تزخر الصحراء الشرقية بخامات هائلة من الرخام والجرانيت, وهي من أجود الأنواع الموجودة علي مستوي الجمهورية, وأكثر مناطق الصحراء الشرقية ثراء بهذه الخامات هي منطقة تسمي خشم الرقبة بصحراء الزعفرانة, حيث تنتشر خامات الرخام والجرانيت علي عشرات الكيلو مترات المربعة بتلك المنطقة ولكن للأسف الشديد فإن هذه الثروات يتم استنزافها بشكل سييء نظرا لأن كميات كبيرة منها يتم تصديرها كمواد خام أولية إلي الخارج, خاصة إلي الصين مما يهدر قيمتها الحقيقية حيث يتم نقل هذه الخامات علي بعد مئات الكيلو مترات من خشم الرقبة وغيرها من المناطق الغنية بهذه الثروات بالصحراء الشرقية إلي منطقة شق التعبان بجنوب القاهرة مما يتكلف الكثير في عمليات النقل وبما يعوق حركة المرور ومنذ سنوات عديدة طالبت الأجهزة المختصة بمحافظة البحر الأحمر وزارة الصناعة بضرورة إنشاء منطقة صناعية كبري بالصحراء الشرقية وحددت مساحات الأراضي اللازمة لها بمدنية رأس غارب, حيث تم تخصيص3 آلاف فدان لإنشاء هذه المنطقة من أجل إقامة عدد من المصانع التي تتولي تجهيز وتصنيع الرخام والجرانيت وكذلك مصانع للزجاج والكريستال إعتمادا علي خامات الرمال البيضاء المنتشرة بالمناطق المشار إليها ولكن للإسف مازالت إجراءات إنشاء منطقة صناعية بمنطقة الزعفرانة ورأس غارب مجمدة وقرارات حبيسة الأدراج. يقول لطفي الدمراني أحد أبناء مدينة رأس غارب إن منطقة خشم الرقبة ومجاورتها تحتوي علي كنز من خامات الرخام والجرانيت والرمال البيضاء ذات الخصائص الممتازة وأن المحافظة منذ عدة سنوات خصصت3 آلاف فدان بنطاق مدينة رأس غارب من أجل إقامة مصانع لتجهيز وتصنيع خامات الرخام والجرانيت وكذلك إقامة مصنع وأكثر لتصنيع الزجاج بأنواعه اعتمادا علي الرمال البيضاء ولكن حتي الآن لم يتم إنشاء منطقة صناعية لتحقيق هذا الغرض وأن ما يتم استخراجه من خامات الرخام والجرانيت إما يتم نقله لمنطقة شق التعبان بالقاهرة لتجهيزه وتصنيعه وكميات أخري يتم استنزاف قيمتها الإقتصادية من خلال تصديرها كتل صخرية للخارج وأكثر هذه الكميات يتم تصديرها للصين حيث تقوم بتصنيع أحجار الزينة والتجميل وأرضيات المنازل والقصور منها وأن منطقة خشم الرقبة بها أكثر من160 محجرا لاستخراج خامات الرخام والجرانيت و23 محجرا لاستخراج خامات الرمال البيضاء و12 محجرا للجبس و5 محاجر لكسر الرخام ويتساءل لطفي: متي يتم إنشاء منطقة صناعية اعتمادا علي الخامات المشار إليها؟! ويضيف الدكتور محمود حنفي أحد المهتمين بالثروات الطبيعية بالبحر الأحمر أن تصدير خامات الرخام والجرانيت والرمال البيضاء وغيرها للخارج كخامات أولية دون تصنيع يعد جريمة اقتصادية حيث يتم إهدار قيمتها الحقيقية لأنه في حالة تصنيعها في المنطقة نفسها سيجعل قيمتها عدة أضعاف ما يتم الحصول عليه من عملية تصديرها خام, وأن منطقة رأس غارب في حال إقامة منطقة صناعية بها ستوفر آلاف فرص العمل وبالتالي فإن مصر تخسر خسارتين من تصدير ثرواتها الطبيعية كمواد خام الخسارة الأولي هي إهدار القيمة الحقيقية للثروات والخسارة الثانية هي إهدار فرص العمل التي يمكن توفيرها من خلال إقامة مصانع تتولي تجهيز وتصنيع هذه الخامات في مناطق الإنتاج ويطالب حنفي بسرعة إنشاء منطقة صناعية بالصحراء الشرقية, التي تستوعب عشرات المناطق الصناعية, نظرا لتوافر كم هائل من الثروات الطبيعية بها بخلاف الرخام والجرانيت.