بعد ساعات قليلة من ارتكاب تنظيم داعش جريمته الشنعاء نحر رقاب 21 من المصريين المختطفين فى ليبيا تحركت مصر بكل قوة للرد والانتقام كحق مشروع لها متجاوزة كل الحسابات والحساسيات خصوصا مع الذين يوفرون الغطاء المالى والتسليح لهذا التنظيم الإرهابى. ولعلى ألا أصدم أحدا برأيى عندما أقول تنظيم «داعش» هو صناعة أمريكية من الألف إلى الياء وأن الدور الأمريكى فى صناعة هذا التنظيم وتثبيته على الأرض العربية مجرد نسخة معدلة من عملية صناعة تنظيم القاعدة على الأرض الأفغانية فى حقبة الثمانينيات وإن اختلفت الأهداف والمقاصد المبتغاة من كل تنظيم، ودليلى على ذلك أن جميع عمليات داعش موجهة فى الأساس ضد العرب «مسلمين ومسيحيين على حد سواء» مثلما كان تنظيم القاعدة فى البداية يوجه فوهات مدافعه وبنادقه ضد مسلمى أفغانستان والدول العربية ولم يضبط أى من التنظيمين حتى الآن متلبسا بضرب المصالح والأهداف الأمريكية والإسرائيلية باستثناء أحداث الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 بعد أن كان الطلاق البائن قد وقع بين بن لادن والمخابرات المركزية الأمريكية لأسباب يطول شرحها. ومن يتابع بدقة منهجية وآلية التعامل الأمريكى مع المنطقة بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر يستنتج بوضوح أن تنظيم داعش يلبى أحد أهم الأهداف الأمريكية فى زيادة حجم النفور العالمى من الإسلام تحت دعوى الارتباط الوثيق بين الإرهاب والإسلام حتى يمكن تهيئة الأجواء فى نهاية المطاف لبناء مشروعية دولية للتدخل العسكرى فى المنطقة من أجل التقسيم والتجزئة لبناء ما يسمى شرق أوسط جديد. باختصار أقول إن تنظيم داعش هو تكرار جديد ومخيف لتنظيم القاعدة الذى استنفد أغراضه من وجهة نظر أمريكا.. ثم أقول أيضا إن حجم ونوعية التسليح الذى يملكه تنظيم داعش يمثل فى حد ذاته علامة استفهام مثيرة ومريبة.. ولم يكن السيسى يتحدث من فراغ قبل 19 شهرا عندما طلب التفويض بمواجهة الإرهاب المحتمل فقد كانت الصورة بكل أبعادها على امتداد المنطقة أمام عينيه بالوثائق والأرقام! خير الكلام: الحقيقة كالشمس يصعب حجب أشعتها! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله