق المركز القومي للترجمة وكاتب الخيال العلمي المعروف سرجي لوكياننو, كما ضم الوفد مجموعة من أهم الشباب المبدعين الذين لهم حضور كبير في الساحة الأدبية الروسية الآن مثل زخار بريليبين وألكسندر أرخانجلسكي ورومان سنتشين ودينيس جوتسكو وإلدار أبوزياروف, وقد أبدي الوفد الروسي سعادته بالإقبال الجماهيري علي الجناح الروسي وعلي حضور الندوات وحلقات النقاش, إلا أنهم افتقدوا وجود مبدعين مصريين من الكتاب والشعراء. لذلك وبناء علي طلبهم نظمت الجمعية المصرية لخريجي الجامعات الروسية بالتعاون مع أتلييه القاهرة دوة مفتوحة شارك فيها مجموعة كبيرة من الكتاب والشعراء المصريين في حوار مفتوح مع المبدعين الروس, مثل الشاعر سمير عبدالباقي ومكاوي سعيد وشريف عبدالمجيد وضحي العاصي. وبالرغم من أن الجناح الروسي ضم كتبا مترجمة إلي العربية إلا أنها لم تكن كافية لتشبع رغبة محبي أدب تشيكوف ودوستويفسكي وبوشكين في اقتناء اعمالهم وكذلك التعرف علي الأدب الروسي المعاصر, إلا أنهم وجدوا ضالتهم في الطبعة الجديدة من الأعمال الكاملة لأديب روسيا الكبير فيودور دوستويفسكي التي قامت هيئة الكتاب بإصدارها بمناسبة وجود روسيا كضيف شرف هذا العام, وقد لاقت المجموعة المكونة من ثمانية عشر مجلدا ترجمها الدكتور سامي الدروبي اقبالا جماهيريا كبيرا, حيث كانت تنفد الكميات التي تصل إلي جناح الهيئة فور وصولها. في نهاية فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب أعلن سليم أسعد وهو سوري يحمل الجنسية الروسية ويملك دار نشر في موسكو أنه وقع مع اتحاد الكتاب العرب عقدا لترجمة100 رواية عربية للروسية وسيبدأ في إصدارها في روسيا في نهاية هذا العام. ويقول شريف جاد مدير النشاط الثقافي بالمركز الروسي للعلوم والثقافة إن الوجود الروسي في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام يعتبر بداية لعودة العلاقات الثقافية بين البلدين بعد مرحلة من الجمود أو التوقف وهناك حالة من التفاؤل بين أعضاء الوفد لبداية حركة الترجمة, حيث تم الاتفاق علي ترجمة ستة كتب من الروسية إلي العربية وأربعة كتب أطفال بالاضافة إلي مشروع المائة كتاب.