منذ عدة سنوات مضت، شرعت الأجهزة المختصة بوزارة الصناعة بالتنسيق مع محافظة البحر الأحمر فى تحديد منطقتين صناعيتين بنطاق المنطقة الصحراوية بالمحافظة الأولى بصحراء مدينة رأس غارب والثانية بالمنطقة الواقعة بين مدينتى القصير وسفاجا لتقام عليهما بعض المصانع بهدف استغلال المقومات الطبيعية الموجودة بتلك المناطق ويومها قامت المحافظة من جانبها بتحديد مساحة ثلاثة آلاف فدان بصحراء مدينة رأس غارب لإنشاء المنطقة الأولى وخصصت أيضا نحو 15 مليون متر مسطح للمنطقة الثانية، لكونهما أكثر مناطق الصحراء الشرقية ثراء من حيث الخامات الطبيعية المتنوعة، فبالنسبة للمنطقة الأولى هناك أجود خامات الرخام والجرانيت التى تتربع على عشرات الكيلو مترات خاصة بمنطقة تسمى خشم الرقبة وعلى جانبى طريق الكريمات كميات هائلة من الرمال البيضاء التى تستخدم فى صناعة الزجاج، علاوة على الخامات الهائلة لملح الطعام والطفلة التى تستخدم فى صناعة الأسمدة وغيرها من الخامات الأخرى المتعلقة بمواد البناء، كما أن المنطقة الثانية مؤهلة تماماً لإقامة مجمع صناعى كبير لإحتوائها على خامات تعدينية وصناعية هائلة. يقول محمد رفيع، محاسب قانونى من أبناء مدينة رأس غارب: فى عام 2009 خاطبت وزارة الصناعة المحافظة من أجل تحديد مساحة من الأراضى بتلك المناطق لتستغل فى إقامة منطقة صناعية تحتوى على عدة مصانع لتصنيع وتجهيز خامات الرخام وإنتاج الزجاج وغيرها من المصانع التى تعتمد على الخامات الموجودة بالمنطقة التى يتم تصدير كمية كبيرة منها كخامات أولية خاصة لدولة الصين بأزهد الاثمان، مما يهدر قيمتها الاقتصادية من جانب ويضيع فرص العمل على المواطنين لعدم تصنيعها وتجهيزها بمواقع الإنتاج فقامت المحافظة بتخصيص 3 آلاف فدان بتلك المناطق لإقامة المنطقة الصناعية ومن يومها تجمد الموضوع ولم نر خطوة واحدة لتفعيل هذا المشروع رغم أن مدينة رأس غارب فى أشد الحاجة لهذه المنطقة التى ستوفر آلافا من فرص العمل لتحجيم البطالة الموجودة بالمدينة التى لاتوجد بها أنشطة اقتصادية سوى صناعة البترول التى باتت شركاتها غير قادرة على استيعاب عمالة جديدة . أما المنطقة الصناعية الثانية فيؤكد محمد حمدان، أحد مواطنى مدينة القصير، أنه منذ عدة أعوام مضت خصصت المحافظة بالتنسيق مع وزارة الصناعة قرابة 15 مليون متر مسطح فى منطقة تسمى وادى القويح تقع بين مدينتى القصير وسفاجا ليتم استغلالها كمجمع تصنيعى كبير يستوعب عدة مصانع تتعلق باستغلال الخامات التعدينية التى توجد بشكل كبير فى تلك المنطقة، منها مصنع لإنتاج الأسمنت وآخر للسماد وثالث لليوريا وغيرها و تم تحديد منطقة على شاطئ البحر تتاخم المنطقة الصحراوية المشار إليها ليقام عليها ميناء لتصدير ونقل إنتاج المصانع المزمعة إقامتها ولكن بعدها تجمدت هذه الإجراءات ولم نر إلى يومنا هذا أية خطوات تنفيذية تتعلق بهذا المشروع.