بداية وقبل كل شيء ألقي التحية والسلام على قرائي الأعزاء الذين أهتم جيدا بسماع وجهة نظرهم وأشاركهم في القضايا التي أتناولها وأتواصل معهم عبر تعليقاتهم المحترمة والناقدة البناءة. اليوم سأتناول أزمة السولار التي نعيشها والتي دخلت في أسبوع كامل، ومع الأسف الشديد نحن الذين يعيشون هذه الأزمة والحكومة "كثر الله من خيراتها" تعدنا كل يوم على صفحات الجرائد بحل هذه القضية خلال أيام بل ساعات ومع الأسف إن شاء الله في القريب العاجل و"المياه تكذب الغطاس". اعتدت دائما أن أهون على نفسي الأمور وأن أنظر للجزء الممتلئ من الكوب وأقول أن هذه الدنيا كلها هزار في هزار، لكن بصراحة ما يحدث في الفترة الأخيرة من أمور لا يرضي أحدا ولا يمكن وصفه بكلمة أكثر من "تهريج" واستخفاف بنا كمواطنين ويجعلنا نتساءل مرات ومرات لماذا المواطن المصري مُهان وليس له قيمة عند حكومته؟ وهل هذه هي المواطنة بما لها من حقوق وواجبات؟ ولماذا بمجرد أن يصل المسئول في بلدنا إلى كرسي الحكم يخلي مسئولياته شيئا فشيئا ليتفرغ لمهامه الشخصية، والحديث الشريف للرسول (ص): "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته".. على العموم هذا ليس في صلب الموضوع. منذ أسبوع ونحن نخرج من منازلنا لنقف في طوابير تسد الشوارع والميادين، طوابير تصل إلى كيلو في بعض الأوقات، وكل ذلك من أجل أن نعبئ تنك سياراتنا، والناس أصبحوا مهووسين بملء السيارات، فمن فقد عشرة لتر يجري ليملئ سيارته مرة ثانية وثالثة خوفا من غدا لئلا يستيقظ على اختفاء السولار، طبعا كل ذلك و الحكومة تعد بأنه لا نية في رفع أسعار المحروقات (البترول)، إذن أين المشكلة وكيف لنا تفسير هذه الألغاز؟ على الجانب الآخر، نستمع لتصريحات مجلس الشعب الموقر الجهة المنوطة بالضغط على الحكومة لتنفيذ وعودها وحل مشكلاتنا، نجده يصرح بأن الحكومة تصر على وضعه في موقف محرج مع الشعب لأنه قال أنه سيسحب الثقة من الحكومة ونرى أيضا المجلس العسكري على الصعيد الآخر، يبارك وجود الحكومة ويعزز موقفها، ونراه يدفع بأسطول من سيارات لنقل المواطنين عند اعتصامات هيئة النقل العام ويحل هذه الأزمة الأخيرة هي الأخرى، إذن فالمجلس هو حلاّل المشاكل، وليس لنا إلا أن نتوجه له بخالص الشكر والتقدير على الجهود الحثيثة!! نعم مصر هي أمنا كلنا ومن أجل مصر نأكل الظلط، لكن نحب أن نعرف فقط من هو المسئول في النهاية عن هذه المشكلات ومن ذا الذي يفتعل هذه الأزمات وعلى حساب من كل ذلك، لأننا نحن من يدفع الثمن، نحب أن نعرف حتى نستطيع محاسبة كل شخص قام بعمل كهذا، فمن مقومات الثورات التغيير وإلا لماذا قمنا بها، أم أن ريما ستعود لعادتها القديمة ونقول "برده مفيش فائدة"!!! [email protected] المزيد من مقالات ريهام مازن