ترامب: على الجمهوريين استغلال فرصة الإغلاق الحكومي للتخلص من "الفاسدين لتوفير المليارات"    شركة مايكروسوفت تطلق "وضع الوكيل الذكي" في 365 كوبايلوت    المسرح المتنقل يواصل فعالياته بقرية نزلة أسطال بالمنيا    البيت الأبيض: مناقشات حساسة تجري الآن بشأن خطة غزة    "الاحتلال "يهاجم أسطول الصمود وكولومبيا تطرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية ومظاهرات حاشدة بعدة عواصم عالمية..وحماس: نحيي شجاعة النشطاء    85 شهيدًا فلسطينيًا حصيلة الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة خلال 24 ساعة    خطة ترامب لغزة.. قراءة تحليلية في وهم السلام وواقع الوصاية    «رحلة إسقاط الكبار مستمرة».. المغرب يضم البرازيل إلى قائمة ضحاياه    «قولاً واحدًا».. خالد الغندور يكشف رحيل فيريرا عن تدريب الزمالك في هذه الحالة    سعر الذهب اليوم الخميس 2-10-2025 يصل لأعلى مستوى وعيار 21 الآن بالمصنعية    مصرع أمين شرطة وإصابة آخر فى حادث تصادم بالنوبارية    بلاغ أم يقود لضبط مدرس متهم بالاعتداء على طفل فى الأهرام    متى يبدأ العمل بالتوقيت الشتوي 2025 رسميًا؟ استعد ل تغيير الساعة في مصر    عبدالله مجدي الهواري: «بحب الفن ونفسي أبقى حاجة بعيد عن اسم أمي وأبويا»    الدكتور محمود سعيد: معهد ناصر قلعة الطب في مصر وحصن أمان للمصريين    دعاء صلاة الفجر ركن روحي هام في حياة المسلم    أكاديمية «أخبار اليوم» في ثوبها الجديد.. وفرحة الطلاب ببدء العام الدراسي| صور وفيديو    رئيس مجلس المطارات الدولي: مصر شريك استراتيجي في صناعة الطيران بالمنطقة    شهادة صحفي على مأساة أفغانستان الممتدة.. جون لي أندرسون يروي أربعة عقود في قلب عواصف كابول    إصابة 4 عمال في حادث تصادم نقل وميكروباص أمام كارتة ميناء شرق بورسعيد    قرار هام بشأن شخص عثر بحوزته على أقراص منشطات مجهولة المصدر بالجيزة    السيطرة على حريق شب داخل مخلفات بعين شمس    اللجنه العامة توافق على اعتراض رئيس الجمهورية على مواد الإجراءات الجنائية    زكريا أبوحرام يكتب: الملاك الذي خدعهم    4 أهداف.. تعادل مثير يحسم مواجهة يوفنتوس أمام فياريال بدوري أبطال أوروبا    رياضة ½ الليل| هشام يسلف الزمالك.. إيقاف تريزيجيه.. قائمة الخطيب.. والموت يطارد هالاند    نقل الفنان السوري زيناتي قدسية إلى المستشفى بعد أزمة صحية مفاجئة    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 للموظفين والبنوك والمدارس بعد قرار رئيس الوزراء    حماية العقل بين التكريم الإلهي والتقوى الحقيقية    وصول وفد رسمي من وزارة الدفاع السورية إلى موسكو    مرض اليد والقدم والفم (HFMD): عدوى فيروسية سريعة الانتشار بين الأطفال    تحذير لهؤلاء.. هل بذور الرمان تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي؟    أكلة مصرية.. طريقة عمل محشي البصل خطوة بخطوة    الخارجية التركية: اعتداء إسرائيل على "أسطول الصمود" عمل إرهابي    «مقتنعوش بيه».. ماجد سامي: كنت أتمنى انتقال نجم الزمالك ل الأهلي    حل 150 مسألة بدون خطأ وتفوق على 1000 متسابق.. الطالب «أحمد» معجزة الفيوم: نفسي أشارك في مسابقات أكبر وأفرح والدي ووالدتي    مايولو: سعيد بالتسجيل أمام برشلونة.. نونو مينديش قام بعمل كبير    جوارديولا: لدينا نقطة وسنحصل عليها    المطبخ المصري في الواجهة.. «السياحة» ترعى فعاليات أسبوع القاهرة للطعام    هيئة مستقلة للمحتوى الرقمي ورقابة بضمانات.. 4 خبراء يضعون روشتة للتعامل مع «البلوجرز» (خاص)    انقطاع مؤقت للاتصالات قرب المتحف المصري الكبير.. فجر الخميس    ارتفاع أسعار الذهب في السعودية وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الخميس 2-10-2025    الجيش الإسرائيلي: إطلاق 5 صواريخ من شمال غزة واعتراض 4 منها دون إصابات    محافظ الشرقية يكرّم رعاة مهرجان الخيول العربية الأصيلة في دورته ال29.. صور    السكر القاتل.. عميد القلب السابق يوجه نصيحة لأصحاب «الكروش»    أول تعليق من رنا رئيس بعد أزمتها الصحية: «وجودكم فرق معايا أكتر مما تتخيلوا»    ماذا كشفت النيابة في واقعة سرقة الأسورة الأثرية من المتحف المصري؟    أولى هجمات أكتوبر.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم: أمطار رعدية تضرب منطقتين    أرسنال بالعلامة الكاملة في الإمارات ينتصر بثنائية على أولمبياكوس    «التضامن الاجتماعي» بالوادي الجديد: توزيع مستلزمات مدرسية على طلاب قرى الأربعين    تسليم 21 ألف جهاز تابلت لطلاب الصف الأول الثانوي في محافظة المنيا    أحمد موسى يوجه رسالة للمصريين: بلدنا محاطة بالتهديدات.. ثقوا في القيادة السياسية    التجربة المصرية في الاستزراع السمكي محور برنامج تدريبي دولي بالإسماعيلية    مدير معهد ناصر: اختيار المعهد ليكون مدينة طبية لعدة أسباب ويتمتع بمكانة كبيرة لدى المواطنين    اعتراضات على طريقة إدارتك للأمور.. برج الجدي اليوم 2 أكتوبر    تعرف على مواقيت الصلاه غدا الخميس 2 أكتوبر 2025فى محافظة المنيا    مجلس الدولة يقرر إعادة توزيع اختصاصات دوائر محكمة القضاء الإداري    مجلس حكماء المسلمين: العناية بكبار السن وتقدير عطائهم الممتد واجب ديني ومسؤولية إنسانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د/عبد المنعم أبوالفتوح للأهرام‏:‏ يوجد صراع لإجهاض الثورة‏..‏ ولكن الإرادات الشعبية ستنتصر

تمر مصر بمرحلة مهمة في تاريخها ومستقبلها عقب سقوط رأس النظام الذي حولها لدولة فساد واستبداد وحرمها من التحول الديمقراطي والتنمية‏,‏ ويبقي تحد خطير يتجسد في ان الثورة المصرية في مفترق طرق‏. حيث ان معظم اهدافها لم يتحقق بعد.. بالاضافة لوجود أعداء حقيقيين يعملون علي عرقلتها وإسقاطها.. ونحن الآن علي أعتاب انتخابات رئاسية تدخلها مصر وينتظر من يدفع بنفسه إلي سدة تحديات وملفات مهمة. طرحنا التساؤلات وفتحنا الملفات في العديد من القضايا الداخلية والخارجية والمثارة من جانب الرأي العام, علي مائدة الحوار مع الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح المحتمل للرئاسة..
مر اكثر من عام علي الثورة كيف تقيم ما أنجزته الثورة وما أخفقت فيه, وهل مصر اليوم في خطر, أو كما عبر الكاتب الأمريكي توماس فريدمان أن الديناصورات في مصر يعرضون ثورتها الوليدة للانقراض وضياع الأمل في إصلاح ثوري حقيقي ؟
هناك صراع إرادات موجود حتي هذه اللحظة,من قبل أعداء الثورة, وهم بقايا النظام القديم علي وجه التحديد, من الفاسدين والمستفيدين, وجزء منهم هو تنظيم البلطجية, الذي كان الأداة القمعية للنظام السابق, ومازالت بقايا ذلك النظام تستخدمه حتي اليوم, سواء لترهيب أعداء النظام السابق, أو لتعويق العملية الاقتصادية, لإثارة الفزع الأمني, وهذا يعبر عن صراع إرادات يتفاعل, لكن ثبت علي مدار العام الماضي أن الإرادة الشعبية الثورية هي التي تنتصر, وأن الثورة مستمرة كما أراد الشعب المصري, ولن تتوقف حتي تحقق أهدافها, وان الثورة والشعب المصري مازالا قادرين علي تقديم شهداء من أجل استقرار ثورتهم, التي تتلخص أهدافها الرئيسية في العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية, وبالتالي لم يتخل الشعب عن ثورته.
ألا تخشي مثل آخرين من أن يتم إجهاض الثورة أو اختطافها ؟
هذا لن يحدث, والشعب المصري لن يسكت, وهذا ليس كلامي, ودليلي علي هذا أنه عندما تأخر الموجودون في السلطة علي تقديم رموز النظام للمحاكمة خرج الشعب المصري غاضبا فتم تقديمهم للمحاكمة, وعندما تأخروا في إجراء الانتخابات البرلمانية خرج الشعب المصري والثوار, فأعلنوا عن إجراء الانتخابات البرلمانية, وتباطأوا في الإعلان عن الانتخابات الرئاسية فخرج الشعب المصري فحددوا موعدها, أي أن كل خطوة من الخطوات المهمة من مسار الثورة تمت بشهداء جدد, ونتمني ألا يتكرر هذا, لكن هذا إعلان ثابت من الشعب المصري أن لديه استعداد لتقديم شهداء جدد, إذا ماحاول أي طرف معاد للثورة أن يلتف حولها أو يعوق أهدافها, وإذا نظرنا إلي آداء الإدارة الحالية للبلد التي يمثلها المجلس العسكري والحكومة سواء حكومة الدكتور عصام شرف أو حكومة الدكتور كمال الجنزوري نجده أداء بطيئا مرتبكا فيه سوء إدارة, انعكس علي أوضاع العام الماضي كله من عمر الثورة.
لكن الشعب نفسه أصبح به انقسامات.. هناك من هم مع الجيش وآخرون مع الثورة.. من وصلوا للبرلمان ومن خارجه ؟
أنا لا أسمي مايحدث انقسامات, فكل الشعب المصري مع الجيش, والجيش والشعب مازالا يدا واحدة كما أعلنت الثورة, والأداء السيء والبطيء للمجلس العسكري لا يعني أن الشعب المصري انفصل عن الجيش, أو أن الجيش انفصل عن الشعب, ومايفسره البعض أنه انقسامات أو استقطابات أنا أراه مخاضا ديمقراطيا, وطبيعيا أن يمر به الناس, وهم يعبرون من مرحلة الكبت والمصادرة إلي مرحلة الحرية والديمقراطية, وأن تكون آراء هنا وهناك, لكن لايمكن أن يكون انقساما, لأن شعبنا غير قابل للانقسام أصلا, والحمد لله ليس لدينا صراعات عرقية أو دينية أو طائفية, فالشعب المصري كله رضينا أم لم نرض كله قطعة واحدة, أما الخلافات في الآراء التي تطرح في الساحة علي خلفية المواقف السياسية المختلفة, فهي نتاج طبيعي لحالة الحريات والديمقراطية.
ومتي ينتهي صراع الإرادات ؟
عندما تؤسس الجمهورية الثانية ويتم انتخاب رئيس ووضع دستور, حينئذ تكون بداية نهاية صراع الإرادات, وليس نهايتها, لأنه سيكون وقتها هناك سلطة تنفيذية ورئيس للدولة, وأدوات الدولة التي لن تذهب, وكان حسني مبارك يستخدم هذه الأدوات لصالحه وليس لصالح الوطن, وهذه الأدوات جميعا من أجهزة أمن وجيش ومخابرات ومؤسسات سياسية واقتصادية, ستتحول في الجمهورية الثانية من مؤسسات للرئيس إلي مؤسسات للوطن, وبالتالي ستكون هذه هي البداية.
ذكرت أخطاء المجلس العسكري.. في رأيك إلي أي إرادة من الإرادات يميل ؟
هو في الحقيقة تتدافعه إرادات, وأنا لا أشكك فيه أبدا, ولست مع من يتهمون المجلس العسكري بالخيانة وعدم الوطنية ولكنني أصفه أنه بطيء ومرتبك وسيء الأداء, لكن أن نضعه في مصاف أعداء الثورة أو الخونة فأنا ضد ذلك, وضد استخدام أوصاف التكفير والتخوين عند اختلافنا مع بعضنا البعض, فالخطأ خطأ, لكن ينبغي ألا نذهب إلي أبعد من ذلك, ووصف من يرتكب الخطأ بأنه خائن أو كافر أو غير ذلك, فهذه المصطلحات ليست لها قيمة, وتؤدي إلي مزيد من الابتعاد وعدم تعاون الناس مع بعضهم.
البعض يري أن قيادات المؤسسة العسكرية هي من منظومة مبارك وأداؤها لا يختلف عن تلك المنظومة, كيف تري التصرف معها؟
هذه القيادات حينما ينتهي دورها السياسي ستعود لدورها العسكري, وعندها سيتوقف البطء وسوء الإدارة والارتباك, لأن هذه الأخطاء صاحبت دورهم السياسي, الذي عندما ينتهي سيعودون إلي دورهم الطبيعي, كضباط في الجيش أو المؤسسة العسكرية, وهو الدور الذي يجيدونه, وقد كانت الكارثة أنهم انتقلوا إلي دور لايجيدونه في العمل السياسي, والخطأ الذي وقعنا فيه جميعا كشعب وكثورة, ويجب أن نعترف به, أننا فوضناهم ضمنا لإدارة شئون البلاد, وقد أداروها لكن بإمكانياتهم, وبهذا الأسلوب الذي رأينا, لكن الوقت الآن لايسمح بإرباك المشهد السياسي والوطني كله بأن نطلب منهم الذهاب اليوم, نعم سيذهبون لكن بعد الانتخابات الرئاسية, وقد انتهي دورهم التشريعي بانتخاب المؤسسة البرلمانية, وسينتهي دورهم التنفيذي بانتخاب رئيس للدولة.
هناك حديث عن خروج آمن للمجلس العسكري, وحديث آخر عن صلاحيات أكبر للجيش في المرحلة المقبلة.. كيف تري ذلك ؟
الجيش ينبغي ألا تتغير صلاحياته عما هو منصوص عليه في الدستور القديم, وهو أن دوره الوحيد هو حماية حدود الوطن,وأن يفخر ويعتز بذلك كجيش, أما مسألة الخروج الآمن أوالمحاكمة وما إلي ذلك لأي طرف موجود في السلطة سواء لحكومتي شرف أو الجنزوري أو المجلس العسكري, فأنا مع مصطلح الخروج العادل, ومن أخطأ يحاسب, أيا كان مدنيا أو عسكريا, صغيرا أم كبيرا, لأنه لايمكن تصور ألا تتم محاسبة كل من تلوثت أياديهم بدماء المصريين, ولايملك رئيس الدولة ولا البرلمان ولا أي مؤسسة أن تفرط في ذلك, ويتم ذلك من خلال قضاء عادل ونزيه وطبيعي لأي طرف أيا كان.
ما تقييمك لسير الإجراءات الانتخابية؟
لأن هذه هي أول انتخابات نزيهة لرئيس دولة تجري في مصر منذ60 عاما, فلا شك أن الأداء به قدر من الارتباك وقدر من ضيق الوقت وقدر من التعلم للأطراف المختلفة جميعا, حيث لاتوجد خبرة سابقة, وأبسط شيء أنه لاتوجد حتي الآن مراكز استطلاع رأي علمية تقدم نتائج استطلاعتها, وهو شيء مهم للمرشحين, لإعادة النظر في حركتهم وبرنامجهم, فضلا عن أنه مفيد أيضا لأصحاب الحق في الانتخاب وهم الشعب نفسه, أما بالنسبة للوقت فهل يمكن تصور أن يتم إعلان الأسماء النهائية قبل الانتخابات بثلاثة أسابيع, متي يمكنهم جمع التبرعات, ومتي يمكن عمل الدعاية بها واستخدامها, هل يتم كل ذلك في ثلاثة أسابيع فقط, وهذا شكل من أشكال إرباك المشهد الإنتخابي, الذي لايجوز التآمر عليه.
هناك حديث عن رئيس توافقي, والإخوان يقولون إنهم سيحددون مرشحهم.. هل هناك ضغوط تحاول الآن أن تشكل ماهية الرئيس القادم ؟
إنه صراع إرادات يتجلي حسب الموقف, وأخطر مافي المرحلة الانتقالية هو انتخاب الرئيس, وبالتالي يتجلي فيه صراع إرادات وقوي داخلية وخارجية, ومحاولة الالتفاف علي هذه الإنتخابات حتي يصدروا للشعب المصري حسني مبارك آخر ب شرطة, ونحن سنتصدي لهذا, وجزء من تصدينا أننا مستمرون لنهاية الشوط-كيف تعمل للوصول لمنصب الرئاسة والدستور لم يعد بعد, وصلاحيات الرئيس لم تتضح, وهناك حالة من السيولة في العملية السياسية توجد سيولة ولكن لايوجد فراغا دستوريا, البعض يحاول أن يقول أن هناك فراغا دستوريا, وكيف ستأتون برئيس دون دستور, وماهي اختصاصات الرئيس, وهذا منصوص عليه في الإعلان الدستوري, وكما جاء البرلمان طبقا للدستور المؤقت, الرئيس سينتخب علي هذا الأساس أيضا, لحين وضع دستور جديد, وحين يوضع دستور جديد سوف يعيد ترتيب صلاحيات الرئيس والحكومة, ووقتها سيكون إعادة النظر في الصلاحيات, لكن الرئيس القادم سيأتي طبقا لهذا الدستور المؤقت, الذي ينص علي أن النظام السياسي في مصر نظام رئاسي, وبالتالي الرئيس هو الذي يشكل الحكومة, لحين وضع دستور جديد.
كيف تقرأ قضية التمويل الأجنبي, والبعض يري أن التدخلات الأمريكية مستمرة في شئون مصر, وأن البلد مخترقة ؟
نعم مصر مخترقة, فحسني مبارك أعطي مفاتيح الوطن للأمريكان, ونحن سنعمل علي سحب هذه المفاتيح وإعادتها لأصحابها, وهم الشعب المصري, واقع موجود, وهذا هدف من أهدافنا, أن يعاد النظر بعلاقة مصر بأمريكا ويعاد ترتيبها بما يحقق مصالح الشعبين, وليس بما يحقق مصالح الشعب الأمريكي علي حساب الشعب المصري, وأننا في علاقاتنا الدولية سيعاد الالتزام بقواعد العلاقات الدولية التي تعمل بها الدنيا كلها, فأساس العلاقات الدولية هو تبادل المصالح, وليس بيع الأوطان للآخرين, لأن العلاقات الدولية ليست جمعيات خيرية, ولو بعت كحاكم وطنك للآخرين, فإن الآخرين لن يقولوا لك حرام عليك لا يصح هذا, وهذا ما فعله حسني مبارك وعصابته, إنهم باعوا مقدرات مصر للآخرين دون ثمن يعود علي الشعب المصري, وفقط لصالحهم ولصالح استمرارهم علي الكراسي, وليس لصالح الشعب المصري, هذه الخيانة الوطنية التي ارتكبها النظام السابق, وأنا أقول خيانة دون تردد يجب أن تتوقف, وبالتالي فإن الرئيس الذي سينتخبه الشعب المصري عليه أن يعيد النظر في علاقات مصر الخارجية وليس بأمريكا فقط, بل بكل الأطراف الدولية, فمصر تستطيع ويجب أن يكون لها علاقة بالدنيا كلها, لكن علي أساس الانضباط بقواعد العلاقات الدولية, وهي الندية في التعامل, والتعاون علي أساس المصالح المتبادلة.
كيف تقرأ مقولة أن أي رئيس مصري لابد أن يحظي بقبول ورضا إسرائيل وأمريكا ؟
هذه المقولة قيلت في ظل نظام انبطح أساسا أمام الأمريكان والصهاينة, وسلم لهما مقاليد الوطن, ولم يكن يجرؤ أن يتصرف أي تصرف إلا بمباركة أمريكية أو صهيونية, لكن عندما يكون هناك نظام سياسي ينتخبه الشعب ويكون خادما له ومدافعا عن مصالحه, ومحافظا علي استقلاله, فهذا الكلام لن يكون له محل من الإعراب, والأمريكان في النهاية يحترمون من يحترم وطنه ومن أتي ممثلا لمواطنيه, وغير مقبول ولن نسمح لأي طرف دولي أن يتدخل في الشأن المصري, دون احترام قواعد العلاقات الدولية.
البعض يخشي من انتهاء فترة السلام مع إسرائيل والدخول في حرب معها؟
لا أحد يفكر في محاربة أي طرف, ولكن في الوقت ذاته لن نقف مكتوفي الأيدي إذا اعتدي علينا, وبالتالي ليس هناك علاقة بين إعادة النظر في أي معاهدة دولية والربط بينها وبين إعلان الحرب, والنظام السابق باعتباره وكيلا عن الصهاينة كان يستخدم ذلك, وكلما قلنا له نعيد النظر في المعاهدة, كان يقول لا نريد أن نحارب, مع أنه لاعلاقة لذلك بالحرب قانونا وواقعا وسياسة.
تراجع دور مصر الخارجي كان أحد أسباب ثورة25 يناير ؟
هذه هي الكرامة, فقضية مياه النيل, التي هي شريان الحياة في مصر تضيع, وتضيع علاقاتنا بدول المنبع بل بأفريقيا كلها, وهذا دليل علي أن الذي كان يحكم لم يكن يعبأ بمصالح مصر, وبالتالي أعتبر في برنامجي أن قضية مياه النيل أمن قومي, وأعتبر سيناء وتعميرها قضية أمن قومي, وأعتبر المحافظات الحدودية وأهمية نشر التنمية وإقامة مشروعات تنموية كبري بها قضية أمن قومي, وأعتبر الصعيد والاهتمام به قضية أمن قومي, وكذلك أعتبر البحث العلمي قضية أمن قومي لأنه يشكل نهضة لمصر, والأمن القومي في نظري ليس فقط الحفاظ علي الحدود عسكريا, هذا فقط جزء من الأمر, لكن مفهوم الأمن القومي أبعد وأشمل من ذلك.
كيف تقيم عمل الإسلاميين الذين صعدوا إلي السلطة في مصر... هل سيكونون نموذج طالبان أم السودان أم إيران أم السعودية أم تركيا ؟
الإسلاميون في مصر ليسوا طالبانيين أو سعوديين ولا إيرانيين أو أتراكا أو سودانيين, إنهم مصريون, والنموذج الإسلامي في مصر هو نموذج مصري, بغض النظر عمن يمثله, والذي يمثل النموذج الإسلامي المصري في رأيي هم عموم الشعب المصري, وقد يكون في القلب منه الإخوان والسلفيون وغيرهم, ولكن هذا هو النموذج المصري, ولن يكون في مصر غير نموذج مصري.
كيف تقيم أداء الإسلاميين في البرلمان حتي الآن ؟
آداؤهم حتي الآن يحتاج إعادة نظر, ولكن في النهاية هذا البرلمان نحن الذين أتينا به كشعب مصري, ويجب أن ندعمه ونقف إلي جانبه ونعطيه فرصة ونساعده, معظم أعضائه وجوه جديدة, يجب أن نعطيهم فرصة ليفهموا آليات البرلمان ولوائحه, ولذا من الصعب وليس من العدل أن نقيمهم الآن مبكرا, وعلينا أن نعطيهم فرصة وننصحهم, ونصيحتهم ودعمهم يكون بالنقد, وليس بأن نجعلهم خارج النقد, وحينما يخطئون نسدي لهم النصائح, مثلهم مثل السلطة التنفيذية, ولا أحد فوق النقد بعد الثورة, فرئيس الدولة ينقد ويتصدي له إن قصر, وكذلك البرلمان أو أي سلطة أخري لأن ذلك لصالح مصر.
هناك مخاوف من استئثار الإسلاميين بالسلطة وأن يصبحوا حزبا وطنيا جديدا ؟
لايوجد استئثار, لفظ استئثار لا يمكن أن نقوله طالما الأمور تمت بانتخابات حرة ونزيهة, وإذا انتخب الشعب أي طرف سواء إسلامي أو يساري أو ليبرالي, فعلينا أن نحترم نتيجة الانتخابات, ولانسميه استيلاء علي السلطة ولا استئثار بها أو تغول عليها, طالما جاء بانتخابات, ومن ينافس عليه أن يستخدم أدوات الديمقراطية في أن يسعي لكي يحل محل المختلف معه بدلا من الشكوي.
مازالت هناك هواجس بشأن أوضاع المرأة والأقباط والحريات العامة وحرية الإبداع والفنون وغيرها... كيف تنظر لذلك ؟
حريات الناس الفردية غير مقبول أن تتدخل السلطة فيها, سواء التنفيذية أو التشريعية, ونحن في النهاية نعيش في مجتمع متدين بمسلميه ومسيحييه, ولاينتظر أن يأتي أحد لكي يعلمه دينه, ويقول له ماهو الصح وماهو الخطأ, وعلي من تقدم للخدمة العامة أن يقصر دوره علي أن يخدم هذا الوطن, ويخرجه مما هو فيه من ترد وتخلف اقتصادي وسياسي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.