الري: تجربة حديثة لتحليل بيانات الأقمار الاصطناعية لتحديد التراكيب المحصولية    القراءة نبض الحياة، إطلاق مسابقة معرفية لطلاب الوادي الجديد    محافظ الجيزة: إلغاء إجازات الأطباء البيطريين والعاملين بالمجازر خلال عيد الأضحى    ارتفاع الطماطم والكوسة.. أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    أحمد سمير يترأس اجتماع وزراء تجارة مجموعة دول الثماني النامية الإسلامية بتركيا    مدبولي يلتقي رئيسة بنك التنمية الجديد التابع لتجمع البريكس    وزير المالية: ننتظر الحصول على تمويل مليار دولار من بنك التنمية الجديد    الأمم المتحدة: بيانات صحة غزة موثوقة بشكل تام لنا    الكرملين: نعتزم تطوير العلاقات مع إيران    مالاوي.. الجيش يرجح تحطم طائرة نائب الرئيس في إحدى الغابات    أبرز 5 مباريات شهدت ريمونتادا في تاريخ كأس أمم أوروبا    تصفيات كأس العالم، التشكيل الرسمي لمباراة سوريا واليابان    "كنت تسأل صلاح الأول".. ميدو يوجه رسالة نارية لحسام حسن: "لازم يبقى فيه احترام"    مياه القناة: رفع درجة الاستعداد لاستقبال عيد الأضحى المبارك    قضايا الدولة تنعش خزانة الدولة بقرابة نصف مليون دولار    الداخلية: ضبط 347 قضية مخدرات وتنفيذ 84499 حكم خلال 24 ساعة    إيلون ماسك: سأحظر أجهزة آيفون في شركاتي    ولادة نادرة، فيلة تضع توأمًا وتهاجم أحدهما في تايلاند    وحدة جديدة للعناية المركزة للأطفال في بني سويف    هيئة الدواء: تفاوض مع الشركات لتخفيض أسعار بعض الأصناف    مفاجأة صادمة عن حرارة العام المقبل.. «الأرصاد البريطانية»: لن تنخفض    توقعات تنسيق مدارس الثانوية العامة بالقاهرة 2024-2025    محافظ الجيزة: إلغاء إجازات الأطباء البيطرين والعاملين بالمجازر خلال عيد الأضحى    القبض على شخص بتهمة النصب على مواطنين في 7.5 مليون بزعم توظيفها بالقليوبية (تفاصيل)    سحب عينات من القمح والدقيق بمطاحن الوادي الجديد للتأكد من صلاحيتها ومطابقة المواصفات    وزير النقل يوجه تعليمات لطوائف التشغيل بالمنطقة الجنوبية للسكك الحديدية    محاولات للبحث عن الخلود في "شجرة الحياة" لقومية الأقصر    تكريم مبدعين من مصر والوطن العربي بافتتاح المعرض العام للفنون التشكيلية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 11-6-2024في المنيا    النصر السعودي يقترب خطوةأخرى من ضم حارس يوفنتوس    تراجع كبير في أسعار السيارات والحديد والهواتف المحمولة في السوق المصري    استخدام الأقمار الصناعية.. وزير الري يتابع إجراءات تطوير منظومة توزيع المياه في مصر    بن غفير: صباح صعب مع الإعلان عن مقتل 4 من أبنائنا برفح    موعد عرض الحلقة الأخيرة من مسلسل دواعي السفر على منصة WATCH IT    رئيس جامعة حلوان يفتتح معرض التصوير الفوتوغرافي لطلاب فنون جميلة    منتخب هولندا يكشف بديل دي يونج في يورو 2024    محمد أبو هاشم: العشر الأوائل من ذى الحجة أقسم الله بها في سورة الفجر (فيديو)    أدعية مستحبة فى اليوم الخامس من ذى الحجة    ارتفاع مؤشرات البورصة المصرية في بداية تعاملات اليوم الثلاثاء    محافظ القليوبية يستقبل وفدا كنسيا لتقديم التهنئة بعيد الأضحى المبارك    "الصحة" تنظم ورشة عمل على تطبيق نظام الترصد للأمراض المعدية بالمستشفيات الجامعية    لطلاب الثانوية العامة.. احذر 6 عادات قاتلة تسبب هبوط الدورة الدموية    مكون يمنع اسمرار اللحم ويحافظ على لونها ورديا عند التخزين.. تستخدمه محلات الجزارة    وصول آخر أفواج حجاج الجمعيات الأهلية إلى مكة المكرمة    وفاة المؤلف الموسيقي أمير جادو بعد معاناة مع المرض    عصام السيد: وزير الثقافة في عهد الإخوان لم يكن يعرفه أحد    فلسطين.. إضراب شامل في محافظة رام الله والبيرة حدادا على أرواح الشهداء    وزيرة التنمية الألمانية: هناك تحالف قوي خلف أوكرانيا    موعد ومكان تشييع جنازة وعزاء الفنانة مها عطية    8 نصائح من «الإفتاء» لأداء طواف الوداع والإحرام بشكل صحيح    ذاكرة الكتب.. كيف تخطت مصر النكسة وبدأت حرب استنزاف محت آثار الهزيمة سريعًا؟    عيد الأضحى في تونس..عادات وتقاليد    كواليس جديدة بشأن أزمة رمضان صبحي ومدة إيقافه المتوقعة    صلاح لحسام حسن: شيلنا من دماغك.. محدش جه جنبك    أحمد كريمة: لا يوجد في أيام العام ما يعادل فضل الأيام الأولى من ذي الحجة    سيد معوض يتساءل: ماذا سيفعل حسام حسن ومنتخب مصر في كأس العالم؟    هل تحلف اليمين اليوم؟ الديهي يكشف موعد إعلان الحكومة الجديدة (فيديو)    عالم موسوعي جمع بين الطب والأدب والتاريخ ..نشطاء يحييون الذكرى الأولى لوفاة " الجوادي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زواج للإنجاب فقط
نشر في الأهرام اليومي يوم 20 - 08 - 2015

مى، فتاة مثلها مثل بقية فتيات جيلها، حلمت بأن تعيش ذات يوم قصة حب تجمعها بفتى الأحلام وتتوج قصتهما بالزواج، لترتدى الثوب الأبيض، الذى طالما حلمت به وأن ينجبا أطفالا يزيدوا من ترابطهما وسعادتهما، ولكن تمر السنوات واحدة تلو الأخرى دون تحقيق أي من الأحلام المرجوة، فتبدأ الأمال تتلاشى شيئا فشيئا، حتى استيقظت ذات يوم لتجد نفسها قد تجاوزت عامها الخامس والثلاثين وهاهى تقترب من الأربعين، فدب الخوف فى قلبها من عدم تحقيق حلم الأمومة ومن شبح الوحدة الذى ينتظرها.. فشعرت وقتها أنها تنتظر أى رجل ليدق بابها لتتزوج به ولو من أجل الإنجاب فقط... أنها ليست قصة فتاة واحدة بل المئات، اللواتى تهدد العنوسة مستقبلهن.
وبعد القيام بإستطلاع للرأى، جاءت الآراء متباينة بين الموافقة والرفض على زواج الفتيات من أجل الإنجاب فقط، والتنبؤ بأن يصبح هذا الأمر مستقبلا اتجاها قويا لدى الفتيات خاصة اللواتى تعدت أعمارهن ال 35 عاما، وذلك لأن فرصهن فى الزواج والإنجاب تكون ضعفت، مما سيدفعهن للاقتران بأى شخص، وربما بعد ذلك تتسبب الاختلافات بينهما فى مشاكل كبيرة تتسبب فى الانفصال، خاصة أن الفتيات أصبحن يفضلن لقب «مطلقة» على لقب «عانس»، كما أن أمر الطلاق لم يصبح بالأمر الغريب مثلما كان قديما، فالبنات والسيدات بعدما نجحن وتفوقن فى سوق العمل أصبح لديهن القدرة على الاستقلالية المادية، بل إن عددا كبيرا من الرجال يصبحون بعد الزواج عبئا على الزوجة.
«لا شك أن النظرة المجتمعية لها تأثير قوى على الفتاة، فأى شخص خارج عن معايير مجتمعه يصبح مسار جدل وموضع انتقاد، فالفتاة التى تظل لفترة طويلة دون زواج تصبح مسار حديث من حولها وتبدأ الشكوك والظنون فى ملاحقتها بأن بها عيبا ما أو أنها تعانى من مشكلة ما تخص أسرتها أو قد تخصها هى شخصيا».. هذا ما ذكرته الدكتورة ريهام محيى الدين الخبيرة النفسية بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، والتى أكدت أن أسباب عزوف بعض الفتيات عن الزواج تتنوع ما بين اقتصادية واجتماعية ونفسية، ولكن مع دخول الفتاة عامها الخامس والثلاثين تحدث نفسها أن والديها لن يدوما لها وحتى أشقائها وشقيقاتها وصديقاتها.. ويبدأ شبح الوحدة يخيم عليها مما قد يدفع بعضهن الى تقديم تنازلات كثيرة، فترتبط برجل مطلق دون أن تبحث عن السبب الحقيقى وراء انفصاله، وقد تقبل برجل أقل منها فى المستوى الاجتماعى والثقافى، وربما تتنازل عن المستوى الاقتصادى الاجتماعى المناسب لها وتتحمل العبء الأكبر من نفقات الزواج، وذلك كله من أجل الوصول للهدف وهو التخلص من شبح الوحدة المنتظر وتحقيق حلم الأمومة قبل أن تتقدم أكثر فى العمر ويصعب تحقيق هذا الحلم أو يصبح مستحيلا.
وعلى عكس من ذلك فقد رأت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بكلية تربية عين شمس، أن الزواج لمجرد الزواج خطيئة كبرى، والزواج لمجرد الإنجاب خطيئة أكبر، وذلك لأن الطفل الذى سينشأ فى أسرة مفككة، كما أن الإنجاب وتحمل مسئولية طفل ليس بالأمر اليسير بل أنه عبء كبير وشاق. ومن ناحية أخرى حذرت أستاذ علم الاجتماع من أن يكون مثل ذلك التفكير مستوحى من المجتمعات الغربية، بينما هو شاذ فى مجتمعنا، وما أكثر الأفكار التى أخذت من الخارج وكان لها تأثير سلبى، لذا فانتشار مثل تلك الفكرة بين عدد كبير من الفتيات يعنى أنه سيكون هناك جيل معقد سيؤثر سلبا على المجتمع مستقبلا.
وبين جواز الأمر شرعا وعدم جوازه اختلف العديد.. إلا أن الشيخ أحمد الصباغ الداعية الإسلامى وأحد علماء الأزهر الشريف ذكر أن الزواج بنية الإنجاب فقط لا يجوز شرعا، وذلك لأن الزواج بداية «مودة ورحمة»، فكما قال تعالى فى كتابه الكريم «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة».. فلا شك أن الهدف من الزواج هو التكاثر والتناسل، وهذا ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديثه الشريف «تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإنى مباه بكم الأمم يوم القيامة»،. لذا فلابد أن يقترن الهدفان معا فى الزواج، فلا يجوز أن يتزوج المرء من أجل الإنجاب فقط، ولا يجوز أن يتزوج من أجل المودة والرحمة فقط وأن ينوى عدم الإنجاب، فالهدفان يعدا وجهين لعملة واحدة لا يفترقان أبدا. ومن ناحية أخرى أشار الشيخ أحمد الصباغ إلى أن الإقدام على الزواج من أجل الإنجاب فقط يقلل من شأن الإنسان ويدنى مكانته لمكانة الحيوانات. فالحيوان لا يجامع أنثاه إلا من أجل الإنجاب فقط، وهذا معروف علميا، لذا فإذا طلبت الفتاة الزواج من أجل الإنجاب فقط تكون قد دنت بمكانتها. كما أكد الشيخ الصباغ أن أى زواج يبنى على «التأقيت» فهو باطل فالزواج الصحيح هو ما بنى على «التأييد» لذا فإن أى اتفاق بين رجل وامرأة على الزواج لفترة ما من أجل الإنجاب فقط فهو زواج باطل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.