جريمة الاعتداء علي الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وسرقة سيارته لن تكون الأخيرة ضمن نحو30 ألف سيارة سرقت خلال عام تقريبا.لتكشف هذه السرقات أن اللصوص مجموعة من العصابات المنظمة التي تملك تقنيةالتعامل مع أحدث السيارات وتكنولوجيتها في التشغيل دون الحاجة إلي المفتاح الأصلي, وفي غيبة الزمن في مواقع كثيرة ليلا ونهارا تحدث هذه السرقات اشتهرت مواقع معينة بتوزيع أو تخزين تلك السيارات, لحين الحصول علي الفدية أو التصرف فيها بالبيع بأوراق مزيفة.. كثير من الحيل والألاعيب التي يتعرض لها أصحاب السيارات المسروقة مثلما حدث لإحدي ساكنات النزهة وتدعي جيرمين مجدي المضيفة الجوية, والتي أكدت أن سرقة سيارتها كشفت لها معلومات خطيرة, فهؤلاء الناس لديهم شبكات واسعة وعلي درجة من التعليم لدرجة أنهم يقرأون كل شيء بالصحف ويمكنهم أن يتوصلوا لتليفون صاحب السيارة المعلن عنها بدقة ويثبتوا له بالدلائل أن سيارته لديهم, وهذا ما حدث لها شخصيا إذ أنها أعلنت عن سرقة سيارتها في الوسيط, فوجدت نوعين من النصابين يتصل الأول يدعي أن السيارة لديه وانه يريد ألف جنيه فقط للارشاد عن مكانها, ولكنه لا يستمر في الاتصال, أما النوع الآخر فهو من الشبكة الحقيقية فيتصلون بأرقام غير محددة ويبدوا أنهم علي علم بكل شيء يحدث بعد سرقة السيارة, لأن صاحبها أبلغت مرور النزهة برفع السيارة من التداول أي تمتنع عمليات البيع والشراء عليها ووضع ما يفيد ذلك في ملفها, وأبلغت من خلال بعض الأشخاص تجار السيارات علي مستوي الجمهورية بسرقة هذه السيارة. وأشارت جيرمين إلي أن هناك ملاحظة مهمة وهي انتشار السيارات الأجرة البيضاء بالقاهرة والأقاليم وتحمل أرقام ملاكي زرقاء, في حين أن أرقام التاكسي تكون برتقالي في أبيض, مما قد يعني أن هذه أصلا سيارات مسروقة وأنها ملاكي أخذت اللون الأبيض لخداع الشرطة, وهناك سيارات تضع البادج الخاص بالثورة25 يناير في مكان رثم السيارة دون أن ينتبه أحد حتي من الشرطة, إضافة إلي ذلك هناك عدد كبير من الموتوسيكلات المنتشرة في مصر وبالقاهرة بصفة خاصة لاتحمل أي أرقام ولا يستوقفها أحد, وحدث ويحدث منها جرائم كثيرة دون ملاحقة, وأصبح اللصوص يجاهرون بالسرقة في عز الزحام وأمام الناس لدرجة أنه منذ أسبوعين حاول شخصان سرقة سيارة كياكرنفال بمصر الجديدة وحاول رواد المقهي المقابل مطاردتهم بالشوم, إلا أن الشخصين أطلقا في ناحيتهم وابلا من الرصاص من رشاشين فانسحب الناس وتركوا السيارة تسرق أمامهم. الدجالون علي الخط! وحول ألاعيب عصابات سرقة السيارات تقول جيرمين مجدي: إنني عندما نشرت إعلانا عن السيارة فوجئت بأحد الأشخاص يتصل بي ويعرفني بأنه معالج روحاني ويمكنه أن يرشدني عن سيدة روحانية في سنتر أو مركز اللولو وهي في تقاطع شارع عباس العقاد مع مصطفي النحاس بأنها ستدلني علي مكان سيارتي, واتصلت بها فعلا فأخذت اسمي واسم امي ثم قالت سأبلغك غدا بالأخبار, ولم تتصل ثانية, وبعدها بيومين اتصل بي شخص آخر وأعطاني مواصفاتها بالضبط وقال ان سيارتي في الشيخ زايد وطلب مني الحضور ومعي6 آلاف جنيه فدية, وطلبت منه أن يحضرها إلي مصر الجديدة, وعاد للاتصال بي في اليوم الثاني وقال سأقول لك الحقيقية سيارتك عند تجار مخدرات في برج العرب بالاسكندرية ماتقدريش ولا أي حد ياخذها منهم, سأرسل لك شخصا أعطي له ألف جنيه والعمولة مقدما فرفضا مرة ثانية, ثم اتصل بي شخص آخر مدعيا أن سيارته اتسرقت وان المعالجة الروحانية أرجعتها له, وانه لو أحد طلب منك فلوس يمكنني أن أسلفك لانك انسانة محترمة, وأنا ممكن آخدك حتي عندها, ثم ارسلولي تهنئة بالعام الجديد, فطلبت منهم السيارة وأدفع المبلغ, فرد أحدهم وقال العربية اتباعت من زمان! عقد بيع وأضافت أنه منذ اسبوع فقط اتصل بي شخص وقال: إن سيارته ومعارف له سرقت سيارتهم ونريد أن نعمل توكيل لمحام لتصرف قيمة التأمين, وأنه في حلمية الزيتون وذكر اسم محام اتضح لي انه وهمي, وانهم يريدون أن أوقع عقد بيع للسيارة لأنهم لم يذكروا شهر عقاري ولا أي شيء ويريدون صورة المحضر والترخيص وجميع بيانات السيارة التي انتهيت رخصتها في24 فبراير الماضي واتجهت فورا إلي شرطة المنطقة ورويت لهم كل ما حدث, فبادر الضابط بنصحها أن تدفع المبلغ ولا تضيع وقتها. وتضيف د. أسماء فؤاد سرقت سيارتها السوزوكي من أمام منزلها أن السيارة هي مصدر الحركة للأسرة بالكامل ولذهاب ابنتها للعمل وانتقال أطفالها, ومع ذلك ورغم الاعلام عنها لم تجد إلا نصابين يطالبون الفلوس. وهناك من قال: إنها في دار السلام وعند بائعي المخدرات, وآخرون قالوا: إنها في كرداسة, أو المنطقة خلف قسم امبابة, ولكن مأمور القسم رفض أن يرسل بمن يكتشف هذا المكان لأن به مجرمين خطرين لديهم سلاح, ولم يطلب أحد منا أي مبلغ أو فدية, وحدثت نفس المشكلة في جراج مجاور عندما قام أشخاص باعطاء سندوتش به كخدر للحارس واستولوا علي4 سيارات ولم يتعرف السايس علي أحد. سرعة السرقة وأضاف المهندس مجدي شعبان صاحب سيارة مسروقة سابقا إنه برغم أن سيارته بها كل الاحتياطيات ضد السرقة وهي من ماركة غالية وحديثة, فإن اللصوص استطاعوا سرقتها في سرعة خيالية أثناء دخوله سوبر ماركت وكانت المفاتيح معه وانه بعد اسبوع اتصل به بعض الأشخاص وطلبوا20 ألف جنيه استطاع أن يخفضها إلي9 آلف وأرشدوه عن مكانها في مخزن بالقرب من الجعافرة بالقناطر وبها وكر للبلطجية الذين طلبوا منه أن أدفع مبلغ إضافي( حلاوة) وأن مظهرهم يدل عن أنهم عتاة في الاجرام وربما هذا سبب ترك الشرطة لهم. المفتاح الماستر وأشار إلي أن مشكلة انتشار سرقات السيارات ترجع إلي أن بعض اللصوص يمتلكون ما يسمي بالماستر كي أو مفتاح يحصلون عليه من أصحاب محلات المفاتيح يمكنه فتح معظم السيارات وتشغيلها بسهولة, ويصل سعره إلي5 آلاف جنيه أحيانا وهو يستخدم في السيارات المتقدمة والحديثة جدا, ويمكن للمحترف أن يدخل السيارة ويعطل جهاز الانذار بها عن طريق فصل التيار عن الجهاز. وغالبا ما يكون اللص دارسا للكهرباء فيسهل عليه التحكمافيها, ويفتح الكبوت ويستبدل الكنترول الموجود بجوار البطارية وهو العقل المفكر للموتور ويضع كنترولا آخر ثمنه لا يتعدي500 جنيه أو يحصل عليه من سيارة مسروقة أخري. متابعة بالقمر الصناعي وأشار المهندس مجدي شعبان إلي أن وسائل التأمين الحالية خاصة للسيارات غالية الثمن هو جهازGPS الذي يمكن متابعة السيارة بالأقمار الصناعية وتكون متصلة بالموبايل وتعطيك معلومات دقيقة عنها ولو علي بعد مئات الكيلومترا, حيث يسهل تتبعا بالمحمول, وهذا الجهاز في حجم المحمول أيضا يوضع في مكان محتبئ بأي وسيلة في السيارة, وهناك تختراع أيضا لجهاز صغير مثل الميدالية أو الكارت يمنع السرقة لأنه يوقف حركة السيارة تماما فيعطل الكاوتش وقيادة السيارة حتي ولو تغير الكنترول ويوقف الموتور ويجعل السيارة بلا حركة تماما حتي يحضر صاحبها. أما حسن عدلي صاحب شركة سيارات فيري أن عملية الفدية أكثر فائدة من تفكيك السيارة لأن خاطفها سيخسر بتقطيعها ولن يكون عائدها كبيرا, ولكن يبادر باعادة بيعها لصاحبها بأي ثمن ويحضر لها أوراقا شبه سليمة عن طريق المال لدرجة أن من يشتريها لا يشك في أنها مسروقة ولايكتشف ذلك إلا عند تجديد الرخصة فيكون لها رقمان أو مرفوعة من البيع والتداول, وعند ذلك يمكن أن يكون للمرور دور في القبض علي سارقها ومن عاونه لأن السارق عادة يعرضها بسعر منخفض بنحو10 15 ألف جنيه, وهذا يجب أن ينبه المشتري إلي أن هذه سيارة مسروقة فالذي يخفض لايمكنه أن يترك أكثر من ألف أو حتي ألفي جنيه وفيما عدا ذلك لابد أن تكون السيارة مسروقة, فإذا لم يجد البائع هنا من يشتري سيارته المسروقة, ربما يتوجه بعد ذلك إلي تقطيعها وبيعها في وكالة البلح أو الحرفيين بمسطرد وهي أماكن شهيرة في قطع الغيار لكل أنواع السيارات ولايمكن اكتشاف القطع الجديدة أو المسروقة بينها. الورق الجديد وأوضح المهندس سعيد الشافعي صاحب معرض سيارات بالنزهة أمن من أسباب زيادة انتشار سرقةالسيارات أن هناك من يتيح لسارقيها الحصول علي ورق جديد لها, بحيث لاتكتشف أنها مسروقة ونجد لها لوحات جديدة من خلال توكيل بيع يمكن اعداده علي الفوتوشوب ولأن الموظف غير متخصص لا يكتشف أنه مزور, كما اتجهت آلاف من هذه السيارات إلي غزة, حيث لايمكن تعقبها فاللصوص والعصابات لم يعودوا يفضلون تقطيع السيارة لأنهم يريدون مبالغ كثيرة ويفضلون الفدية. علي السيارات الغالية بما لايقل عن30 ألف جنيه من السيارة التي يتعدي ثمنها مائة ألف وهي ظاهرة انتشرت بعد الثورة مع حالة الانفلات الأمني, ولم تكن موجودة بهذا الشكل قبل الثورة, فإنه مع البحث يمكن اكتشاف مكان السيارة المسروقة خلال6 أشهر, أما الان فهناك في أماكن معروفة مخازن للسيارات المسروقة, وأن المشكلة الأكبر أن العميل الذي يشتري السيارة لا يطابق عادة رقم الشاسيه بالرخصة, ولا يبحث عن ملفها الذي ربما يكتشف أنه باسم شخص آخر ويحدث هذا بوضوح في سوق السيارات بمدينة نصر. وينصح صاحب معرص السيارات, المواطنين بأن يشتروا السيارة من شخص معروف أو معرض بدلا من الشراء من الشارع, لأن السارق يكون حذرا للغاية لكن الذي يكشفه في العادة أنه يعرضها بسعر رخيص لا يتناسب مع قيمتها الحقيقية والمفترض أن من ذلك يقوم بابلاغ الشرطة فورا, لأن ذلك سيمنع السرقات مع الوقت, لأن السارق يحضر لك توكيلا بالتنازل أو البيع والتسجيل, ويتضح بعد ذلك أنه مزور أو حصل عليه بالرشوة, فالسرقات منتشرة بالطرق العادية والدائري حتي طريق الغردقة لأنه لا توجد خدمات حراسة, وكمائن منذ بداية الثورة, كما يمكن كشف التلاعب بالكشف علي الشاسيه الذي يتضح أنه ملحوم بأرقام جديدة ويكون الشاسيه تابعا لماركة سيارات أخري, وواضح لخبير السيارات أو الميكانيكي المحترف. وطلب المهندس سعيد الشافعي بضرورة وضع كمبيوتر متصل بشبكة المرور, وذلك في سوق السيارات, بحيث يتم الكشف عن كل السيارات التي تدخل السوق مما يسهل اكتشاف السيارات المسروقة ومساعدة من يريدون الشراء علي تجنب النصابين, ويمكن أيضا وضع مثل هذا الكمبيوتر في مداخل ومخارج المدن للتعامل مع السيارات المشتبه فيها والمبلغ عن أوصافها, وأن يتخلي رجال المرور عن السلبية بأنهم مشغولون لأن من يذهب للكشف عن ملف سيارة يفاجأ برفضهم. بحجة ضغط العمل ويمكن تخصيص موظف لهذا العمل ويكون له رسوم وعائد علي الدولة وهي خبرة مزدوجة, وتمنع السرقات مع الأيام فإنه حتي شركات التأمين ترفض التأمين علي السيارات منذ السرقة الآن بسبب الخسائر التي تحققها من هذه الظاهرة. كما يمكن الاعتماد علي شريحة تنبه الموبايل بالسرقة ومكان حركة السيارة ويبلغ ثمنها نحو4 آلاف جنيه وهو مبلغ ليس كبيرا في تأمين سيارة يزيد سعرها علي07 ألف جنيه فاللصوص الآن أكثر تطورا وفهما ومتابعة.