تجددت فكرة القائمة الموحدة التى تجمع جميع الأحزاب، لتخوض بها انتخابات مجلس النواب المقبلة، مع الدعوة التى وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسى لقادة تلك الأحزاب للتوحد السياسى ونبذ الخلافات الداخلية من أجل تأمين حضور سياسى بالبرلمان المقبل بعيدًا عن الرموز التى أفسدت من قبل الحياة السياسية وبعيدًا عن التقييم الفلسفى للفكرة، والتى يراها البعض مجافية لمبدأ التنافسية السياسية، بينما البعض الآخر أن هناك حاجة ملحة لتلك القائمة الموحدة فى ضوء التحديات التى يمر بها التطور السياسى الراهن. فمن جانبه، رحب رئيس حزب النور الدكتور يونس مخيون، بأى دعوة للتوافق السياسى لمواجهة التحديات الراهنة بما يصب فى مصلحة الوطن، مبررا لجوء الحزب لتشكيل قائمة مستقلة لرفض الأحزاب المدنية مشاركة الحزب فى أى تحالفات انتخابية. بينما اعتبر محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق، أن تشكيل مثل هذه القائمة من الصعوبة بمكان بعد الإخفاقات السابقة، ومن ثم يصعب إعادة إنتاج تلك الفكرة حاليا نظرا لحالة التنافر والتباين الشديدين بين القوى السياسية، فالأفضل حسب توصيفه تشكيل عدة قوائم انتخابية تكون متجانسة عقائديًا، ولكل منها برنامجها السياسى الخاص والمميز. واتفق معه رئيس حزب التحالف الشعبى عبد الغفار شكر، متسائلا: كيف يمكن تشكيل قائمة تضم ما يقارب مائة حزب سياسى مختلفة الرؤى والتوجهات؟، والتى كانت سببًا فى إفشال مبدأ التحالفات الانتخابية من قبل، مضيفا أن الأحزاب تعانى مشكلة إعلاء مصالحها الحزبية الضيقة على المصلحة الوطنية العامة، لذا فمن الضرورى تكوين قوائم تضم الأحزاب المتقاربة فكريًا حتى تكون فرص نجاحها أكبر. وأيد هذا التوجه رئيس حزب السادات الديمقراطى عفت السادات، معتبرًا أن تشكيل قائمة انتخابية موحدة بين الأحزاب سيؤدى لإلغاء التنافس وإجراء انتخابات غير ديمقراطية وتكون تلك القائمة اقرب للاستفتاء، مضيفا، أن الرئيس جدد طلبه للاصطفاف ضمن قائمة موحدة من أجل هدف موحد للبرلمان وهو تشجيع الشباب على المشاركة فى الانتخابات. واتهم «السادات» النخبة السياسية بكونها عبئا على مستقبل الدولة، بسبب هيمنة شخصيات بعينها عليها والرافضة لإفساح المجال أمام الوجوه الجديدة. كما لم يتوقع صلاح حسب الله أحد مؤسسى حزب »الحرية« نجاح تلك الفكرة، مؤكدا أنه كان يتمنى نجاح تشكيل تلك القائمة، إلا أن الأحزاب لن تستجيب بدليل وجود ثلاث دعوات انطلقت حتى الآن لرفضها، داعيا الأحزاب إلى إعلاء المصلحة العامة، وتحمل المسئولية السياسية والابتعاد عن المحاصصة. وأكد مصدر بحزب الوفد أن الحزب مستمر فى قائمة «فى حب مصر»، مشيرا لصعوبة تشكيل تلك القائمة الموحدة لكون الوقت لا يسمح، وقد كانت لنا تجربة فى ذلك، ولكن الوقت لم يُسعفنا. وأضاف المصدر، الذى رفض ذكر اسمه، أن الحزب يثمن دعوة الرئيس، إلا أنه للأسف تشكيل تلك القائمة سيكون صعبا لاختلاف التوجهات بين معظم الأحزاب. بينما أعرب سامح سيف اليزل المنسق العام لقائمة « فى حب مصر»، عن ترحيبه بانضمام أى أحزاب جديدة للقائمة، مشيرا لوجود 13 حزبًا مشاركا حاليا فى القائمة. بينما أتى الترحيب الكبير من تيار الاستقلال الذى عقد مساء أمس مؤتمرًا لمناقشة الفكرة، وأكد دعمه المطلق لها، ودعوة الأحزاب للاصطفاف الوطنى بتلك القائمة، التى دعا إليها الرئيس.