للأزهر الشريف مكانة عالية فى قلوب أبناء الدول الإسلامية، التى عرفت الإسلام من خلال النماذج المضيئة للمسلمين الأوائل، وهو ما يجعل سفراء الدول الإسلامية بالقاهرة يؤكدون دائما، سعى بلادهم للتعاون مع مصر بلد الأزهر، لتمكين الإسلام المعتدل، وإظهار الوجه الحقيقى للإسلام، وخصوصا بعد تعرضه للتشويه. جعفر شعاري، سفير ماليزيا فى القاهرة، يشير إلى أن العلاقات الأخوية الجيدة بين بلاده ومصر بدأت قبل استقلال بلاده، منذ أربعينيات القرن الماضي، من خلال مجيءالطلاب الماليزيين إلى مصر للدراسة فى جامعة الأزهر، التى تحظى بمكانة خاصة فى قلوب الشعب الماليزي، وتلا ذلك إقامة العلاقات الدبلوماسية فى نوفمبر 1959 بعد عامين من إعلان استقلال ماليزيا. ويلفت شعارى إلى أن هناك ما يقرب من 11 ألف ماليزى يواصلون تعليمهم العالى فى الدراسات الإسلامية بالعديد من الجامعات فى جميع أنحاء مصر، من بينهم 6 آلاف طالب فى جامعة الأزهر. يذكر أن هناك اتفاقية بين جامعة الأزهر الشريف وولاية سرينجار الماليزية لفتح فرع لجامعة الأزهر بها لتدريس الفقه والشريعة، كما وقعت جامعة الأزهر الشريف مع عدد من الجامعات والمعاهد الدينية الماليزية عدة اتفاقيات للتعاون فى المجال التعليمي، لاستكمال الطلبة الماليزيين لدراساتهم فى الأزهر الشريف ومعادلة شهادات المعاهد الدينية الماليزية. ويقدم الأزهر الشريف إلى ماليزيا 20 منحة دراسية سنويا (10 منح جامعية و10 منح للدراسات العليا)، بالإضافة إلى أربع منح لدراسة اللغة العربية، وتوجد بعثة أزهرية مكونة من خمسة مبعوثين، تتحمل ماليزيا جزءا من رواتبهم، ويتحمل الأزهر الجزء الآخر، حيث يقومون بتدريس اللغة العربية والعلوم الشرعية فى المدارس الثانوية طبقا للمناهج الدراسية الماليزية. من جانبه، يقول سيد ويندراتمو، المستشار الإعلامى والثقافى بسفارة إندونيسيا فى القاهرة، إن بلاده تتبنى سياسة لتحقيق التناغم بين الإسلام والتقدم الاقتصادى والديمقراطية، ولديها آلية لتحقيق ذلك، مشيرا إلى أن بلاده تعمل على زيادة أعداد الطلاب الإندونيسيين فى الأزهر الشريف، وقد قفزت أعدادهم لتتجاوز ال5 آلاف دارس، بعد أن كان عددهم لا يتعدى 300 طالب فى عام 1997. وأعرب ويندراتمو، عن أمله فى أن يكون الطلاب الاندونيسيون الذين يدرسون فى جامعة الأزهر العريقة المعتدلة بمنزلة جسر ذهبى لتعزيز العلاقات بين مصر وإندونيسيا. ويضيف أنه منذ منتصف القرن التاسع عشر توافد العديد من الطلاب الإندونيسيين على الأزهر، حيث كان يطلق على رواقهم رواق جاوي، وقد أتوا إلى مصر للبحث عن مناهل العلم والمعرفة الإسلامية، وخلال دراستهم بالأزهر تشربوا وتجرعوا حَمِيَّة الوطنية وحماسةَ أبطال الحركات الوطنية المصرية، مؤكدا أن مصر بلد الأزهر الشريف قد أسهمت فى إنجاب العديد من المحاربين والدعاة والتربويين والمفكرين والزعماء الإندونيسيين، ومن بينهم الرئيس الراحل عبد الرحمن واحد. ويتابع المستشار الإعلامى والثقافى بسفارة إندونيسيا فى القاهرة أن دعم ومساندة مصر لاندونيسيا يعود إلى ما قبل الاستقلال بزمن بعيد، منوها إلى عبد الرحمن عزام باشا، أمين عام جامعة الدول العربية سابقاً، وصالح حرب، وزير الداخلية سابقاً، وصلاح الدين باشا، ومحمود النقراشى باشا رئيس الوزراء سابقاً، والسيد محمد عبد المنعم، قنصل مصر فى بومباى سابقاً، كانوا من الزعماء المصريين الرئيسيين الذين رصد التاريخ خدماتِهِم الجليلة لمساندة كفاح إندونيسيا للحصول على الاستقلال. يذكر أن اندونيسيا هى أكبر الدول الإسلامية من حيث تعداد السكان (نحو 234 مليون نسمة)، والأعلى من حيث الناتج القومى بين بلدان العالم الإسلامي، وقد عرفت الإسلام من خلال التجار المسلمين الذين تحلوا بأخلاقه من أمانة وطهارة فأقبل الناس على دينهم، وكانت شواطيء سومطرة هى أول من عرف الإسلام فى عام 55 هجرية، 674 ميلادية. ويقترب إجمالى الطلبة الإندونيسيين المسجلين فى مصر حوالى 5 آلاف طالب وطالبة يدرسون بالأزهرالشريف.