في ذاكرتي بقيت بعض الأغنيات أجلس أحيانا مع نفسي أدندنها.. ربما كانت كلاما جميلا.. ربما كانت إحساسا عايشته يوما وعايشني.. ربما كانت لحظة حب تمنيت أن أعيشها.. أحببت جددت حبك ليه لأم كلثوم وعرفت أن رامي كتبها بعد سنوات خصام بينه وبين سيدة الغناء العربي وجاءه صوتها في التليفون تسأل عنه.. وكان رده بعد الفؤاد ما ارتاح.. أحببت من قد ايه كنا هنا لعبد الوهاب وسألته يوما كان إحساسك في هذه الأغنية شيء جميل ورائع.. قال فعلا كانت قصة حب.. أحببت كل ما غنت ليلي مراد واعتبرتها صوتا سماويا لم يعرف رائحة التراب الأدمي وأن بقي في ذاكرتي شاطيء الغرام ويا مسافر وناسي هواك والحب جميل ومليش أمل في الدنيا دي.. أحببت ليالي عبد الحليم وفي يوم في شهر في سنة لا هدأت الجراح ولا نام الألم في عين هذا الشاب العبقري الذي ملأ حياتنا إحساسا.. أحببت قارئة فنجان نزار قباني آخر وداع بين العندليب وجمهوره.. أحببت عيون القلب لنجاة الصغيرة وعشت مع الأبنودي في كلماتها حتي فاجأني بكلمات أروع لصباح هي ساعات.. أحببت السنباطي وهو يدندن إله الكون وكانت سببا في أزمة كبيرة مع الرئيس السادات حين رفض أن يغنيها في حفل تكريمه.. فلا هو غني ولا السادات كرمه.. أحببت ربيع فريد الأطرش وهمسته الوحيدة وحكاية غرام لم تكتمل مع حبيب العمر.. أحببت إن كنت ناسي أفكرك لهدي سلطان في عصرها الذهبي.. أحببت محمود الشريف العبقري المظلوم مع طلب وهو يشدو ودع هواك وإنساني.. أحببت ألحان محمود صدقي أشهر معماري أمسك بالعود.. أحببت شادية والقلب معاك ومازالت قلوبنا معها حتي لو اعتزلت مئات السنين.. أحببت لعبة الأيام مع وردة لأنها أكبر حقيقة أمام كل المشاعر الكاذبة.. أحببت ست الحبايب مع فايزة أحمد حتي رحلت أمي فلم أعد أسمعها لأنها بقدر ما كانت تسعدني.. تبكيني الآن.. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة