شهدت قاعة الندوات بالمجلس جلسة شديدة الثراء جمعت الروائى المغربى بهاء الطود والسورى خالد خليفة والسودانى حمور زيادة ومن مصر مكاوى سعيد ووحيد الطويلة, وأدارت الندوة الروائية الكويتية ليلى العثمان صاحبة «صمت الفراشات». فى البداية تحدث الطود, صاحب روايتي "البعيدون", و"أبوحيان التوحيدى فى طنجة", قائلا: اشتغلت أولا بالمحاماة وابتلعت كل وقتى, وحين كتبت روايتى الأولى قدمتها لصديقى الراحل محمد شكرى _الروائى المغربى صاحب " الخبز الحافى" _ الذى نصحنى بإعادة كتابتها أو تمزيقها, وكدت أن أنساها. وذات يوم التقطها دكتور جابر عصفور, وكانت بدون اسمى, وطلب أن يقرأها للتسلية. وفوجئت بعد يومين بالطيب صالح يقول: عصفور قرأ روايتك وأعجبته وعليك أن تتخلى عن القانون. وجئت بها إلى القاهرة وطبعت فى روايات الهلال واقتنتها وزارة التربية والتعليم، والمدهش أن شكرى أعجب بها واعتذر لى عما قاله آنفا. وتساءل زيادة صاحب " شوق الدرويش " والحاصل على جائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية فقال: لماذا نكتب الروايات تحديدا ؟ ماذا يعنى أن نحكى حكايات؟ فلكل شخص دافع للكتابة . أنا شخصيا لست مؤهلا للاختلاط الاجتماعى لكنى أجد سهولة فى أن أتحدث مع الناس من خلال الكتابة .كنت طفلا مزعجا أحمل المجلات والقصص المرسومة وأطلب من والدى أن يقرأ لى, حتى ملنى وقرر تعليمى القراءة, فاكتشفت عالما ساحرا. بدأت اشعر بسحر الكلمات التى بين السطور والتى لم تكتب وعليك استنباطها. وتعلمت من حكايات جدتى. الكتابة نشاط إنسانى بديع , أنا أكتب لأتواصل مع العالم. وذكرخالد خليفة أنه سبق له الحصول على جائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية أيضا. ومن أعماله " حارس الخديعة", و" مديح الكراهية ", التى كادت تفوز ببوكر العربية واختيرت ضمن أجمل مائة رواية فى تاريخ الأدب, وروايته الأخيرة"لا سكاكين فى مطابخ هذه المدينة" التى فازت ببوكر فى العام التالى. وتساءل هو أيضا لماذا أكتب؟ وأجاب: هذا السؤال متجدد وسيظل يطاردنا. أنا أكتب لأعبر عن ذاتى وهموم وطنى. فأنا ليس لى مهنة سوى الكتابة, التى أمارسها رغم رفض عائلتى خوفا علىَّ من بطش السلطة. فانا لا أتقن شيئا سوى الكتابة التى تمثل تحديا بالنسبة لى: فماذا أكتب؟ وماذا أقول؟ الحكايات موجودة دوما.وأنا الذى كنت أحكى لجدتى الحكايات وليس العكس . فى طفولتى كنت صامت أسرتى. كانت تدفع لى نقودا كى أتحدث . الآن كل يوم لى سؤال جديد! وقال مكاوى صاحب «فئران السفينة» و«تغريدة البجعة»: ان التجارب تختلف من شخص لاخر فقد بدأ شغفى بالكتابة بعد قراءتى لأجاثا كريستى وغيرها, ثم أحببت الشعر حتى صرت شاعر الجامعة. و بعد تخرجى من كلية التجارة جامعة القاهرة أصدرت ديوانى الأول, لكنى فوجئت بتغيير البوصلة وأصدرت مجموعة قصصية لأننى أحببت السرد. أنا لست من هواة الكتابة اليومية أوالموسمية, ولكن اكتب حينما أشعر أن هناك حاجة ملحة تلبى رغبتى فى الكتابة. درست السينما وكتبت لها وعملت بالتوزيع السينمائى وأسست دار نشر وقمت بنشر أعمال بعض المبدعين الشباب. أما وحيد الطويلة صاحب «باب الليل» و«أحمر خفيف» و«ألعاب الهواء» فقد قرأ نصا ابداعيا من أعماله وتفاعل معه الجمهور.