استقبلت المملكة العربية السعودية، الوفد الشعبى والبرلمانى المصرى، مساء أمس الخميس، استقبالاً رسمياً رفيع المستوى لدى وصوله إلى الرياض، حيث اصطف حرس الشرف فى المطار وقام باستقبال الوفد – الذى يضم أكثر من مائة شخصية من قيادات البرلمان والأحزاب والأزهر الشريف والكنيسة المصرية والمفكرين والبرلمانيين والفنانين والإعلاميين - الأمير سطام بن عبد العزيز أمير الرياض والدكتور عبد الله آل الشيخ رئيس مجلس الشورى السعودى والدكتور عبد العزيز خوجه وزير الإعلام السعودى. كما كان فى استقبال الوفد الشعبى والبرلمانى المصرى أحمد القطان، سفير السعودية فى مصر، ومحمود عوف سفير مصر فى السعودية، ولفيف من الشخصيات مع اهتمام إعلامى واسع النطاق والتقى مع الوفد الشعبى والبرلمانى فى قصر ضيافة المؤتمرات بالرياض الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودى الذى صافح عددا كبيرا من أعضاء الوفد الشعبى والبرلمانى المصرى، ثم جلس وبجواره الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس مجلس الشعب والدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد والدكتور أحمد فهمى، رئيس مجلس الشورى. وقال الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودى: يسرنى باسم خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكى الأمير نايف بن عبد العزيز، ولى العهد أن أرحب بكم فى بلدكم الثانى المملكة العربية السعودية، وأؤكد أن زيارتكم هى بادرة لها تقديرها وليست مستغربة على الشعب المصرى العظيم، وتؤكد بكل وضوح عمق أواصر الصداقة بين الشعبين الشقيقين وأضاف الأمير سعود الفيصل قائلاً: لدى ثلاث نقاط أود أن أؤكد عليها أولاً: نحن نرحب دوماً وأبداً بأشقائنا المصريين الذين كان مئات الآلاف منهم خير عون لنا فى تحقيق نماء ورخاء وتقدم المملكة العربية السعودية، كما أن الجالية المصرية من أكثر الجاليات التزاماً بالقوانين وتتحلى بمكارم الأخلاق وهذا ليس بمستغرب أبداً. ثانياً: إننا فى المملكة ننظر إلى أشقائنا فى مصر نظرة الشقيق والمحب ونسعد لأفراحكم ونحزن لأحزانكم ونتمنى لكم كل الخير فى كل الأوقات، ولا يمكننا أن نأخذ الأبرياء لأنه "لاتزر وازرة وزر أخرى "كما أن المملكة لا تتخذ الصداقة ستاراً للتدخل فى شئون مصر فأهل مكة أدرى بشعابها والشعب المصرى العظيم أدرى بمصالحة من أى قوى أخرى خارجية، كما أن المحبة والصداقة لن تكون صادقة إلا بالاحترام المتبادل ولا ندعم بالمن والأذى بل ندعم لأن مصيرنا مشترك ومصالحنا مشتركة. ثالثاً: لقد أثبت التاريخ مرارا وتكراراً أن أى تلاقٍ وتعاون بين بلدينا كان يحقق المصالح العليا للأمتين العربية والإسلامية ولا نستبعد أن تكون هناك أصابع خارجية لا تريد لنا الخير ولا لمصر، وتسعى وراء أى تعكير فى علاقتنا المتينة والمتنامية، وإننا واثقون كل الثقة أن العقلاء قادرون على تجاوز الصغائر، خاصة أن القواسم المشتركة كبيرة تدفعنا نحو مزيد من التحالف والتعاون ولو كره الكارهون، أرحب مجدداً بزيارتكم الكبيرة وخطواتكم المباركة وأدعو الله أن يحفظ بلدينا الشقيقين من كل مكروه. وتحدث بعد ذلك الدكتور محمد سعد الكتاتنى، رئيس مجلس الشعب وجاء فى كلمته: جئنا إليكم باسم الشعب المصرى، لنعبر عن عمق العلاقات التاريخية بين الشعب المصرى والشعب السعودى، وجئنا أيضاً لنعبر عن تقديرنا للمملكة حكومة وشعباً، ونؤكد أن عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين لايمكن أن يتأثر بحادث فردى يجرى هنا وهناك، وها هو الوفد المصرى ممثلاً لكل طوائف الشعب المصرى... الأحزاب المصرية... البرلمان... قيادات الأزهر الشريف والكنيسة المصرية... فنانون ... رياضيون ... كتاب وأساتذة جامعات أتوا جميعاً ليعبروا عن تقديرهم للمملكة حكومة وشعباً، ونحن نستشعر أن الشعبين المصرى والسعودى شعب واحد يعيش فى قطرين ولن ننسى المواقف الكريمة للمملكة فى حرب أكتوبر العظيمة والموقف النبيل والكريم للملك فيصل. وأشار الكتاتنى إلى أن مصر جاء رجالها ومعلموها إلى السعودية ليكونوا بين الأشقاء، فنحن كشعبين وبلدين نتكامل فى الأهداف، ودائماً يقول الساسة فى تحليلاتهم إن مصر والسعودية يمكن أن يقودا المنطقة كلها، فمصر بتاريخها والسعودية بتاريخها وإمكاناتها قادرتان بإذن الله على قيادة المنطقة.. وأضاف الكتاتنى قائلاً: مصر بعد الثورة تريد أن تكون علاقاتها مع شقيقتها السعودية أعمق وأكبر وأفضل مما كانت عليه وإن كانت العلاقات بين مصر والسعودية حتى قبل الثورة جيدة لكننا نتطلع الآن إلى علاقات أفضل خاصة أن عمق العلاقات بين مصر والسعودية متجذر ومتأصل وهناك الاستثمارات السعودية فى مصر والاستثمارات المصرية فى السعودية تدل أيضاً على مدى الترابط والتعاون المشترك ومصر تحتاج لدعم الأشقاء ودعم المملكة العربية السعودية وهى من أولى الدول التى نتطلع أن تقف بجوار مصر وهى تمر بمرحلة التحول الديمقراطى وتبنى مؤسسات الدولة، وقد جئنا نعبر عن عمق مشاعرنا ولا يمكن لحادث عابر أن يعكر صفو العلاقات وقد شعرنا فى المطار بحفاوة الاستقبال وهذا غير مستغرب على الإطلاق.