يطربني صوت مدحت صالح وقدرته علي أداء كل أشكال الغناء وتطويع أصعب الألحان، وتشجيني أنغام بحساسيتها وقدرتها التعبيرية وتمثلها للمعاني التي تغنيها، كما أحب الاستماع إلي غادة رجب بكل رقتها وحنوها وأدائها العاطفي الدافئ، وأهوي الاستماع إلي آمال ماهر الموهوبة صاحبة الصوت السليم القوي المعبر الذي يصل بسهولة إلي الوجدان. و لا أكتمكم أنني أصبحتُ ضيفاً دائماً علي حفلات مدحت صالح التي يحييها بالأوبرا وتمتلئ بالآلاف من عشاق فنه وأدائه الجميل. ولا أنسي أن الأجيال الجديدة قد أحبت محمد قنديل الذي تعرفت إليه من خلال مدحت صالح وهو يشدو بأغنية "تلات سلامات" كلمات مرسي جميل عزيز وألحان محمود الشريف، كذلك أبدع مدحت صالح في أغنيات "لا لا" لنجاة من كلمات أنور عبد الله ولحن كمال الطويل، و"العوازل" التي لحنها عبد الوهاب ولا أنسي شدوه الجميل بواحدة من أجمل أغاني محمد فوزي وأقربها إلي قلبي.. أغنية "تملّي ف قلبي" هذا غير براعته في أغنية سيرة الحب للسيدة أم كلثوم. أما أنغام فتأسرني عندما أسمعها تشدو برائعة محمد عبد الوهاب وأحمد شوقي "مضناك جفاه مرقده" ولا أجد حرجاً في إعلان أنني أحببت أنغام فيها أكثر مما أحببت الغنوة القديمة. والأمر نفسه ينطبق علي أغنية عبد الحليم حافظ المعروفة "بيع قلبك" لقد تفوقت أنغام علي نفسها وهي تعيد وتزيد وتطرب الجمهور المتمايل مع كلمات حسين السيد وألحان كمال الطويل: أنا يسعدني تبعد عني وتجرب غيري في هواك..شوف مين حبه أكتر مني لو شاف اللي أنا شفته معاك، كذلك لا أنسي أداءها المتميز لأغنية أم كلثوم "بعيد عنك" لحن بليغ حمدي. أما الرقيقة غادة رجب فمازلت أحتفظ لها بشريط الحفلة التي أمتعتنا فيها بأغنية "أيظنُ" وكانت لا تقل روعة عن العظيمة نجاة وهي تعرض حيرتها للجمهور مع كلمات نزار قباني:" حمل الزهور إليّ كيف أرده.. وصبايا مرسوم علي شفتيه" يا لجمال أداء غادة لهذا المقطع من القصيدة، ويا لخفتها وهي تؤدي أغنية ثومة "يا صباح الخير ياللي معانا". وإذا ذكرت آمال ماهر لا أستطيع أن أنكر أني مدين لها بأحلي الأوقات التي قضيتها علي ضفاف حنجرتها الذهبية وأغنيات أم كلثوم مثل الأطلال وفكروني وأروح لمين والثلاثية المقدسة، تلك الأغنيات التي شدت بها بإحساسها الخاص ولم تحاول تقليد سيدة الغناء العربي. هذه هي بعض الأغنيات التي أحبها لهذه الأصوات المصرية الأصيلة . لكن المشكلة أن أغاني الغير فقط هي التي أحب سماعها منهم، أما أغانيهم الخاصة وألبوماتهم ففي الغالب لا أعرفها أو سمعت بعضها ولم أتحمس له..ربما لو كانوا لم يقوموا بغناء الأغنيات التي أحبها، لأمكن أن يكون لأغنياتهم الخاصة حظاً عندي، أما الآن.. فلا أمل!