بدأ الرئيس الأمريكى باراك أوباما أمس زيارته التاريخية لإثيوبيا، آخر محطة فى جولته الأفريقية بعد زيارة كينيا، والتى يسعى من خلالها إلى توطيد العلاقات بين البلدين، ولا سيما بحث مكافحة الإرهاب، خاصة وأن أديس أبابا تعد شريكا أساسيا للولايات المتحدة على صعيد الأمن فى القرن الأفريقي. وكان هايلا ميريام ديسالين رئيس الوزراء الإثيوبى وزوجته فى استقبال أوباما عند نزوله من الطائرة مساء أمس الأول فى مطار أديس أبابا، إلا أن شوارع العاصمة خلت من مظاهر "الشغف بأوباما"،كما حدث فى كينيا، بحسب وصف وكالة الأنباء الفرنسية، باستثناء بعض الصور والأعلام الأمريكية على الطريق المؤدى إلى المطار. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن تاميرات تيفيرا أحد المواطنين قوله: "لقد حققنا الكثير من التقدم وبلادنا على الطريق الصحيح، أوباما سيلاحظ ذلك". وقد أجرى أوباما أمس محادثات ثنائية مع الرئيس الأثيوبى مولاتو تيشومى ورئيس الوزراء ديسالين فى القصر الرئاسى بالعاصمة، وفى أول تصريحات له فى أثيوبيا، قال أوباما إنه ناقش مع رئيس الوزراء الإثيوبى خطوات أديس أبابا لتعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية، مشيدا بالجهود التى بذلتها القوات الإثيوبية فى تضييق المجال المتاح للمتمردين فى الصومال، لكن أكد أنه يتعين عمل المزيد. وأضاف قائلا: "رسالتى لشعب إثيوبيا : بينما تتخذون خطوات لنقل بلادكم إلى الأمام ستقف الولاياتالمتحدة بجانبكم إلى نهاية الطريق" . كما أشاد الرئيس الأمريكى بالتقدم الذى أحرزته مؤخرا القوات الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقى ضد حركة الشباب الصومالية، مؤكدا فى الوقت ذاته على ضرورة مواصلة الضغط عليها. وقال أوباما إن حركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة لا تقدم سوى "الموت والدمار"، مشيرا إلى أن أثيوبيا تواجه تهديدات خطيرة وهناك المزيد من العمل للقيام به. كما تطرق أوباما إلى أزمة جنوب السودان، مشددا على أن الوضع هناك فى تدهور مستمر، وأن الأزمة تتطلب اهتماما دوليا عاجلا. وحذر أوباما من أنه إذا لم يحدث انفراج فى أزمة جنوب السودان بحلول منتصف الشهر القادم، فمن المتوقع اللجوء لخيارات أخرى فى محاولة للضغط على طرفى الأزمة فى البلاد. من جانب آخر، قال رئيس وزراء الإثيوبى إنه اتفق مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما على تشديد الحملة على الإرهاب فى المنطقة وعلى تعزيز التعاون المخابراتى بين البلدين. وأوضح ديسالين أن زيارة أوباما تأتى فى الوقت الذى تبذل فيه إثيوبيا جهدا كبيرا فى مكافحة الإرهاب والصراعات وانعدام الأمن، مشيرا إلى أن هذه الزيارة تمثل أفقا جديدة فى العلاقات الثنائية بين البلدين. وقال فى المؤتمر الصحفى المشترك مع أوباما إن لديه"خلافات طفيفة" مع الولاياتالمتحدة حول سرعة تطبيق الديمقراطية فى إثيوبيا. وقال ديسالين إن إثيوبيا ملتزمة بالعمل على تحسين سجل حقوق الإنسان وأسلوب الحكم. وأكد رئيس الوزراء الإثيوبى التزام حكومته بتطبيق النظام الديمقراطى فى البلاد، كما أكد أيضا احترامها لحقوق الإنسان وعملها بشكل جدى من أجل التسريع بجهود تقوية مؤسسات الدولة فى مختلف المجالات. ومن أبرز محطات زيارة أوباما لأديس أبابا التى ستنتهى اليوم، زيارة أوباما إلى مقر الاتحاد الأفريقى وتوجيه كلمة من داخل المقر، ليصبح بذلك أول رئيس أمريكى يزور الاتحاد. ومن جانبها، رحبت نيكوسازانا دالامينى زوما رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقى بزيارة أوباما التى وصفتها ب"التاريخية" واعتبرتها "خطوة هامة لتوسيع وتعميق العلاقات بين الاتحاد والولاياتالمتحدة". يأتى ذلك فى الوقت الذى توقع فيه جاكوب إينوه ايبن المتحدث باسم رئيسة المفوضية تنفيذ عدة مبادرات فى مجال بناء بنى تحتية للاتصالات والنقل.