مشاعر متناقضة انتابتني؛ جمعت بين الفرح عندما سمعت أغنية "هذِي مصر" الذي غناها كوكبة من الفنانين الإماراتيين، على رأسهم الفنان المحبوب حسين الجسمي، وأعاد نشرها مواطنون إماراتيون وخليجيون على "تويتر". وبين الحزن لما وصل إليه حال البعض من المصريين... فكم آلمني مناظر الدم وصرخات الألم والوجع والبكاء.. عدد القتلى والشهداء وكمية القنابل التي يزرعها الخونة... الحرب التي يخوضها الجبناء ضد... إخوتهم! حرب هدم الدولة.. الحروب الإلكترونية والتسريبات... مصدر الفرح جاء من كلمات الأغنية التي تعبر عن كمّ الحب والترابط بين مصر ودول الخليج، وشعب الإمارات الحبيب، والتي ما إن تسمعها حتى يقشعر بدنك، خاصة كوبليه "زايد موصينا عليك يا شعبها أشّر بإيدك... وبكل غال نفتديك هذِي العمر.. هذِي مصر.. هو في أغلى من مصر؟!".. فيبدو أن هناك أشقاءً لنا أكثر حباً لنا من مواطنين في نفس البلد... ويطمئن قلبك بأنه لن يعكر صفو تلك العلاقة وذلك الترابط أي محاولات أو تسريبات فاشلة... على العكس تماماً.. يحزنك "جماعة المتآمرين" من بني وطنك.. يفعلون ما يقتنعون به حتى لو خطأ، وإن اضطروا لمد أيديهم والتحالف مع الشيطان والصهاينة؛ لكي يحاربوا ويقوضوا أركان الدولة بكل ما أوتي لهم من قوة.. فهم لا يقيمون وزناً لمصلحة مصر.. يشغلهم ذلك الصراع السياسي المحموم مع السلطات، والذي يمكن أن يجرّ الويلات على البلد؛ بضرب مصالحه الأمنية والاقتصادية!! فقد ارتدت تسريبات الإخوان الأخيرة عليهم حسرات، والتي أذيعت عبر قناة الجزيرة القطرية، في محاولة منها إلى إرباك العلاقات المصرية الخليجية، وتعمدت "الجزيرة" أن توجه هذا التسريب مباشرة للقيادة السعودية، متوقعة منها ردة فعل، ولكن لعدم خبرة القائمين عليها بعمق المملكة وحكمتها، وجدت ما لم تتوقعه؛ فنسوا أن ما يربط البلدين الشقيقين نموذج يحتذى في العلاقات الإستراتيجية والمصير المشترك، وأن علاقة المملكة ومصر أكبر من أي محاولة لتعكير العلاقات المميزة والراسخة بين البلدين، كما أن السعودية ليست صيداً سهلاً للمرتزقة ودعاة الفتن. لم تؤتِ هذه التسريبات ثمارها، كما كان يتمنى الخونة، بل جاءت بنتائج عكسية، أدت لتعاطف الخليجيين أكثر مع مصر. وصدق المولى تعالى الذي يقول في محكم آياته: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}. تحية لشعوب الإمارات والسعودية والكويت والبحرين.. هكذا يكون مواقف الأشقاء.. وهكذا يكون دور الزعماء الذين أثبتوا معدن الرجال الأصيل وقت الشدة. وقاهم شرور الحاقدين الحاسدين الطامعين.. أبناء الشياطين.. الذين لا يعرفون قيمة البلد ومعنى الأوطان. "بكل غال نفتديك.. هذِي العمر.. هذِي مصر. تقول للخاين كفى.. مالك عذر هذِي مصر. هو فيه أغلى من مصر؟!" لمزيد من مقالات أحمد مصطفى سلامة