منذ أن أطلق جورج بوش الابن صيحته المريبة عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 قائلا: «من ليس معنا فهو ضدنا» والعالم كله يفتقر إلي الأمن والاستقرار لأن «الحرب ضد الإرهاب» تحولت للأسف إلي نمو وتصاعد وتمدد لفصائل الإرهاب وآخرها وأحدثها تنظيم داعش الذي تسعي أمريكا حاليا لبناء تحالف دولي لضربه علي غرار ما جري عام 2001 ضد تنظيم القاعدة ومن سمتهم واشنطن «دول محور الشر». وأغلب الظن أن أمريكا لم تستوعب دروس الماضي ومازالت تتجاهل وتنكر مسئوليتها عن تفاقم أخطار التطرف والإرهاب في العالم بسبب انحيازها الظالم ضد العرب والمسلمين في مختلف القضايا وهو ما أدي إلي اتساع قاعدة التطرف وانخراط آلاف الأوروبيين ومئات الأمريكيين في صفوف تنظيم داعش الذي يقاتل في العراق وسوريا ليس من أجل الديمقراطية أو الحرية أو العدالة الاجتماعية وإنما تحت مظلة وهم كبير اسمه دولة العراق والشام الإسلامية كمقدمة لإعادة إحياء الخلافة الإسلامية كقوة عالمية تواجه المظالم الأمريكية والأوروبية. ولأن أمريكا «أوباما» تختلف عن أمريكا «بوش» فإن واشنطن تريد من دول المنطقة أن تنفذ لها أجندتها ضد تنظيم داعش ودون مقابل بل ودون أن تبدي استعدادها لاتخاذ موقف عادل تجاه القضية الفلسطينية أو أن تعيد النظر في موقفها المريب من بعض جماعات الإسلام السياسي وعلي رأسهم جماعة الإخوان التي تصر واشنطن علي تكرار مطلبها بإدماجهم في العملية السياسية وبالتجاهل التام لكل الممارسات الإرهابية. والغريب أن أمريكا التي انتبهت أخيرا إلي خطر تنظيم داعش هي ذاتها التي دشنت منذ سنوات أجندة الفوضي الخلاقة واستخدمت كل مفردات التحريض لإفقاد شباب هذه الأمة أي أمل في المستقبل حتي يصبحوا فريسة سهلة للعنف والتطرف والجمود. وليس معني ذلك إخلاء مسئولية النظام العربي من نشوء ونمو هذه الجماعات لأن البيئة التي دفعتهم إلي هذه المسارات من صنع أيدينا في قصور التعليم وغياب الرعاية الصحية وانعدام الوعي السياسي وزيادة قوائم البطالة وعدم ترشيد الخطاب الديني. خير الكلام: من يتجاوز نقطة الوصول للهدف كالذى لم يبلغه ! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله