أتذكر أننى كتبت فى هذا المكان منذ ثلاثة أشهر فقط، نداء ورجاء للرئيس السيسي، أدعوه لضرورة الاستعداد واليقظة وإطلاق النفير العسكرى وضبط ساعة الصفر للمعركة المقبلة، والمواجهة الحتمية مع تنظيم داعش الذى يتمركز ويتموضع ويكبر ككرة النار تتدحرج فى ليبيا حاليا، والتى ربما تكون على حدودنا الغربية وخطوط التماس المباشر يوما قريبا وقلت يومها احذر داعش على الحدود.. فماذا أنتم فاعلون؟ الآن وبعد حادث خطف وقتل 21 قبطيا مصريا فى سرت بليبيا أمس الأول، على يد هذا التنظيم، بات علينا أن ندق ناقوس الخطر ونعلق الجرس من جديد فى رقبة كل مسئول مصري، بأن هناك برميل بارود قابل للانفجار بين ساعة وأخرى فى ليبيا، وأن القادم من ليبيا الى الحدود والمحافظات الساحلية المصرية هناك، سيكون الأسوأ دائما، وبالتالى لابد أن نغير قواعد اللعبة والاشتباك العسكرى المصرى مع تلك الفصائل والتنظيمات الإرهابية والعصابات التكفيرية هناك، لأن هذا معناه ببساطة اختراق إرهابى جديد منظم قادم من الغرب للخاصرة المصرية. وحسنا فعل السيسى بصب حمم بركان الغضب العسكرى أمس رداً على تلك الجريمة البشعة. فلا يكفى أن نغير الوجهة فقط باتجاه حدود وأراضى سيناء وعلى الحدود الشرقية للبلاد، باتجاه قطاع غزة والحدود مع إسرائيل، لتدشين الحملات والعمليات العسكرية النافذة لدك معاقل إرهاب بيت المقدس وأخواته، فهذا أمر جيد وعظيم ولكن علينا أن نوسع دائرة الحركة والرؤية باتجاه الحدود الغربية، ونتخذ من الإجراءات فننشئ قوة عسكرية جديدة مشابهة لقوات شرق القناة ونعين جنرالا برتبة فريق ماهر كالفريق أسامة عسكر. فأنت تعلم سيادة الرئيس أن ليبيا الآن أصبحت دولة فاشلة، ساقطة، وساحة مفتوحة لكل فصائل الإرهاب فى المنطقة، ولا يكفى التعامل معها سياسيا ودبلوماسيا فقط عبر انضمام مصر لمجموعة دول الجوار، وطرح مبادرات وسلة أفكار سياسية لا تجد تعاطيا أو استجابة من قبل الفرقاء هناك، أو الانتظار والتريث لجهود الأممالمتحدة ممثلة فى المبعوث الدولى السيد ليون لجمع نفر قليل من الفرقاء الليبيين فى اجتماعات ماراثونية عبثية فى جنيف أو مدينة غدامس الليبية كما يحدث هذه الأيام. فأنس الحل السياسى أو الدبلوماسى لأزمة ليبيا. كما لا يخفى عليك، أن كل فرق الإرهاب فى ليبيا وفى مقدمتهم داعش، يرغبون بنقل المعركة من سوريا والعراق الى داخل الأراضى الليبية، وتحويل المنطقة هنا سواء على الحدود المصرية ودول المغرب العربي، ومناطق الساحل والصحراء، الى معارك للموت والفوضى المتنقلة حتى ينقلوا ويوسعوا دائرة الحركة والمواجهة مع التحالف الدولى لمكافحة الإرهاب، فى محاولة مخطط لها ومبرمجة ومدروسة لنقل المعركة من دولة الشام والعراق الى هنا على حدودنا لتخفيف وطأة العمليات والمواجهات والاشتباكات هناك، ومن ثم إعطاء فرصة لعصابات الإرهاب، خاصة داعش، لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب الأولويات والخطط وتوسيع دائرة المواجهة، فى محاولة لتشتيت الجهد المصرى والدولى فى المعركة الفاصلة ضد الإخوان هنا، وغلاة التنظيمات الإرهابية هناك. لنذهب إليهم جماعيا مع قوات تحالف دولى نتمسك سريعا بأنشائها وفرادى بقواتنا المسلحة لنقاتلهم ونقتلهم فى ليبيا، قبل أن يأتوا إلينا ويقتلوننا فى مدننا وديارنا فى مصر، لأنه لا يمكن لأحد أن يستطيع تعويض خسائر مصر سواء فى سيناء أو على الحدود الغربية مع ليبيا الى ما لا نهاية، فى وضع صعب ومركب كالذى نعيشه حاليا حيث الخراب والدمار والتخريب والفوضي، والتفتيت والإرهاب حولنا من كل جانب، وبالتالى اذا لم تتحرك مصر مع الزمن وضمن إطار التحرك الدولى قد تختفى وتفنى قوة المعادلة السياسية والعسكرية المصرية وتأثيرها فى ملفات المنطقة. السيد الرئيس.. قد نكون أخطأنا فى حسابات الانضمام للتحالف الدولى لمواجهة الإرهاب المشكل فى أغسطس الماضي، وربما كان لموقفنا ووجهة نظرنا فى ذلك الوقت رؤية تحتمل، ووجاهة صائبة، لكن الوضع تغير الآن كثيرا حيث ان عدم انضمامنا الآن لن يكون فى مصلحتنا خاصة أن ما بعد داعش ووجودها فى ليبيا ليس كما قبلها، وبالتالى الوضع يتغير الآن، ومن هنا يجب أن ندرس ونخطط ونبحث عن صيغة للانضمام أو التعاون مع هذا التحالف الدولى على أن تكون مهمتنا ضمن هذا التحالف فى قادم الأيام، جر أقدامهم وإقناعهم بالمشاركة معنا فى محاربة وضرب داعش وسائر التنظيمات الإرهابية فى ليبيا. فضلا عن أنه بانضمامك داخل هذا التحالف الدولي، تستطيع أن تحصل على سلاح ومعدات ومساعدات عسكرية وتقنية متقدمة وإيجاد تعاطف دولى لمعركتك أنت هنا فى مصر فى مكافحة وضرب إرهاب سيناء، وكذلك ملاحقة جماعة الإخوان بكل أريحية عبر الحصول على ترخيص وشرعية دولية دون مناكفات ومنغصات لخنق الإخوان وميليشياتها عندنا حاليا. السيد الرئيس فكر وتدبر الأمر وانضم للتحالف الدولى عبر أى صيغة، فهو ليس كله شراً مطلقا ودورنا الآن الانحياز الطبيعى لمن يساعدنا فى معركة الإرهاب فى سيناء أو فى ليبيا، ذاك البلد الذاهب بسرعة البرق الى المجهول؟ كن مرنا وناور وخادع الغرب من أجل مصالح وطننا وإقناعهم بالحشد والتعبئة لتوسيع دائرة العمليات الدولية معنا ضد الإرهاب، واستغل فائض القوة الدولية حاليا ليشمل الأراضى الليبية وكل ما يهدد حدودنا وأمننا القومي، فالرئيس السيسى ومعه الجيش المصري، هما وحدهما المؤتمنان على إنقاذ هذا الوطن. لمزيد من مقالات أشرف العشري