في بداية مرحلة جديدة للعمل الوطني بعد تشكيل أول حكومة لثورة30 يونيو لابد أن يكون واضحا أنه ليس هناك ما هو أخطر من الفراغ علي مستقبل أي أمة. لأن الفراغ هو البيئة الصالحة لتوالد وتكاثر حشرات الإدمان والانحراف والتطرف وتغييب الوعي الجمعي... و من ثم يعتبر حسن استغلال أوقات الفراغ أحد أهم مقاييس التقدم لأي مجتمع, وكلما أحسنت الدولة استثمار أوقات الفراغ لشبابها كلما ارتفع المستوي الفكري والروحي والاجتماعي للمجتمع ومن ثم تتعمق درجة الانتماء الوطني فوق أي انتماءات أخري. والأمم الحية والناهضة هي التي توفر الأجواء الصحية والصحيحة التي تحول بين الشباب والانزلاق نحو الخطأ والخطر لأنه كلما ازدادت أعداد الخاملين والعاطلين والكسالي كلما ازداد معدل التراجع الحضاري, والاجتماعي, والمادي في حين أنه كلما تزايدت أعداد العاملين المنتجين في أي مجتمع كان ذلك عنوانا للرقي الاجتماعي, والازدهار الحضاري, والنماء الاقتصادي! إن وقت الفراغ هو وقت الشيطان... و ليس باستطاعة الشيطان أن يقترب من فرد مشغول بالعمل, ولكن الشيطان يجد ضالته عند من يعانون من شبح البطالة فتتبدد طاقاتهم فيما لا ينفعهم.. وظني أن حماية الشباب من خطر الفراغ هو أول خطوة علي طريق الأمن والاستقرار والذهاب نحو مستقبل مشرق للدولة المصرية. .. ونظرة واحدة علي المشهد الراهن تكفي لتفسير العديد من الألغاز المحيرة في بعض الشوارع والميادين! خير الكلام: بعض الأشياء تضيع من بين أيدينا لأننا لا نعرف قيمتها إلا بعد فوات الأوان! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله