علي من سيجئ الدور من زعماء العالم الثالث بعد أن يتحول في نظر أمريكا من حليف يمكن الاعتماد عليه إلي إبليس ينبغي رجمه حتي الموت؟. سؤال تفرضه معطيات المشهد الإقليمي الراهن وما جري من أحداث ووقائع منذ اندلاع ثورات الربيع العربي وانكشاف بعض أبعاد الدور الأمريكي... وهو في الحقيقة سؤال قديم أجاب عنه كتاب بالغ الأهمية صدر في مطلع شهر فبراير عام2003 أي قبل عدة أسابيع من نشوب الحرب ضد العراق تحت عنوان العراق.. سيرة حرب مرغوبة يتم فيها خداع الرأي العام العالمي وتجاهل الشرعية الدولية. وقد اكتسب هذا الكتاب أهميته من توقيت صدوره ورصيد الخبرة السياسية والصحفية لمؤلفيه الصحفي اندرياس شوماخ الذي عمل لسنوات طويلة مراسلا في مقر الأممالمتحدة بجينيف والدبلوماسي الألماني فانز شيونك الذي شغل لسنوات منصب رئيس برنامج مساعدات الأممالمتحدة في بغداد والذي استقال احتجاجا علي العقوبات المفروضة ضد العراق من جانب الأممالمتحدة منذ انتهاء حرب تحرير الكويت عام.1991 وفي مقدمة الكتاب التي خطها بنفسه الكاتب الصحفي اندرياس شوماخ فقرة تستحق التوقف أمامها لأنها تحمل جوهر ومغزي هذا الكتاب حيث يقول: لقد انتهيت من تحرير هذا الكتاب يوم21 يناير2003 ومهما تكن الحقيقة عند قراءة هذه السطور فإنني أستطيع أن أقرر أنه لم يسبق لحرب وبمثل هذه الرغبة في شنها وبطول الزمن من أجل الوصول إليها كهدف في حد ذاته كما هو الحال مع الحرب الوشيكة ضد العراق. ثم يمضي اندرياس شوماخ قائلا: كما أنه من النادر أن جري خرق للشرعية الدولية وخداع للرأي العام العالمي في فترة الاستعداد لحرب كما هو الحال في هذه الحرب وإنه ندر أيضا الاستمرار في تصوير عدو في ساحة الحرب كما هو الحال مع صدام حسين. هكذا كان واضحا إلي حد اليقين عند مؤلفي الكتاب أن الحرب ضد العراق باتت مؤكدة وحتمية وأنه لا تراجع عنها مهما قدم العراقيون من تنازلات لتجنب خطر إصرار أمريكا علي شن الحرب ضدهم! فما هو السبب وراء هذا الإصرار الأمريكي علي الحرب؟ وغدا نواصل القراءة خير الكلام: الحياة محطات ثلاثة... ماضي انتهي أمره وحاضر نأمل فيه.. ومستقبل نترقبه ونتحسب لكل احتمالاته! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله