في زمان اندثرت فيه المشاعر وقتل فيه الإحساس وأصبحت الأرقام والعلاقات المادية هي لغة التعامل بين الناس إلا أنه ما زالت هناك قلوب تنبض وأفئدة تحب ليشهد الاسبوع الماضي ثلاث ضحايا للحب المشروع بالجيزة عندما قتل موظف أمه لزواجها من شخص آخر بعد ان توفي والده وربتهم وتزوج هو وأشقاؤه وانتحر شاب بإطلاق الرصاص علي نفسه حاول والده إرغامه علي الزواج من أخري غير زوجته التي يحبها لعدم قدرتها علي الإنجاب ويقتل أقارب أمين شرطة ابن محبوبته التي ارتبط بها وكان ينتوي الزواج منه الاحراق قلبها. شأنها شأن كل السيدات المصريات والأمهات اللاتي أنزلت في حقهن آيات القرآن الكريم وكرمهن الرسول صلي الله عليه وسلم فبعد وفاة زوجها واصلت رحلة كفاحها حتي تمكنت من تربية أبنائها الأربعة وتزوجوا وأصبح لكل منهم منزله وأسرته من خلال عملها كموظفة بسيطة حتي وجدت نفسها وحيدة بعد كل هذا العمر وانشغل أولادها بأحوالهم لترتبط بشخص آخر وتتزوج به زواجا شرعيا إلا أن أحد أبنائها استنكر عليها ذلك وقرر أن يكافئها علي تربيتها لهم ومعاناتها من أجلهم بعد أن عايره أقاربه ليهشم رأس والدته دون أن تأخذه بها شفقة أو رحمة وكأنها شاة يذبحها لتنسيه كلمات الناس السنوات الطويلة و المعاناة التي تحملتها من أجل تربيته هو و أشقائه. إنها زوجة ريفية بسيطة تزوجت من أحد أبناء مدينتها البدرشين ومرت السنوات أنجبت خلالها 4 من الأبناء وتمكنت من الحصول علي وظيفة بالإدارة الزراعية لتقف بجوار زوجها بشهامة السيدة والزوجة والأم المصرية تعينه علي تربية أولادهما وتعليمهم وما بين العمل والاعتناء بأولادها والمجهود المضاعف مرت الأيام والسنوات ولم تكل أو تمل إلا أن القدر لم يكتف بذلك ليتوفي زوجها وتلقي علي عاتقها المسئولية بأكملها وواصلت المشوار فكانت الأم والأب في آن واحد تعمل بالنهار وتسهر علي راحة أبنائها بالليل حتي نجحت في الوصول بهم إلي بر الأمان وتزوجت البنات والرجال وأصبح لكلا منهم أسرته وحياته المستقلة التي إنشغل بها بعدما شاء القدر أن يستقر كل منهم في مكان بعيد وتبقي هي وحيدة علي الرغم من انها مازالت في العقد الخامس من العمر يتردد عليها اولادها في المناسبات والاعياد ليطرق بابها شخص تعرفت عليه من خلال عملها وطلب منها الزواج إلا أنها نظرا لأنها تعيش في منطقة ريفية وما بها من عادات وتقاليد خشيت علي أن يتسبب زواجها في أي أذي لأولادها فقررت أن تتزوج منه سرا علي الرغم من انه زواج شرعي لا يوجد به ما يغضب الله إلا أن الخبر تسرب ليعلم شقيق زوجها بأنها تزوجت فتنقلب الدنيا رأسا علي عقب ويحضر ابن شقيقه الموظف والذي يعيش بالبدرشين أيضا ويخبره بذلك وأنه لابد أن يجبر والدته أن تنفصل عن زوجها الجديد، حيث اعتبروا ذلك عارا عليهم وعندما توجه الابن لوالدته وسألها اعترفت له بزواجها وهو ماأثاره واحتد عليها وطالبها بسرعة الانفصال عن زوجها وتحت ضغط منه ومن عمه أضطرت لمجاراتهم وأخبرتهم انها إنفصلت عن زوجها علي غير الحقيقة إلا أنها كانت تلتقي بزوجها خلسة عقب خروجها من العمل ثم تعود إلي منزلها ومع مرور الأيام لاحظ ابنها تاخر والدته في العودة من عملها وعندما راقبها اكتشف أنها مازالت متزوجة وما بين كلمات الناس وملاحقات ومعايرات عمه له تمكن منه الشيطان فتوجه إلي منزل والدته ووقعت بينهما مشاجرة قام علي أثرها بتهشيم رأسها بالفأس أمام الجيران غير مبال بتوسلاتها له لتتحمل الآلام من أجله طوال حياتها التي انهاها هو ليرضي عمه وأقاربه مغضبا الله ورسوله وتمكن العميد رشدي همام مفتش مباحث قطاع جنوبالجيزة من القبض علي المتهم. وعلي عكس العادة قرر شاب التخلص من حياته بعد ضغط والده عليه للزواج من أخري لعدم قدرة زوجته التي يحبها علي الإنجاب حيث إنه يرفض ترك زوجته لحبه لها فأطلق الرصاص علي نفسه ليلقي مصرعه فبعد زواجه منذ عدة سنوات لم يتمكن من الإنجاب خلالها إلا أنه رفض الزواج من اخري لحبه الشديد لزوجته، حيث تزوجا بعد قصة حب شهد لها كل أبناء المنطقة ولكن والده حاصره وطالبه بأنه يريد ان يري له إبنا قبل مماته وطلب منه الزواج من أخري إلا أنه واصل رفضه ليفاجأه والده بانه إختار له الزوجه الثانية و سيخطبها له، حيث تلقي اللواء خالد شلبي نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة إخطارًا من مستشفي أم المصريين بوصول شاب يدعي محمد.م (25 سنة) مصابًا بطلق ناري بالبطن وتبين للعميد عبد الوهاب شعراوي مفتش مباحث قطاع الجيزة أن المتوفي توجد بينه وبين والده وأسرته خلافات بسبب رغبة والده في تزويجه مرة ثانية لعدم قدرة زوجته علي الإنجاب وهو ما رفضه الشاب حتي جلس في محل أسفل المنزل وأطلق علي نفسه الرصاص من فرد خرطوش، وأمر اللواء مجدي عبد العال مدير الإدارة العامة للمباحث بإخطار النيابة للتحقيق. ومازالت العادات العقيمة تدمر أسرا وتزهق أرواحا فبعد أن تعرف امين شرطة علي سيدة مطلقة عبر الفيس بوك ونشأت بينهما قصة حب شديدة و قرر الزواج منها إلا أن عائلته بقنا رفضت معتقدين أن تلك السيدة هي وسيلة للتخلص منه لوجود خصومة ثأرية بينهم وبين عائلة أخري وأن نجلهم أمين الشرطة هو أحد مصادر قوتهم ضد خصومهم وأنهم لجأوا لها لاستدراجه وقتله وعلي الرغم من بعد المسافة بينهما إلا ان اثنين من أقاربه حضروا من قنا إلي البدرشين بعدما حصلا علي بيانات مفصلة عن محبوبة ابنهم وقاما بمراقبتها وعندما توجهت لزيارة شقيقتها بمستشفي البدرشين وبصحبتها إبنها من زوجها الأول اطلقا عليها وابل من الرصاص فيقتلوها ويحولوا جسد نجلها إلي مصفاة و يفرا هاربين ويصاب إبنهم أمين الشرطة بحالة نفسية سيئة بعدما فقد محبوبته والتي قدمت إبنها قربانا لحبها دون ان تدري وتمكن اللواء رضا العمدة مدير المباحث الجنائية بالجيزة والعميد رشدي همام مفتش المباحث من القبض عليهما، وأمر المستشار ياسر التلاوي المحامي العام لنيابات جنوبالجيزة بحبسهما.