هذه أولوية قصوى، أولى وأخيرة، مسألة حياة او موت، لا قيمة ولا معنى لاى شئ، ان لم تهب الدولة ،هبة رجل واحدً وتعلن عن وجودها وانها مازالت على قيد الحياة، وتعيد الشعور بالامان للامهات اللائى يختطف اولادهن من بين الاذرع ومن داخل السيارات، كله الا «الضنى» يا سيادة رئيس الجمهورية ويا وزير الداخلية ، نتحمل الجوع والعطش، البطالة والمرض، لكن لا يمكن ان نتعايش مع» ظاهرة كارثية اسمها اختطاف الاطفال كل ام تصحب ابنها او ابنتها الى دار حضانة او مدرسة او ناد، اصبحت تفكر بدلا من المرة عشرة قبل ان تنزل خطوة واحدة برة البيت، هناك ما يشبه الزحف من نوعية من المتسولات، عصابات متناثرة تتكون فى معظم الاحيان من امرأة وطفل تشحت به، كان المتصور فيما سبق ان اختطاف طفل يعتمد اول ما يعتمد على استغلال المجرم او المجرمة، لانشغال الاب او الام ولو للحظات فى مكان مزدحم، سوق، مول، لكن الان وفى وضح النهار، والجديد اليه عنف وحصار، يعنى كماشه»، متسولة تشغل الام وصبى يفتح باب السيارة وينتزع الطفل او الطفلة، كما جرى فى المعادى امس، اصطحبت سيدة ، طفلتها ذات العامين، وضعتها على المقعد الخاص فوق الكنبة الخلفية، وقبل ان تتحرك تقدمت منها امرأة بسؤال :الست انت الست فلانه القاطنة بالشقة الفلانية وزوجة فلان، وادعت انها زوجة بواب توفى وفى حاجة لمبلغ لعربة تقل جثمانه الى بلده، وبينما الام المتعاطفة تفتح حقيبتها لمنح المتسولة مساعدة ، كان صبى مصاحب يحاو ل فتح الباب بالعافية وتساعده المتسولة ، ستر ربنا ألهم الام التى فزعت ان تحرك السيارة بسرعة للخلف وهى تصرخ طالبة النجدة باختصار ربنا نجا الام والابنة واصرت الام الشجاعة على ملاحقة المرأة وتمكنت مع الناس من الامساك بها واصطحابها لقسم الشرطة . فى نفس اليوم وعند كارفور المعادى جرت واقعة مشابهة. عشرات الحكايات تسمعها وتقرأها على شبكات التواصل ، الناس الان تغير من نمط تفاعلها، لا تكتفى بان تحكى، تدرك ان عليها ان تتكاتف وان تواجه الظاهرة، تنشر صور الاثمات المجرمات، مؤخرا نشرت مواطنه سكندرية صورة لواحدة تركب الترام ومعها اربعة اطفال، تشى وجوه بعضهم بعدم انتمائهم لهذه المرأة، ولم يكن هذا هوسبب التقاطها للصورة ونشرها على الشبكات، انما كان السبب هو التقاطها لحوار مريب بين هذه المرأة ورجل كان يوعيها بان طفلا من المصاحبين لها يساوى ثروة فهناك من هوعلى استعداد للشراء. بعدها بأيام تعرف جد على حفيده وقبضت شرطة الاسكندرية على المرأة التى تبين انها خاطفة الطفل ومعه طفل آخر. الصدفة تلعب دورا أساسيا وليس الجهد الشرطى الذى من المفروض ان يتصدى. صيدلية شابة دخلت عليها واحدة شايلة طفل على كتفها، لاحظت الصيدلانية فارق الملامح والمظهر بين المرأة والطفل، قالت لها المرأة رثة الثياب ان ابنها المزعوم سخن وعيان وتريد له دواء، اقتربت الصيدلانية من الطفل، سألته عما به، ردعليها بانجليزية واضحة I Am sick , تظاهرت الصيلانية بانها لم تأخذ بالها، اتصلت بالشرطة، جاءها احدهم، لم يتحمس فى البداية للقبض على المجرمة ولا لعمل المحضر، أصرت الصيدلانية على محضر واجراءات، قام بالمفروض وقبض على المرأة. بعدها بيومين اتصل بالصيلانية يشكرها . كان الطفل مخطوفا بالفعل. هناك مبادرات من الناس لتكوين جماعات تقوم بتصوير المتسولات اللائى يتسولن باطفال، ويتم نشر الصور على شبكات التواصل الاجتماعى مع عناوين الاماكن التى يوجدن بها، لكن هذا لا يكفى ولايمكن ان يوفر الامان للابناء والامهات، خصوصا ونحن نواجه متسولات «منقبات» حتى مع نشر الصور لن تتبين ملامحهن، لابد من قرارات سريعة لتجريم النقاب الذى صار ساترا للجريمة، ولابد من حملات تمشيط ، الناس جابت اخرها، لكن كله إلا أمن الابناء، الناس تحاول قدر امكانها مع تفشى الظاهرة التى تحيل حيوات الامهات والاباء الى غابة يحاولون فيها حماية ابنائهم، لكن هذه وظيفة الدولة اولا وثانيا، وظيفتها الاولى، التى لا يغفر لها تحت اى ظرف اختلالها، الناس لم تعد تكتفى بالفرجة وهذا امر محمود، لكنه ليس الاساس، الامان لابد وان يعود اولا، وقبل الكلام عن اى مشروعات او انجازات، أمن الموطن اول واجبات الدولة، واول حقوقه واختطاف الاطفال» ظاهرة «تتفاقم وتستدعى اجراءات مشددة، تعيد الشعور اننا نعيش فى دولة، واذا كان الناس يحاولون الاسهام بالتبرع للصحة والسكن والعلاج ولكفالة قرى، فهل المطلوب ان يكملوا فى نفس السكة ويتبرعوا لتوفير أمن أبنائهم؟! . اختطاف الاطفال وطلب الفدية ظهرت بوادره اعقاب ثورة يناير وتفشى، مع سرقة السيارات، وتثبيت الناس, تراجعت سرقات السيارات وكذلك تثبيت السائقين نسبيا، لكن المرعب هو «اختطاف الاطفال» المرعب ان يغيب فقه الاولويات عن الدولة وتتصور انها حظ. لمزيد من مقالات ماجدة الجندى