قرائي الأعزاء.. قبل أن أخوض في تفاصيل المقال بشأن تنمية السياحة في مدينة شرم الشيخ، أود أن أحيط سيادتكم علما بأنني لست باحثة أو متخصصة في مجال السياحة، ومعلوماتي في هذا المجال لا تزيد عن مجرد الإطلاع بالأمور، لكن من مدينة شرم الشيخ حيث أقضي إجازتي السنوية قررت كتابة هذا المقال. قررت كتابة المقال بعد إستماعي لمشاكل بعض المعارف والقائمين على الأماكن السياحية والترفيهية في المدينة.. وباعتبار أن الصحفي لابد وأن يكون أمينا في نشر أي معلومة يضطلع عليها أو يلم بها، فكان لزاما علينا أن نستعرض معكم بعض هذه الأمور. "هيئة التنمية السياحية تقوم ببيع الأراضي فقط، بينما أهمية الهيئة لابد وأن تنصب أصلا في التنمية السياحية، إلا أنها لا تقوم بهذا على الإطلاق، ونحن نريد التنمية لصالح السياحة في بلدنا".. هكذا قال لي أحد المديرين بأحد فنادق شرم الشيخ. وطبعا تعليقا على ما قاله هذا الشخص وتأييدا له أعتقد أن مجال هيئة التنمية السياحية لابد وأن يتجاوز هذه القضايا، وليس فقط من اختصاصها بيع الأراضي، بل البحث في تنمية المدينة، وأقترح مثلا أن الهيئة قبل أن تمنح تراخيص البيع والبناء، أن تضطلع على دراسة جدوى من المتقدم لشراء قطعة أرض أو قرية سياحية والتأكد من أنها ستعود بالنفع والتنمية على المدينة.. خاصة أنه على حد علمي أن هناك أجانب يقومون بشراء قطع أراضي بمساعدة من أهل البدو "العرب" بثمن بخس بالنسبة لهم، ثم يقومون بإعادة بيعها والتربح منها بأسعار أفضل مما اشتروها.. ويتبقى هنا أن تنشط الهيئة وتكون يقظة في التعامل وحذرة في آن واحد.. ونتذكر في النهاية كلنا معا أن الخير سيعم على بلادنا وليس لصالح فرد واحد. قضية أخرى في الحقيقة حيرتني وقال لي أحد المسئولين "مستر بهاء" عن المطاعم عندما علم أنني صحافية: "تصوري أن متوسط أجر الطباخ الإيطالي هنا يتجاوز الأربعين ألف جنية، و يعمل من الثامنة صباحا حتى الواحدة، ويأخذ راحة حتي الثالثة، ثم يستأنف إلى الثامنة وينتهي يومه هكذا، في حين أن المصري فيعمل من السادسة حتى العاشرة مساءا إذا كان مكانه.... لكن نعمل إيه في عقدة الخواجة!!" وتعليقا على ما قاله الرجل، أعتقد أننا بهذا المبلغ نستطيع أن نأتي بعشرة أو أكثر من الطباخين المصريين المهرة وهم كثر، على حد قول الكثيرين في مجال السياحة.. وهنا أخاطب المسئولين في النظر بتمعن لأحوال المصريين المحتاجين، فإذا كان هناك طهاة على أعلى مستوى في الجودة، فلماذا نستعين بآخرين، كفانا عقدة الخواجة التي لازالت تحكم فكرنا، فأعتقد أننا بلغنا من الفكر المستنير ما يجعلنا نغير ونهتم بواقع بلدنا.. وإذا حصل المواطن المصري على كافة حقوقه، وتم التعامل معه على أنه درجة أولى، وقتها سيعرف واجباته تماما وسيتفانى فيها إذا علم أن بلده تقدره.. وما دامت هناك مبالغ تدفع كبيرة لهؤلاء بالإضافة للسكن والعلاج والنفقات الأخرى، فأولى بها أولاد بلدي ماداموا كفئا لذلك. أخر قضية سأتناولها في هذا المقال.. هي مسألة تمييز الأجانب في الأسعار عن المصريين.. أتفق أنه لتشيط السياحة بأنه من الضرورة عمل "أوفرز" (أسعار خاصة)، للأجانب لتنشيط السياحة، لكنها لا تأتي أيضا على حساب المصريين، فمن المستفز أن يصل سعر الفرد الأجنبي في المتوسط لغرفة إقامة كاملة ثلاثين دولار، في حين يدفع المصري مبلغ أعلى من الذي يدفعه الأجنبي مقابل نصف إقامة.. فمن غير المقبول تمييز الأجنبي على المصري على الإطلاق. نهاية، إذا اعتبرنا أن الجميع يعمل لمصلحة هذا البلد، وإذا اعتبرنا أن ثور 25 حققت مزايا للمصري، وهو أن يكون مرفوع الرأس في العالم.. إذن، المواطن المصري لابد أن يكون له الأولوية في بلده، ومن ثم سيكون مختلفا في جميع بلدان العالم. [email protected] المزيد من مقالات ريهام مازن