الربيع أجمل فصول العام رغم نواته وحركاته الساخنة وتقلباته الجوية التي تجعلنا تقفز من شدة الحر المبكر وانعكاسته الصحية علينا بأدوار البرد والانفلونزا لكن يظل الربيع هو الربيع الفصل الذي يبهج الصدور ويعطي بهجة ويرسم الطبيعة بأجمل ألوانه ويكسي الخضرة روعة وبهاء وتتفتح الزهور والورود ليضفي عليها بنسماته وفيه نحتفل بالربيع وأعياد شم النسيم والذي يتميز بالأنواع المختلفة من الأطعمة المملحة الفسيخ والرنجة والبصل والخس والملانة والبيض الملون . شم النسيم الذي اتذكره دائما بركوب الحصان والحمار بحديقة صلاح سالم والمطار كنا نحمل طعامنا ونفترش الأرض نأكل الترمس والخس والملانة الذي كانت تجهزه أمي رحمة الله عليها ونحن صغارا كنا نشتري البيض والألوان ونقوم بتلوينه وألتهامه. ما أجملها أيام الطفولة التي لن نعوضها أبدا فاليوم هذه الحدائق ليست موجودة كما كانت وحتي اصحاب الحمير والأحصنة لم يعد يتجولون يوم شم النسيم وأصبح لايوجد تجمعات للناس مثل زمان كما كنت أري في طفولتي ومنذ سنوات طويلة يمر شم النسيم بشكل روتيني دون تلك الأحتفالات العائلية للناس بعد منعها من الحدائق العامة بمصر الجديدة . علي أي الأحوال الأعتدال ضرورة في تناول الأطعمة وعدم الاسراف في تناول الفسيخ والرنجة والاسماك المملحة خصوصا اصحاب الامراض المزمنة مرضي الضغط والسكر والجهاز الهضمي وإن كان لابد من أكل الأسماك المملحة فينصح بإضافة الليمون وتناول الخس والخيار، وذلك لتجنب الإصابة بارتفاع حموضة المعدة كما ينصح بغسيل الفسيخ والسردين بالخل المخفف مع عصير الليمون لتقليل نسبة الملح به. لابد أن نعلم أن سموم الفسيخ لا يبطل مفعولها إلا عند تعرضها لدرجة حرارة عالية ولمدة عشر دقائق عن طريق القلي في الزيت وأن الرنجة هي البديل الآمن للفسيخ وبما أن كل أعيادنا ومناسباتنا طعام فننصح بطبق السلاطة وشرب اليانسون و النعناع بالإضافة طبعا للشاي . وحتي يمر شم النسيم بدون وعكات صحية خطيرة ، فيجب الحرص الشديد ، وعدم الاسراف وأن يتناول كل شخص كوبا من المياه مختلطا به عصير الليمون قبل اكل الفسيخ وبعده للتخلص من السموم وكل سنة وانتم طيبين ودمتم بكل الصحة. لمزيد من مقالات عزيزة فؤاد