بقاعة المركز الثقافى الروسي وبمناسبة يوم المترجم وهو يوم ذكرى ميلاد رفاعة الطهطاوى مؤسس كلية الألسن، نظمت الجمعية المصرية لخريجى الجامعات الروسية والسوفيتية مائدة مستديرة بالتعاون مع المركز الثقافى الروسي والمركز القومى للترجمة وبمشاركة كلية الألسن بجامعة عين شمس ومجلة أنباء روسيا، وذلك بعنوان "الترجمة جسرًا للتواصل بين الشعوب". جانب من الندوة افتتح الكسندر بالينكو مدير عام المراكز الثقافية الروسية فى مصر المائدة المستديرة بكلمة ترحيب بالكوكبة المشاركة التى أضفت أهمية خاصة على اللقاء وعبر عن أهمية الترجمة والمترجمين التى تسهم فى زيادة المعرفة بين الشعوب. أدار المائدة المستديرة شريف جاد رئيس الجمعية المصرية لخريجى الجامعات الروسية والسوفيتية الذى أكد ضرورة مناقشة مشكلات الترجمة من الروسية الى العربية والعكس وأهمية ان يعود الكتاب الروسي للسوق العربية والمصرية لان معرفتنا بالأدب الروسي توقفت عند الكبار تولستوى وتشيخوف ودوستويفسكى، ولكن هناك أسماء شبه متميزة ولا نعرفها حتى الآن، ولا شك أن الترجمة ليست مجرد نقل بل عمل ابداعى و يحول مجرى التاريخ كما حدث فى ترجمة العالم الفرنسي شامبيليون فى ترجمة حجر رشيد. جانب من الندوة وتحدث الدكتور أنور ابراهيم وكيل أول وزارة ورئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية السابق ومستشار وزارة الثقافة عن العلاقات التاريخية بين مصر وروسيا وبدايات الترجمة بين الجانبين ودور الاستشراق الروسي الثقافى والمعرفى والذى لا يتشابه والاستشراق الغربى الاستعمارى. كما تحدث الدكتور عامر محمد رئيس قسم اللغات السلافية بكلية الالسن جامعة عين شمس حول اهمية ان يقدم الجانب الروسي نفسه ليس فقط فى الترجمة بل فى كل نواحى العلاقات بما فيها السياسية ويحدث الحوار المباشر لمعرفة الموقف الروسي من كل شىء بما فى ذلك من سوريا حتى لا نضطر لمعرفة الموقف الروسي من خلال طرف ثالث. جانب من الندوة وفيما يخص طلبة اللغة الروسية بكلية الالسن فهم فى حاجة إلى خوض تجربة الدراسة فى روسيا ولو لمدة قصيرة وأكد أنه أصبح مترجمًا بالحجم الذى وصل إليه فقط بعد دراسته فى روسيا. وتحدث الدكتور حسين الشافعى رئيس تحرير مجلة أنباء روسيا عن ضرورة عقد مؤتمرا حول الاستشراق الروسي لمعرفة إنتاج هؤلاء العباقرة حول مصر والوطن العربى والتى تعد بمثابة كنوز نادرة لابد من الكشف عنها. جانب من الندوة وواصل حديثه عن الشخصية البارزة محمد عياد طنطاوى الاستاذ الذى سافر بعثه فى زمن محمد على إلى روسيا وعاش فى بيتربورج وواصل حياته هناك وعمل مدرسا بالجامعة وعاش وتزوج وأنجب اطفالا وتوفى ودفن هناك وصرح الشافعى أن لديه مادة أرشيفية نادرة عن حياة الشيخ طنطاوى فى روسيا. وأعلن شريف جاد عن رغبة دار الكتب و الوثائق فى إصدار تلك الاعمال وسوف تنظم لقاءً مع الدكترو حسين الشافعى لتفعيل تلك الرغبة. جانب من الندوة وسردت الدكتورة سامية توفيق تجربتها الفريدة فى ترجمة أدب الاطفال حكايات الوسادة للكاتبة الروسية ناتالى كورتوج تحت رعاية جمعية خريجى الجامعات الروسية وبدعم من مجلة انباء روسيا ليكون اول كتاب متكامل عن ادب الاطفال الروس منذ 20 عاما. جانب من الندوة وعقب الدكتور مسعد عويس رئيس نقابة المهن الرياضية والحاصل على جائزة الدولة التقديرية لعام 2011 فى العلوم الاجتماعية حول ارتباطنا كمواطنين مصريين وليس فقط كخريجين بروسيا والشعب الروسي لأنهم وقفوا إلى جانبنا فى السلم والحرب ونحن لا ننسى السد العالى والمصانع والمساندة الحقيقية ولهذا يجب أن نحافظ على هذا التواصل لمصلحة الشعبين. فى حين أكد الدكتور على غالب المستشار الثقافى المصرى فى موسكو سابقاً أن هناك العديد من الاتفاقيات والتى وقع بعضها شخصياً جاهزة للتفعيل حول التعاون المشترك.. كما يمكن ان توقع اتفاقيات أخرى لتغطية النقص فى الجوانب التى تحتاج، وإن كان علينا الاهتمام بالترجمة العلمية أكثر، كما طالب بضرورة أن يكون للمركز القومى للترجمة خطة متكاملة حتى نصل للإنجاز المنشود. وطالب الدكتور إبراهيم غزالة الفنان التشكيلى بعدم الاكتفاء بالترجمة المكتوبة وضرورة التوجه لترجمة الصورة والفنون لأن بها نقصا شديدا. وشاركت الدكتورة نهى أبو سديرة المشرف الفنى على الندوات والمؤتمرات نيابة عن الدكتورة كاميليا صبحى مدير المركز القومى للترجمة، وعرضت صورة واضحة عن نشاط المركز القومى للترجمة ومشروع الألف كتاب الأولى ثم الثانية وحالياً الثالثة، وأن المركز أنشئ عام 2006 فهو بذلك مؤسسة حديثة وسوف يزداد وينمو دوره فى حياتنا الثقافية فى السنوات المقبلة، مشيرة إلى أن مشروع الترجمة السارى يشمل عدة أعمال من اللغة الروسية منها " مذكرات زوجة دوستويفسكى ترجمة الدكتور أنور ابراهيم، ومصر فى الأرشيفات الروسية ترجمة الدكتورة إيمان يحيى". توصيات المائدة المستديرة: طالب شريف جاد الجميع بالاستعداد للاحتفال بمرور 70 عاماً على العلاقات المصرية الروسية العام القادم ورحب بالإفكار التى تدعم هذه الاحتفالات التى سوف تستمر لمدة عام على المستويين الرسمى والشعبى، ومنها طرح فكرة مؤتمر "مصر فى الاستشراق الروسى".. بالإضافة الى المعارض الفنية وأسابيع الثقافة الروسية وعروض للفرق الروسية وعروض مسرحية وسينمائية. كما طالب المركز القومى للترجمة بإصدار الكتب المترجمة عن الروسية للإحتفال بها وبمترجميها فى إطار الاحتفالات بمرور 70 عاماً على العلاقات الثنائية، وختم الكسندر بالينكو اللقاء بتأكيد الأهمية القصوى لمثل هذه اللقاءات فى توطيد العلاقات بين الجانبين وزيادة المعرفة وأن ابواب المركز الثقافى الروسى مفتوحة دائماً لجميع الأصدقاء لتفعيل التعاون المشترك.