أهدانى الصديق الكريم والزميل العزيز الأستاذ عبد القادر شهيب كتابه الأخير تحت عنوان «اغتيال مصر.. مؤامرة الإخوان والأمريكان» فوجدتنى غارقا فى كم هائل من الوثائق والمستندات التى تكشف الوقائع المذهلة لعمليات التخابر واختراق الحدود واقتحام السجون التى تورطت فيها جماعة الإخوان ضد مصر وضد أمنها واستقرارها. والكتاب كما أوجزه المؤلف يكشف أسرار «جريمة العصر» التى تعرضت لها مصر حيث يقدم قراءة سياسية تحليلية لها مبتغيا من وراء هذا الجهد التوثيقى الرائع مساعدة من سيقومون بكتابة هذه المرحلة الفارقة فى تاريخ هذا الوطن مستكملا بذلك جهدا مشكورا بدأه فى ربيع عام 2011 بكتابه الشهير «الساعات الأخيرة فى حكم مبارك» ثم أضاف إلى المكتبة العربية المصرية فى غضون السنوات الثلاث الأخيرة أربعة كتب وثائقية أخرى هى كتاب «الإخوان فى الحكم» وكتاب «أسرى المال السياسي» وكتاب « 500 يوم من حكم الجنرالات» وكتاب «الساعات الأخيرة من حكم مرسي». وفى اعتقادى أن توصيف المؤلف لما واجهته مصر بأنه «جريمة العصر» هو أدق وأشمل توصيف لوقائع ومعطيات السنوات العجاف الأخيرة التى تعرضت فيها مصر لمؤامرة الإخوان والأمريكان بهدف تقويض كيان أعرق دولة فى التاريخ والتخلص من جيشها وتحويل أفراد شعبها إلى سبايا وعبيد والتفريط فى أرضها. وبعيدا عن لغة السوق فى طرح كتب محشوة بالإثارة لتغطية خلو المضمون فإن عبد القادر شهيب جمع فى هذا الكتاب أهم أوراق قضيتى التخابر واقتحام السجون مرتكزا إلى التقارير الأمنية والتسجيلات التليفونية والرسائل الإلكترونية فضلا عن تسجيل دقيق لما شهدته جلسات المحاكمة على مدى عام ونصف العام والتى حرص المؤلف على حضورها وتوثيقها كصحفى نابه يملك حسا سياسيا وقانونيا متميزا . ولأن المؤلف جمع أسرارا غزيرة جدا وخطيرة للغاية لم يتسع لها هذا الكتاب الذى يزيد عن خمسمائة صفحة فقد وعدنا المؤلف بقرب صدور الجزء الثانى لهذا العنوان حتى تكتمل كل أركان جريمة العصر وتكون فى متناول كل من يهمه الأمر! خير الكلام: بعض الناس مثل الصواريخ لها دوى ولها صريخ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله