في تفسير معني التغيير! علينا أن نسأل شباب مصر علي طول البلاد وعرضها عن رؤيتهم لمعني كلمة التغيير التي تصدرت مطالبهم البريئة مع الحرية والعدالة الاجتماعية بدلا من تلك التفسيرات المطاطة لمحترفي السياسة الذين يريدون إغراق الرأي العام في بحور الجدل حول أيهما أولا.. الانتخابات أم الدستور! وفي اعتقادي أن المواطن المصري البسيط يحلم بتغيير حقيقي يشمل كل مناحي الحياة وهذا التغيير الحقيقي لن يتحقق إلا بجدية التحرك الفوري نحو تنمية الإنسان المصري وإعادة تأهيله بكل أدوات القدرة علي تنفيذ استحقاقات الحلم المنشود. ومعني ذلك أنه قد آن الأوان لإعطاء اهتمام أكبر للعنصر البشري وتأهيله لمتطلبات التغيير المنشود سواء علي المستوي التنموي أو المستوي الديمقراطي وذلك لا يتأتي إلا بربط سياسة التعليم بسياسات متشعبة للتدريب والتأهيل بحيث لا تكون الشهادة المدرسية أو الجامعية هي نهاية المطاف! إن صوتا مسموعا في جنبات الرأي العام يدعو صراحة إلي سرعة تحريك روح الحافز الإيجابي علي كل مستويات العمل الوطني وتأكيد جدية الرغبة في استثمار العقول والأفكار - دون تعال ودون إهمال - حتي يشعر الإنسان في كل موقع بقيمته وأهميته وكرامته تحت مظلة من القيم الإيجابية الصحيحة التي تفتح أبواب التنافس علي مصاريعها وتسد كل أبواب ونوافذ الصراع المهني المدمر. ولن تكون هناك قيمة وفائدة لأي تغيير ننشده ما لم يرتبط ارتباطا وثيقا بإعادة الاعتبار لقيم العمل الشريف المنتج وترسيخ مبدأ الثواب والعقاب تحت مظلة من المحاسبة الأمينة التي تعطي كل ذي حق حقه في إطار الحقوق والواجبات المكفولة التي تسهم في توفير القدرات التنافسية أمام المجيدين والمبدعين وتمنحهم ما يميزهم عن الكسالي ومثبطي الهمم. وظني أن الحديث عن التغيير يحتاج إلي فتح باب الاجتهاد بشأن محاور عديدة من محاور العمل الوطني لكي يؤدي في النهاية إلي حسن تنظيم الجهد الوطني وتوجيهه صوب الاتجاه الصحيح الذي يسمح لنا بأن نستثمر إلي أقصي حد ممكن كل إمكاناتنا الذاتية المتاحة وذلك بدقة الأداء والاتقان في العمل والحرص علي الجودة وعدم حجب الفرص عن أصحاب الموهبة والمعرفة والخبرة لكي يأخذوا مكانهم الطليعي في المجتمع والذي يؤكد لدي كل فرد عمق الشعور بالانتماء.
خير الكلام: أبواب التغيير متعددة رغم أن المفتاح واحد! [email protected]