لو كانت دولة الأورجواى بأمريكا اللاتينية دولة مسلمة لكان من حق شعبها ان يفخر بأن رئيسها المنتهية ولايته خوزيه موخيكا الشهير ب «بيبى» سادس الخلفاء الراشدين ولما لا، وقد عاش الرجل فترة ولايته التى انتهت منذ أيام قليلة حياة الزهد والتقشف وكان مثالا للعدل والرحمة بشكل لم نراه من أى حاكم فى العصر الحديث. فمنذ اللحظة التى انتقل فيها المقاتل السابق فى منظمة «توباماروس» الثورية اليسارية الأورجوانية خوسيه موخيكا للعمل السياسى وتولى وزارة الثروة الحيوانية والزراعة والثروة السمكية من سنة 2005 و بعدها عضوية مجلس الشيوخ، ثم فاز بالانتخابات الرئاسية وتولى الرئاسة ابتداء من 1 مارس 2010 وهو يعيش عيشة الزهد والتقشف لدرجة أن الإعلام العالمى أطلق عليه وصف «أفقر رئيس فى العالم» حيث كان يتبرع بقرابة تسعين فى المائة من راتبه الشهرى الذى يزيد على 12 الف دولار للجمعيات الخيرية والشركات الناشئة ورفض الإقامة فى القصر الرئاسى وقضى مدة حكمه فى بيته الريفى البسيط مستخدم سيارته العتيقة التى لايزيد ثمنها على 3 آلاف دولار ومن انتاج عام 1978. وفى فترة حكم موخيكا 80 عاما - تراجع معدل الفساد بشدة فى اورجواى ونجح فى إعادة توزيع الثروة حيث تمكن من خفض معدل الفقر من 37% إلى 11% تقريبا وهو إنجاز غير مسبوق لرئيس فى العالم خلال فترة حكم لا تزيد على أربع سنوات. ورغم أن موخيكا مقاتل سابق فإنه من أكبر المعارضين للحروب، ويقول إن العالم ينفق كل دقيقة 2 مليار دولار على الحرب ، ولذا فلو كان موخيكا مسلما أيا كان بلده لأفتخرنا بأن : رئيسنا سادس الخلفاء الراشدين. لمزيد من مقالات أشرف ابوالهول