تواصلت ردود الأفعال الدولية إزاء العملية الإرهابية فى سيناء التى استهدفت أفرادا من القوات المسلحة الخميس الماضي، حيث أدان سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة جيمس موران الحادث . مؤكدا استمرار جميع برامج وأوجه التعاون بين الجانبين المصرى والأوروبى فى المستقبل نظرا للأهمية التى تحظى بها مصر، ونفى تأثير أى من الأحداث الإرهابية التى تتعرض لها مصر على العلاقات المصرية الأوروبية. وشدد موران على أهمية تضافر الجهود الدولية لمواجهة خطر الإرهاب الذى أصبح خطرا يهدد ليس مصر وحدها ولا بلد بعينه بل العالم بأكمله ، خاصة وأن أوروبا عانت بالفعل من هذا الخطر الإرهابى ، وقال إن اجتماعات دائمة تعقد بين الجانبين المصرى والأوروبى للعمل والتنسيق لمواجهة الإرهاب. وأشار موران إلى عدم توقف أى من المنح والمساعدات التى تم إقرارها فى 2012 خلال زيارة المفوض الأعلى السابق للسياسة الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون على رأس وفد أوروبى كبير، والتى تم تحديدها آنذاك لتصل إلى 5 مليارات يورو، إلا أنه سيتم العمل بها تدريجيا. ومن جانبها ، أصدرت الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط بيانا أكدت فيه إدانتها البالغة واستنكارها الشديد للهجوم الإرهابى ومشددة على أن مكافحة ظاهرة الإرهاب تشكل تحديا مشتركا وتتطلب، أكثر من أى وقت مضي، تحركا جماعيا ومقاربة شاملة. وتزامن ذلك مع اتصال هاتفى بين سامح شكرى وزير الخارجية، ونظيره البريطانى فيليب هاموند الذى نقل لشكرى رسالة شخصية تتضمن إدانة لندن لحوادث التفجيرات الإرهابية التى وقعت فى شمال سيناء مؤخرا، وأكد هاموند تضامن بلاده الكامل ووقوفها إلى جانب مصر حكومة وشعبا فى الحرب التى تخوضها ضد الإرهاب ، وطلب نقل تعازيه لأسر الضحايا والتمنيات بالشفاء للمصابين. وبدورها، أدانت رئيسة مفوضية الاتحاد الفريقى الدكتورة إنكوسازنا دلامينى زوما بشدة الهجمات التى لا يمكن تبريرها تحت أى ظرف ، مشددة على ضرورة تعزيز العمل الإفريقى لمحاربة وباء الإرهاب فى إطار آليات الاتحاد. وعربيا ، حذر الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية ، من مخاطر تصاعد الإرهاب فى المنطقة ، مشددا على ضرورة تكثيف الجهود الإقليمية والدولية فى مواجهة المتطرفين بشكل شامل عسكريا وأمنيا وفكريا واجتماعيا واقتصاديا فضلا عن إعادة النظر فى الخطاب الديني. ولفت العربى إلى أن الجهود متواصلة لبلورة خطة عمل عربية فى مواجهة الإرهاب ، للعرض على مجلس وزراء الخارجية العرب قبيل القمة العربية المقررة فى مارس المقبل بالقاهرة، لإقرارها من القادة العرب واتخاذ رد الفعل العربى المناسب للقضاء على الإرهاب. وفى سياق متصل، أصدر الاتحاد العام للمصريين فى الخارج بالمملكة العربية السعودية بيانا أمس أدان فيه العمل الإرهابى الغاشم فى سيناء، وقال الدكتور سعيد يحيى رئيس الاتحاد:"لن يهدأ لنا بال أو يستقر لنا حال حتى يتم الثأر لهؤلاء الجنود الشهداء الذين أرتوت بدمائهم الذكية رمال سيناء "، فيما أرسل ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أمس برقية عزاء ومواساة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ضحايا عملية سيناء. وفى طهران ، قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء حسن فيروز آبادى إن الهجمات التى استهدفت مقرات للجيش المصرى فى سيناء تخدم مصلحة "الكيان الإسرائيلى الغاصب"، واصفا تلك الهجمات بأنها "مشبوهة"، وقال:"القوات المصرية مستقرة فى صحراء سيناء لدفع العدوان الصهيونى عن الأراضى الإسلامية لاسيما شبه جزيرة سيناء الاستراتيجية، ومهاجمة القوات العسكرية يعبر عن جهل المعتدين". وحول ردود الأفعال فى وسائل الإعلام العالمية، نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" تقريرا عن موجة الهجمات الدامية الأخيرة فى سيناء، موضحة أن الهجمات أظهرت تنامى قدرات المسلحين .