دعت الأممالمتحدة إلى "اغتنام الفرصة التاريخية" التي أتاحها بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، من أجل تحقيق انفراجة إنسانية شاملة وإنقاذ حياة مئات الآلاف من المدنيين. وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة، توم فليتشر، خلال مؤتمر صحفي عقده عن بُعد من الرياض: "علينا اغتنام هذه الفرصة بإرادة جماعية وعزيمة وسخاء"، مؤكدًا أن نجاح المرحلة المقبلة يعتمد على التزام الأطراف كافة بتسهيل وصول المساعدات دون قيود أو عراقيل. فرصة لتطبيق خطة سلام شاملة وبحسب وسائل إعلام دولية وعالمية، أوضح فليتشر أن الأممالمتحدة ترى في الاتفاق فرصة لتطبيق خطة سلام شاملة تستند إلى المبادرات الدولية السابقة، مشيرًا إلى أن "خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للسلام" يمكن أن تشكل نقطة انطلاق لجهود إعادة الإعمار وحماية الأرواح في المنطقة. وأضاف أن الأولوية الآن هي لضمان تدفق المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية التي انهارت بفعل الحرب. وكشف المنسق الأممي أن إسرائيل تسمح حاليًا بوصول أقل من 20 في المئة من حجم المساعدات المطلوبة إلى غزة، لكنه أعرب عن أمله في أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار إلى تغيير هذا الواقع جذريًا. وقال إن الأممالمتحدة تتوقع أن تتمكن قريبًا من دخول القطاع دون عوائق، بعد رفع الحصار وفتح جميع المعابر، ما سيتيح للعاملين الإنسانيين إيصال المساعدات بطرق آمنة ومنظمة. هائل وغير مسبوق.. وضع المهمة الإنسانية داخل غزَّة وأكد فليتشر أن حجم المهمة الإنسانية في غزة "هائل وغير مسبوق"، موضحًا أن الأممالمتحدة تمتلك حاليًا نحو 170 ألف طن من الغذاء والدواء والإمدادات الأساسية على الحدود، جاهزة للتوزيع لإغاثة نحو 2.1 مليون شخص. وأضاف أن الجهود لا تقتصر على مكافحة الجوع والمجاعة، بل تشمل أيضًا إعادة بناء النظام الصحي والمياه والصرف الصحي والمدارس، إلى جانب توفير آلاف الخيام كمأوى مؤقت للأسر النازحة. وختم قائلًا: "الفرصة أمامنا الآن، وإذا فشلنا في استغلالها، فسنعيد إنتاج المعاناة التي عاشها الشعب الفلسطيني لعقود طويلة".