رغم تدخل دول مجلس التعاون الخليجى لردع قطر عن مساعيها للتدخل فى الشأن المصرى لصالح جماعة الاخوان الارهابية، الا ان قطر وذراعها الدعائى المسمى قناة الجزيرة لايكفان عن الاستمرار فى القيام بهذا الدور لحساب القوى الخارجية التى تدعمها لأن التخلى عن هذا الدور يعنى نهاية الدور القطرى كله واغلاق قناتها. ويتجلى الدور القطرى فى التدخل فى الشأن الليبى منذ سنة 2011 لتدمير الدولة الليبية وتمكين الارهابيين منها بما فى ذلك ما فعلته وتفعله قناة الجزيرة القطرية لحماية الارهابيين الدواعش ونصرتهم فى مواجهة الدور العسكرى المصرى لتدمير بؤر الارهاب فى ليبيا بالتعاون مع الجيش والحكومة الشرعية الليبية. فمنذ اندلاع التمرد فى ليبيا فى فبراير سنة 2011 سارعت قطر الى التدخل فى الشأن الليبى فى اتجاه رئيسى وهو تدمير الدولة لحساب حلف الأطلنطى. شمل ذلك الفتوى التى أصدرها مفتى الارهاب القرضاوى بتحريض الليبيين على قتل القذافى. قال مفتى الارهاب فى 21 فبراير سنة 2011 ياريت يخلصنا أحد الضباط والجنود الليبيين من القذافى ويطلق عليه الرصاص، وأنا هنا أفتى. قالها علنا على شاشة قناة الجزيرة، وقدم بذلك المبرر للارهابيين لاغتيال القذافى دون محاكمة. وكرست قناة الجزيرة ارسالها لاستضافة قادة التمرد وحثهم على اسقاط النظام وبعد أن دمرت الدولة ارتاح اعلاميو الجزيرة وأغلقوا الملف وتفرغوا لملفات أخرى. كما أرسلت قطر ضباطا وجنودا لدعم الارهابيين لتدمير الدولة ولم تخجل من نشر صور هؤلاء الضباط على مواقع التواصل الاجتماعى. وفيما بعد قال رئيس الأركان القطرى حمد بن على العطية، إن مئات الجنود القطريين شاركوا على الأراضى الليبية فى العمليات إلى جانب الثوار، وتركز دورهم خصوصاً على التنسيق بين الحلف الأطلسى والثوار. قال الرجل: إن قطر أشرفت على خطط الثوار لأنهم مدنيون، وليس لديهم الخبرة العسكرية الكافية، لقد كنا نحن حلقة الوصل بين الثوار وقوات الناتو. وأضاف: كنا موجودين بينهم، وكان عدد القطريين على الأرض بالمئات فى كل منطقة، مشيراً إلى أنهم كانوا يديرون عمليات التدريب ويوجهون الثوار ويحددون الأهداف، وقال العطية الناتو كان يرى من الجو والقطريون كانوا حلقة الوصل مع الثوار، وذلك إضافة إلى المشاركة الجوية فى إطار عمليات الحظر الجوي. كما أشار مصطفى عبد الجليل ، رئيس المجلس الوطنى الانتقالى إلى الدور الذى لعبته قطر فى إدارة المعركة مع النظام الليبى . قال الرجل ان قطر كانت شريكاً أساسياً فى كل المعارك التى خضناها، مشيراً إلى أن القطريين كانوا يديرون المعركة من الناحية الاستراتيجية حتى دخول الثوار إلى طرابلس. بذلك انفتحت الساحة الليبية أمام كل أشكال التنظيمات الارهابية وبدأت الدولة فى التفكك وضاعت ثرواتها النفطية وتشرد الليبيون فى شتى أنحاء العالم. وهو الهدف الذى كانت قطر تسعى اليه، وبعد أن حققته تركت لحلفائها الارهابيين استكمال مهمة تدمير الدولة واستعمال الأراضى الليبية لمهاجمة الأراضى المصرية ومساندة الارهابيين المتمركزين فى سيناء. وبعد أن بدا ان الجيش المصرى يحقق نجاحات فى ضرب ارهابيى سيناء وحلفائهم فى قطاع غزة، عادت قطر وقناتها الى الشأن الليبى من خلال تمويل ارهابيى ليبيا لمهاجمة الجيش المصرى من الاتجاه الغربى لتخفيف الضغط عن ارهابيى سيناء. وتمثل ذلك فى العمل الجبان الذى قاموا به بذبح بعض المصريين العاملين فى ليبيا علنا ظنا منهم أن هذا العمل سيقابل بالصمت من الجيش المصرى مما يهز شرعية ثورة 30 يونيو والرئيس السيسى. ولكن جاء الرد العسكرى المصرى سريعا وحاسما ضد ارهابيى داعش. وهنا عادت قطر وقناتها للعب دورهما التقليدى وشرعت القناة فى مهاجمة العمليات العسكرية المصرية فى ليبيا على أساس أن تلك العمليات تعد تدخلا فى الشأن الليبى، كما أنها أسفرت عن ضحايا مدنيين ليبيين. تناست قطر وجزيرتها أن الجيش القطرى هو أول من انتهك السيادة الليبية حين تدخل فى ليبيا بالتنسيق مع حلف الأطلنطى ودون استدعاء من أى جهة شرعية فى ليبيا. بينما جاء التدخل العسكرى المصرى بالتنسيق مع القوات المسلحة الليبية بقيادة اللواء حفتر ومع الحكومة الليبية برئاسة عبد الله الثنى حيث شارك الجيش الليبى فى العملية العسكرية المصرية وأيدتها الحكومة الليبية. تناست قطر وقناتها أن مصر تدخلت فى ليبيا لممارسة حق الدفاع الشرعى عن النفس الذى هو من حقها طبقا للمادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة. فمصر تدخلت لاجبار الارهابيين الدواعش على عدم الاقتراب من المصريين فى ليبيا، أى لحماية أمنها القومى المباشر وضرب قواعد الارهاب ضربات استباقية قبل أن تصل الى أراضيها بينما تدخلت قطر فى بلد عربى على بعد آلاف الكيلومترات منها لم يكن يهدد أمنها فى شىء اللهم إلا أنها كانت تعمل كوكيل لحساب حلف الأطلنطى. ماذا كانت مصالح قطر من وراء التدخل فى ليبيا لهدم الدولة واغتيال رئيسها؟ كيف تسوغ قطر وقناتها تدخلها العسكرى فى ليبيا سنة 2011 وتتذكر اليوم التدخل الدفاعى المصرى لحماية أبناء مصر. تناست قطر أنها مع تركيا تمولان الارهابيين فى ليبيا وأنهما بذلك يقومان بعمل عدوانى هجومى ليس فقط ضد الدولة الليبية وانما أيضا ضد الدولة المصرية، بينما تعمل مصر بالتنسيق مع الشرعية الليبية لحماية وحدة الوطن الليبى لأن تلك الوحدة تمس الأمن المصرى بشكل مباشر. ولكى تكشف قطر وقناتها الجزيرة عن عملهما لحساب قوى خارجية فانهما لم يعترضا على التدخل العسكرى الغربى ضد دواعش سوريا والعراق، ولكنهما شنا حملة ضارية ضد التدخل العسكرى المصرى ضد دواعش ليبيا لأن المقصود هو تدمير الدولة المصرية لصالح الاجندة الارهابية. عادت الجزيرة الى عادتها المألوفة فى تزييف الصور والمعلومات بنشر صور قديمة عن أطفال ليبيين قضوا فى حوادث سابقة ونسبتها الى العمل العسكرى المصرى بينما تنسى أن تدخلها العسكرى العدوانى فى ليبيا أسفر عن مصرع مئات المدنيين الليبيين من خلال القصف المباشر والمتعمد لطائراتها بدعوى أنهم دروع بشرية لقوات القذافى بشهادة منظمة العفو الدولية، واعترف حلف الأطلنطى بسقوط مدنيين فى ليبيا من جراء غاراته بينما هو يدعى أنه ذهب الى ليبيا لحماية المدنيين. لم تعرض الجزيرة أبدا لتقارير المنظمة ولا لتقارير الحلف التى تدين السلوك الاجرامى للتحالف الشرير الذى دمر ليبيا. ومن ثم فاننا ندعو دول مجلس التعاون الخليجى الى العودة الى محاسبة قطر على ماترتكبه من جرائم فى حق مصر، لكن الواجب الأكبر يقع على مصر وشعبها. على منظمات المجتمع المدنى أن تقوم بجهد لمحاسبة القرضاوى دوليا على فتاويه دعما للارهاب والقتل، وعلى محاسبة تلك القناة على عمليات التزييف التى تقوم بها بافتعال صور قتلى ومظاهرات وتنقلها من سوريا الى مصر الى ليبيا حسب الطلب. أما مع قطر فإننى أثق فى حكمة الدولة المصرية فى اتخاذ القرار الصائب لردعها. لمزيد من مقالات محمد السيد سليم