3 لاخلاف على أن أى حكومة معرضة لأن تقع فى الخطأ ولكن ما أبعد الفارق بين نقد الخطأ وتقديم البديل لإصلاح الخطأ وبين الرغبة الدنيئة فى استثمار الخطأ لإثارة السخط وزرع اليأس ونشر أجواء الإحباط. إننى كمواطن قبل أن أكون حاملا للقلم أشعر بالعجز عن وصف بعض ما أقرأه أو أشاهده فى أحيان كثيرة إلى حد أننى لا أعرف بأى كلمات حزينة وغاضبة أن أصف ذلك. هل هذه حرية الإعلام فى عصر السماوات المفتوحة... وهل بهذا المنهج الغوغائى يمكن للإعلام أن يكون قادرا على مواجهة التحديات الكبيرة. إن كثيرا مما نشاهده أو نقرأه ليس إعلاما ولكنه نوع من «التجريس».. بل إنه جريمة معتوهة وزائفة وغامضة ولا تمت للإعلام الصحيح بأية صلة! إن الانتماء إلى الوطن ليس كلمة إنشائية تقال هنا أوتكتب هناك.. ولكن الانتماء الحقيقى هو الوعى بما هو مفيد لمصر وبما هو ضار لها... إنه أشبه بانتماء أى عضو فى جسم الإنسان إلى جسده كله فليس بمقدور إنسان أن يطمئن على سلامة جسده إذا سمح بإلحاق ضرر بأى عضو فيه. فهل بتوزيع الاتهامات وقلب الحقائق وخلط الأوراق يكون التعامل مع خطر رهيب يهدد سلامة الوطن وأمن المواطنين من نوع خطر الإرهاب الأسود الذى يدهمنا منذ عامين. إن الكلمة المرئية أو المسموعة أو المقروءة حين تجمل وجها واحدا من الشر فإنها تغلب على ألف وجه من الخير ومن ثم إن الأمم الناهضة يحرص مثقفوها على أن يزنوا الكلمات التى يكتبونها أوينطقون بها وزنا دقيقا بهدف تحقيق الخير والفائدة وتجنب الإثارة. إن سلاح الإعلام فى عصر السماوات المفتوحة بات أخطر من القنبلة والمدفع والصاروخ مثلما أصبح عندما يحسن استخدامه أنجع من مشرط الجراح الذى يستأصل الأورام ويعيد للأجساد عافيتها. وظنى أن ذلك ينبغى أن يدعونا جميعا إلى مراجعة أوضاعنا الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية قبل أن يفلت الزمام بحيث يوضع السلاح الإعلامى فى يد من يؤتمن على استعماله حتى لا يصل إلى يد جندى متهور يطلق النار عشوائيا دون وعى أو يوضع فى يد جراح غير مؤهل فتتحول عيادته إلى سلخانة للذبح. خير الكلام: كلما بالغت فى تغيير جلدك كلما زاد نفور الآخرين منك !. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله