فى نقطة تحول تاريخية فى العلاقات الأمريكية - اللاتينية، مهد الرئيس باراك أوباما، خلال اليوم الثانى والأخير لمؤتمر القمة السابع للأمريكتين ببنما، لمرحلة جديدة للروابط الثنائية بين بلاده ودول أمريكا اللاتينية. فقد عقد لقاء خاطفا غير رسمى مع نظيره الفنزويلى نيكولاس مادورو، كما شارك فى اجتماع مغلق مع الرئيس الكوبى راؤول كاسترو، استغرق ساعة واحدة، تمكن الزعيمان خلاله من طى آخر صفحات الحرب الباردة بين البلدين. وأكدت كاترين فارجاس المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن أوباما أجرى، أمس الأول، "حديثا خاطفا" لبضع دقائق مع نظيره الفنزويلى، على هامش قمة الأمريكتين، حيث تعد هذه المحادثة الأولى من نوعها بين الزعيمين، منذ تولى الأخير السلطة ببلاده، فى أبريل 2013، بعد وفاة سلفه هوجو تشافيز. ونقلت عن الرئيس الأمريكى قوله: إن "مصلحتنا ليست فى تهديد فنزويلا، ولكن فى دعم الديمقراطية والاستقرار والازدهار فيها، وفى المنطقة بأسرها". وأضافت، أن الحديث جرى بينما كان أوباما يهم بمغادرة القمة. وأشارت إلى أن أوباما أكد مجددا "دعمه القوى لحوار سلمى فى فنزويلا"، التى تهزها الآن أزمة اقتصادية وسياسية، تم خلالها اعتقال عدد كبير من معارضى حكومة مادورو الاشتراكية. وعلى هامش اجتماعات القمة نفسها أيضا، أجرى أوباما وكاسترو لقاء وديا على انفراد، وهو يعد الأول من نوعه بين رئيسى الدولتين منذ 1956، ليدشنا بذلك عصرا جديدا من العلاقات بين بلديهما، بعد عقود من العداء فى إطار الحرب الباردة. وأطلق الرجلان، خلال اللقاء، تصريحات تنم عن انفتاح، دون أن يترددا فى ذكر نقاط الخلاف العديدة الموروثة من أكثر من نصف قرن من التوتر والمواجهات، ،التى سعى أوباما إلى تهدئتها من خلال إعرابه عن شكره لنظيره لكوبى "لروح الانفتاح" التى أبداها الأخير. وقال أوباما له: إنه "مع الوقت من الممكن لنا طى الصفحة، وتطوير علاقة جديدة، حتى إذا كانت بيننا خلافات عميقة وكبيرة". وأكد أوباما، فى خطابه أمام 30 من قادة الدول: "أن التغيير السياسى الأمريكى تجاه كوبا يشكل علامة "فارقة" ، فجلوس الرئيس كاسترو وأنا هنا اليوم يمثل بحد ذاته حدثا تاريخيا". ورأى أوباما أن التقارب بين واشنطن وهافانا يسجل "منعطفا" بالنسبة للأمريكيتين. وأوضح: أنه "لا تزال هناك بعض الخلافات قائمة بين بلدينا ، ولكن أعتقد أنه إذا اتبعنا هذه الطريقة فى الحوار، ستكون هناك فرص جديدة للتعاون مع أمريكا اللاتينية". واقترح الرئيس الأمريكى تقديم مساعدات لبلدان أمريكا الوسطى، وخطط لتعزيز التبادل والتقارب بين الطلاب فى أمريكا اللاتينية وبلاده. فى المقابل، أشاد "كاسترو" بنزاهة الرئيس الأمريكى، ووصفه بأنه"رجل صادق"، وقال: "نريد أن نتحدث عن كل شىء، لكن علينا أن نتحلى بالصبر". وأضاف: أن "قصة بلدينا كانت معقدة، ونحن مستعدون للسير قدما كما قال الرئيس أوباما". وأعفى "كاسترو"، خلال اللقاء، الرئيس أوباما من ذنب الإجراءات السياسية ضد الجزيرة التى تم اتخاذها عبر عقود، قائلا، إنه على استعداد للحوار مع أوباما. وطالب "كاسترو" واشنطن بالعمل على رفع الحظر التجارى المفروض على الجزيرة منذ عام 1962. كما شدد على أهمية رفع اسم كوبا من قائمة الدول التى وصفتها الإدارة الأمريكية بالراعية للإرهاب فى أسرع وقت. وعلى هامش القمة أيضا، أعلن أوباما أن الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف، ستزور واشنطن فى 30 يونيو المقبل، أى بعد نحو عامين من إلغاء رحلة كان من المقرر قيامها بها إلى الولاياتالمتحدة، عقب تلقيها معلومات عن تجسس وكالات مخابرات أمريكية على الاتصالات الهاتفية لملايين البرازيليين، بما فيهم هاتفها الجوال وهواتف ومستشاريها. وستكون "روسيف" بذلك أول رئيس دولة برازيلى يزور واشنطن منذ 20 عاما. وقد انتهت قمة الأمريكيتين بدون بيان ختامي، حيث رفضت الولاياتالمتحدة أن تدرج إشارة إلى دعم كراكاس، لنزاعها مع واشنطن.