يزداد عدد القنوات الفضائية الخاصة بمصر يوما بعد يوم، حيث أضيفت أخيرا قنوات جديدة إلى الكم الكبير الموجود فعليا منذ سنوات. وحول إمكانية الاستفادة من الفضائيات فى ظل التنافس على جذب المشاهد وجلب الإعلانات، وهل المجتمع فى حاجة إلى المزيد من الفضائيات فى ظل ركود السوق؟ تقول الكاتبة فريدة النقاش: أحيانا تستفزنى بعض الفضائيات وأشعر أنها تقدم أفكارا بالغة التفاهة والسطحية، ولاأظن اننى وحدى فى وجهة النظر هذه، ولكن الكثير من المشاهدين أتقابل معهم أو يتصلون بالتليفون يشكون من هذه السطحية وتغييب الفكر والعقل، من بث بعض البرامج عديمة القيمة، وبالتالى تحدث الأزمة لقلة الإعلانات وعزوف المشاهدين، ومع ذلك تستمر القناة فى بثها، ويخيل لى أن مايحدث فى بعض الفضائيات مرتبط بغسيل أموال. وتضيف أن المجتمع المصرى يمكنه استيعاب أكثر مماهو موجود من فضائيات جديدة، ولكن بشروط منها أن تكون للقناة رسالة وهدف وخطة إعلامية تقدمها للمجتمع قبل بثها، ولكن للأسف الشديد لاتوجد خطط فى معظمها، وتعمل بعقلية تجارية وربحية بحتة، بغض النظر عن المضمون وهذه المشكلات فى الإدارة أو الأموال تدفع بالفضائيات إلى مزيد من التفاهة والسخافة بعمل مسابقات وهمية وأسئلة للجمهور، ليس الغرض منها الثقافة والمعرفة، ولكن جلب المال من خلال الاتصال التليفونى، وأصبحت مشروعات تجارية أكثر منها إعلامية، وعليها لكى تنجح وتستمر أن تقدم الرسالة الإعلامية الهادفة، وتبحث عن التنوع فى الضيوف والأفكار وتذهب للمناطق النائية، وأضافت أن بناء مصر الحديثة يحتاج إلى إعلام قوى وحر ومسئول وليس لإعلام همه الأول والأخير جذب الإعلانات، خاصة إننا فى ظرف استثنائى يتطلب تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الخاصة. ويقول د.هشام عطية الأستاذ بإعلام القاهرة: لكى تسهم الفضائيات فى بناء المجتمع لابد لها أن تلتزم بالممارسة المهنية وعدم انتهاك حق الجمهور فى المعرفة والمعالجة المتوازنة لقضاياه المختلفة، وأعتقد أن ذلك لن يتحقق بسبب الصراع على كعكة الإعلانات، وبالتالى الجرى وراء برامج الإثارة التى توجد صراعات لاتهم المواطن البسيط فى يومه وغده، كما حدث فيمايسمى بالتراث الدينى، ويضيف أن هناك أيضا موجة من برامج الفن والتسلية والمسابقات، وهى لاتخدم قضايا المجتمع الحقيقية، ويضيف: أيضا على الدولة متابعة منظومة الفضائيات وماتبثه من برامج، وأقول متابعة وتقييم ومحاسبة وليس بالغلق أو المنع، وهذا معمول به فى كل الدول المتقدمة، الإعلام حر ومسئول، فى الوقت نفسه نحن لانحتاج إلى جدل سوفسطائى، ولكن نحتاج إلى أهداف ورسائل نبيلة وصادقة لكل قضايا المجتمع، وعلى الدولة سرعة إصدار تشريعات منظمة للإعلام الفضائى والعام، كما يجب على الفضائيات إنشاء لجان من داخلها للتقييم ومحاسبة النفس فى حال وجود الخطأ مع التصحيح الفورى له، فقد أثبتت التجارب أنه لاغنى عن الإعلام القومى الذى يؤدى دورا مهما فى التنوير وبناء المجتمع ويسد الثغرات التى يقع فيها الإعلام الخاص. ويقول د.أحمد خيرى بكلية إعلام قنا جامعة جنوب الوادى: إن هناك ارتباكا فى المشهد الفضائى، فمعظم الفضائيات تعمل بلا رؤية واضحة أو أهداف أوخطط، ولذلك تجد الفضائيات بين أزمات مالية وبين بذخ فى المرتبات والاستوديوهات، وأشك أن هناك جدوى اقتصادية حقيقية تعمل بها الفضائيات، وبالتالى يجنح بعضها إلى خدمة مصالح أصحابها، وتصبح أدوات للضغط لتحقيق مصالحها، ويضيف السوق المصرية تستوعب، ولكن ليس هناك تفرد فى الأداء، فمعظمها مكرر ونمطى وتعتمد على المذيع الواحد الذى يكون هو البطل فى فترة المساء مع التضارب فى المواعيد والضيوف أيضا، فالضيف الواحد يظهر فى أكثر من فضائية فى نفس الليلة، ولاأعتقد أن البرامج الفنية وبرامج التسلية والمسابقات هى الهدف الأسمى للشعب المصرى فى الوقت الحالى، والحل فى رأيى هو سرعة إصدار التشريعات الإعلامية، وأن نترك أداء الفضائيات للمشاهدين، والحكم دائما للجمهور ويبقى أن إعلام الدولة لديه المسئولية الأكبر تجاه الوطن، فهو إعلام خدمى بالدرجة الأولى ولديه فرصة عظيمة للقيام بدور أفضل لخدمة كل شرائح المجتمع، وفى كل المحافظات وليس فى القاهرة وحدها.