رغم تعرضه للضرب أكثر من مرة فى أثناء مشاركته فى التظاهرات الاعتصامات، فإنه استمر فى نضاله من أجل حقوق ذوى الإعاقة.. يتحرك وسط الناس كالأشخاص العاديين رغم أنه «أصم» يقرأ جيدا لغة الشفاه، ويستخدم قوة ملاحظته وذكاءه فى التعامل مع الآخرين.. يؤمن بالتغيير من أجل الأشخاص ذوى الإعاقة الذين نزلوا للشوارع، سلاحهم الإرادة وكراسيهم المتحركة وعكازاتهم المهترئة وعصاتهم البيضاء .. إنه رامز عباس «الأصم - الناطق» الذى وهب نفسه للدفاع عن قضية حقوق المعاقين وقرر خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة سواء فى القوائم أوعلى المقعد الفردى. عرفنا بنفسك وبنوع إعاقتك؟ اسمى رامز محمود عباس، 29 سنة، من مواليد محافظة المحلة، أعاني إعاقة سمعية توصيفها صمم حسي عصبي شديد إلي عميق بالأذنين، خريج المدرسة الصناعية الميكانيكية بالمحلة الكبرى قسم إصلاح وصيانة المعدات الكهربائية عام 2003، ثم التحقت فيما بعد ببرنامج مفتوح للتعليم الجامعي بجامعة القاهرة، واخترت دراسة الحقوق. لماذا قررت الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة؟ ترشحي للبرلمان استكمالا لمسيرة المشاركة علي الساحة السياسية منذ العام 2003 في العديد من الأنشطة والوقفات واجتماعات القوي السياسية، وفكرة أن يخوض مواطن مصري انتخابات بلاده لبرلمان دوره تشريعي من أجل الشهرة هو خواء فكري وضمور في التوجه السياسي ودور الدولة مواجهته مثله مثل المتطرفين لأنه لا يملك رؤى، ولكن لا أنفي ان الشهرة لأي مرشح برلماني أو أي كادر سياسي هي تلقائية بمجرد نشاطه السياسي، والعمل السياسي عمل مهم ويحتاج أن نهتم به خاصة أنني أحد حاملي هم قضية الإعاقة باعتباري فردا من أفرادها، وتمثيلهم مسئولية سياسية وثقافية ومصيرية جدا. كيف ستتعامل مع الناخبين فى أثناء الدعاية الانتخابية، وأنت لا تسمعهم؟ توجد طرق كثيرة للتواصل مع الآخرين غير الكلام، ففي تلك الانتخابات فرصة لي لأتفنن في ابتكار طرق تفاعلية للتعريف بكيفية التعامل مع فئة ( الصم الناطقين) بالكتابة وقراءة الشفاه وطرق أخري أفكر بها حاليا وهي تندرج تحت مسمي (الأنشطة التفاعلية ) وهو ما أحبه وأجتهد لأبرع فيه. ماذا ستفعل إذا وصلت للمجلس وأنت لا تسمع ما يدور فى الجلسات؟ من المهم أن أنوه أنه تم تشكيل لجنة من المجلس القومي لشئون الإعاقة ذهبت منذ فترة لمعاينة المجلس وتوفير «الإتاحة» وخرج التقرير بأهمية أن يتواجد أثناء الجلسات 4 من مترجمى الإشارة كوسيلة للصم للتواصل اثنان أساسيان واثنان احتياطيان، علي أن يعمل بالمجلس اثنان داخل القاعات أحدهما موجه للشاشة الناقلة لبث الجلسات وهو مثل ما يظهر بالتلفاز وبذلك يتابع الصم في مصر ما يدور والآخر بجوار مرشح الصم الفائز لمساعدته، هنا يهمني أن أبشر بأنه لأول مرة هناك مرشحان رامز عباس باعتباره أول أصم «مرشحا» وزميل آخر يجيد الإشارة تم اختياره بمعرفة أحد الأحزاب، وأيضا أطالب من خلال جريدتكم الكبيرة بضرورة توفير الترجمة النصية داخل المجلس، وهي توفير كاتب لكتابة كل ما يقال بالنص للأصم المستخدم لها، وهي معتمدة بالاتفاقية الدولية، وكان يجب المطالبة بها بجانب لغة الإشارة، خاصة أن الترجمة النصية تعطي للغتنا العربية حقها كاملا وهو ما تفشل فيه لغة الإشارة. ما رأيك في مسألة الكشف الطبي علي المرشحين من ذوى الإعاقة؟ هذا أمر خلافي، فبعض ذوي الإعاقة لا يعترض ويطالب فقط بإتاحة الأماكن والبعض يراه مخالفا للدستور وسيقصي البعض، أما رأيي فهو أنه لا وجود للشفافية والإعلانات التفصيلية التي تخرج من اللجنة المختصة بالانتخابات البرلمانية، فحتي الآن لا نعرف الضوابط والشروط الخاصة بنا، ولا نعرف كيفية التعامل مع الفترة الحالية في ظل تعامل اللجنة العليا لانتخابات البرلمانية مع قراراتها بأسلوب القطارة وهو أسلوب لا يحترم الوقت مما أضارنا، ثم إن شهادة التأهيل الاجتماعي مثبت بها الإعاقة، فهل هي مزورة لا يعتد بها؟ وإن كانت كذلك فلما لا تتحرك أجهزة الدولة وتحيلها لقضية هامة، وأقول للجنة أدركوا أننا ندخل عهدا جديدا أيها السادة. هل أعددت برنامجا لعرضه علي الناخبين؟ لدى عدة مخاوف كمرشح من إعلان برنامجي قبيل فتح باب التقديم حتي لا ينقله أحد لبرنامجه، أو تحويره خاصة أنهم لا يحترمون «الصم» كما أن البرنامج تدليل علي قدراتنا كصم علي التفكير والابتكار لذلك سأقول فقط عدة بنود أطرحها إعلاميا لحين انطلاق السباق.. حال نجاحي سأركز في بداية انعقاد الدورة التشريعية على الاهتمام بالتشريعات المساهمة في بناء مصر، مثل تشريعات حرية الاعتقاد لإفساح المجال للجميع ومحاربة التطرف، وسأركز على قوانين تشجيع الاستثمار العربي والأجنبي بمصر، ومن النقاط المهمة التي سأتحدث عنها، ضرورة تخصيص جلسات لمشكلات وحاجات ذوي الإعاقة من أجل بلورة قانون يناسبهم ويتفقون عليه، ويلاءم ما تقرره المواثيق الدولية بشأنهم، وضرورة التركيز على فصل الدين عن السياسة.