يمزقنى سؤال عجيب وغريب وهو: أين إسرائيل من كل ما يحدث فى اليمن خصوصا أن هناك جالية يمنية (يهودية) فى تل أبيب منذ بداية صراعها مع العرب؟ ولا يقولن أحد إن إسرائيل لا يعنيها الصراع الدائر فى اليمن.. كما لا يزعمن أحد أن إسرائيل أصبحت بردا وسلاما علينا وعلى قضايانا فجأة! أو أنها انتقلت إلى كوكب المريخ ولم يعد يعنيها ما يحدث فى الأرض؟! المحقق ان إسرائيل هى من أكثر الدول التى تهتم بأحداث اليمن.. لا لشيء إلا لأنها ترى ما سبق أن خططته ينفذ على أرض الواقع وأكاد أقول أكثر من هذا.. فهى تتمنى (وقد خططت لذلك أيضا) أن تحدث حرب مذهبية بين الشيعة (الإيرانية) والسنة (السعودية) .. ونحن للأسف يبدو أننا نقترب من ذلك.. فالحرب الضروس التى تجرى فى اليمن حاليا تنذر بلهيب قد يأكل الأخضر واليابس.. ناهيك عن أن إسرائيل قد تعلمت الدرس جيدا من الولاياتالمتحدةالأمريكية وهى البحث عن دولة أو (دول) تقوم بالحرب بالنيابة عنها (الحرب بالوكالة) ويبدو أن إسرائيل نجحت فى مسعاها.. فحصاد هذه الحرب الآن وبعد الآن تصب قطعا فى جانب إسرائيل خصوصا عندما تشتعل الحرب فى الشرق الأوسط بين الدول العربية (بقيادة السعودية) وإيران الدولة الإسلامية والشرق أوسطية الكبري! باختصار: إسرائيل التى يبدو أنها صامتة وتبدو وكأنها لا تعطى هذه الحرب الدائرة حاليا فى اليمن أدنى اهتمام.. هى من أكثر الدول التى تحرض عليها.. وتتمناها وتخطط لها شأن اليهود فى كل زمان ومكان! فقد بذرت الطعم.. والتقطناه فى المنطقة العربية فى براءة شديدة.. والذى يدفع الثمن هو المواطن اليمنى العادى التى تحصده آلات الحرب المستمرة صباحا ومساء.. وهناك سؤال آخر يؤرقنى وهو: لماذا تم استصدار قرار الحرب فى واشنطن.. هل نسينا أدبيات التاريخ القديم والحديث التى تقول لنا ان أمريكا لا تضمر للمنطقة العربية إلا كل شر.. وإنها مع إسرائيل ربيبتها فى المنطقة صنوان لا ينفصلان! الغريب والعجيب أن قائد جيوشها فى المنطقة يؤكد أنه مع التفاوض بشأن حل الأزمة اليمنية لكنه يبدى مخاوف بشأن السعودية؟ يعلم الله أننى أسأل هذا السؤال على كل من التقى ولم أجد إجابة وهو: كيف تؤتمن الولاياتالأمريكية على لقمة سائغة توفرها السعودية والحوثيون وبعض الدول؟ ثم أسأل سريعا وأقول: من أين يحصل هؤلاء على السلاح الذى يحاربون به..؟ والإجابة ليست فى حاجة إلى مجهود وهي: من مصانع السلاح فى الولاياتالمتحدة التى تعطى الطرفين.. السعودية والدول العربية من جهة والحوثيين ومن على شاكلتهم من المتشددين والانقلابيين من جهة أخري.. بمعنى آخر.. اننى لا أعفى أمريكا وإسرائيل من مسئولية اشعال الحرب فى اليمن الذى كان يوما سعيدا! كما لا أعفى الرئيس السابق على عبدالله صالح (وابنه أحمد) من التواطؤ مع الحوثيين الذين خالفهم فى البداية ووقف معهم فى النهاية لاحراق اليمن برا وبحر وجوا. اليمن يا قوم هو برميل بارود قابل بالفعل للاشتعال ويجب أن تكون هناك ضربات تأديبية سريعة لتحجيم الحوثيين وإلزامهم بالتقوقع فى الأماكن التى نشأوا فيها ثم يعقب ذلك تفاوض أو حوار يجمع جميع المكونات السياسية للوصول إلى حل نهائى للأزمة فالضربات العسكرية إذا استمرت طويلا لن تنتهى وسيتحول اليمن إلى مستنقع كبير لقوات التحالف العربية.. باختصار أود صادقا تفويت الفرصة على إسرائيل التى تزكى نيران الحرب لتمتد وتشمل دول الشرق الأوسط العربى والفارسي.. كله.. وهذا غاية ما تتمناه إسرائيل والولاياتالمتحدة.. وأوروبا أيضا.. فالعين لاتزال ترقب عن كثب براميل النفط التى يريد السيطرة عليها الغرب كما سيطر على نفط العراق قبلا!! مرة أخرى لا يجب أن نثق فى الغرب جملة وتفصيلا ويجب ألا نقف عند الكلام المعسول (أو المغلوط الأخرق) الذى يصدر من كبار رجال السياسة فى أوروبا أمثال كاميرون (رئيس وزراء بريطانيا) وفرنسوا أولاند (رئيس فرنسا) وآخرين.. فهم جميعا ليسوا أبرياء من اراقة الدماء الزكية للشعب العربى اليمني.. أما إسرائيل فتكاد تفرك يديها طربا وسعادة أن «عاصفة الحزم» تحصد ضحاياها من الأبرياء. بكلمة أخيرة أود أن تكون الضربات تأديبية ووقائية ولمدة قصيرة يعقبها حوار.. لأن الحل السياسى هو الأنجح والأمثل والأطول مفعولا.. ولا يقولن أحد: كيف يكون هناك حوار وقد سبقته حروب.. فهذا ما يحدث فى الحروب العالمية (الأولى والثانية) اقتتال هنا وهناك ثم جلوس الأطراف على مائدة مفاوضات واحدة للاتفاق على ما يجب فعله وارساء السلام والرخاء. إذا لم تفعل ذلك فان التدخل العسكرى سوف يفتح «باب جهنم» ولن يحصد الغنائم إلا من خططوا لهذه الحرب أمريكا وإسرائيل ولوبى صناعة السلاح فى الغرب!! لمزيد من مقالات د. سعيد اللاوندي