يري مؤلفا كتاب العراق.. سيرة حرب مرغوبة يتم فيها خداع الرأي العام العالمي وتجاهل الشرعية الدولية أن أبلسة صدام حسين قد بدأت مع انتهاء حرب تحرير الكويت عام1991 حيث قارن الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب صدام حسين بأدولف هتلر. وفي اعتقاد المؤلفين أن خطة أبلسة صدام حسين سرعان ما تحولت علي مدي ال12 عاما الأخيرة إلي خطة أوسع لأبلسة العراق بأكمله ووضع الوطن والشعب العراقي كله في موضع العدو وأن المسئول هو الصمت الدولي وعدم استنكار الإصرار الأمريكي علي استمرار العقوبات علي العراق رغم موت نصف مليون من أطفاله. وقد ترتب علي ذلك- كما تقول سطور الكتاب- أن خطة أبلسة صدام حسين قد اخترقت وعي المجتمع الدولي وأصبح الكثيرون يعتقدون أن العقوبات هي الوسيلة الفاعلة لضبط نظام صدام حسين من ناحية وضمان بقائه علي رأس السلطة في بغداد من ناحية أخري بينما الحقيقة أنه تحت غطاء ما يسمي بالتهديد الذي يمثله نظام صدام حسين وجدت أمريكا المبرر والغطاء الذي يسمح لها علي مدي12 عاما بإمداد إسرائيل بأسلحة قيمتها عشرات المليارات من الدولارات وأن تبيع في الوقت نفسه أسلحة بعشرات المليارات من الدولارات لدول الخليج العربي.. فضلا عن تبرير استمرار رصد الموازنات الضخمة من أجل الحفاظ علي الأسلحة النووية وتطويرها! لكن الشئ المهم في هذا الكتاب أنه يشير وبصراحة إلي أن التخطيط لضرب العراق قد بدأ عندما استشعرت واشنطن أن نظام صدام حسين يمثل عائقا في وجه الترتيبات الضرورية الجديدة في الشرق الأوسط التي كان قد بدأ الأمريكيون في صياغتها عام1996 قبل أن يبدأ الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون ولايته الثانية وعندما وقعت أحداث سبتمبر2001 لم يكن هناك أي تبديل في خطة ضرب العراق سوي بإعطاء الأولوية لتدمير القاعدة وطالبان في أفغانستان علي أن تكون سيناريوهات ضرب العراق جاهزة فور انتهاء المهمة في أفغانستان. هكذا تقول سطور ذلك الكتاب المهم الذي صدر قبل9 سنوات والذي يمكن من خلاله فهم الكثير من ألغاز السياسة الأمريكية في اللحظة الراهنة! خير الكلام: لا تصدق إلا ما يصل إلي قلبك ولا تفعل سوي ما يقتنع به عقلك! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله