تداعيات حادث «‬شارل إيبدو» يضع الجالية ‬الإسلامية ‬وراء ‬القضبان

انتهت ‬في ‬فرنسا ‬مشكلة ‬الرهائن .. ‬وبالتبعية ‬انتهت ‬مشكلة ‬الهجوم ‬الإرهابي ‬علي ‬مجلة "‬شارلى ‬إبدو‮"، ‬ ‬بمقتل ‬الإخوان "‬كواش"، ‬لكن ‬تبقى ‬باريس ‬وكل ‬أنحاء ‬فرنسا ‬في ‬مرمي ‬الإرهاب ..‬هذا ‬ما ‬قاله ‬الرئيس ‬الفرنسي ‬فرنسوا ‬أولاند ..‬وتبقي ‬أيضا ‬تداعيات ‬هذا ‬الحادث ‬وتأثيره ‬علي ‬الجالية ‬الإسلامية ‬في ‬باريس ‬البالغ ‬عددها ‬ ‬في ‬كل ‬أنحاء ‬فرنسا ‬ ‬بين ‬خمسة ‬وستة ‬ملايين ‬شخص ‬بين ‬عربي ‬ومسلم.‬
وللإنصاف ‬لابد ‬أن ‬نذكر ‬أن ‬فرنسا ‬هي ‬موطن ‬العنصرية ‬في ‬أوروبا ‬وكذلك ‬الإسلاموفوبيا ‬ ‬وتعني ‬الخوف ‬المرضي ‬وغير ‬المبرر ‬من ‬الدين ‬الإسلام ‬ ‬صحيح ‬لا ‬توجد ‬سياسة ‬رسمية ‬فرنسية ‬مع ‬العنصرية ‬أو ‬التمييز ‬بين ‬الناس ‬علي ‬أساس ‬اللون ‬أو ‬الجنس ‬أو ‬الدين ‬وكذلك ‬لا ‬توجد ‬سياسة ‬فرنسية ‬رسمية ‬مع ‬الإسلاموفوبيا ‬لكن ‬هذا ‬لا ‬يمنع ‬من ‬وجود ‬حالات ‬فردية (‬كثيرة) ‬مع ‬الاثنين ‬معا.‬
بالطبع ‬نحن ‬نشجب ‬الإرهاب ‬وندين ‬الإرهابيين، ‬ونتعاطف ‬مع ‬ضحايا ‬مجلة) ‬شارلي ‬إبدو) رسامين ‬وصحفيين..‬ وكذلك ‬ضحايا ‬الخطف ‬لكن ‬أبناء ‬الجالية ‬العربية ‬والإسلامية ‬يعيشون ‬لحظات ‬صعبة ‬فهم ‬علي ‬الأقل ‬يقرأون ‬في ‬عيون ‬غالبية ‬الفرنسيين ‬الاتهام ‬بأنهم ‬مدانون..‬ وأنهم ‬إرهابيون . ‬فأنت ‬اسمك ‬محمد ‬أو ‬محمود ‬أو ‬مصطفي ‬أو ‬عبدالله ‬أو ‬أي ‬اسم ‬مشتق ‬من ‬الديانة ‬الإسلامية ‬فأنت ‬إرهابي ‬حتي ‬يثبت ‬العكس.‬
ويتوقع ‬مسلمو ‬فرنسا ‬تضييقات ‬في ‬الاقامة ‬والحصول ‬علي ‬الجنسية ‬أو ‬تطبيع ‬حياتهم ‬بأي ‬صورة ‬من ‬الصور.‬
وحسنا ‬فعل ‬الرئيس ‬الفرنسي ‬فرنسوا ‬أولاند ‬عندما ‬ميز ‬في ‬كلمته ‬القصيرة ‬بعد ‬إنتهاء ‬مشكلة ‬الرهائن ‬بين ‬الأعمال ‬الإرهابية ‬وبين ‬الدين ‬الإسلامي، ‬وسبق ‬رئيس ‬وزرائه ‬عندما ‬قال: "نحن ‬في ‬حرب ‬ضد ‬الإرهاب ‬لكننا ‬لسنا ‬ضد ‬دين ‬ما‮"‬، ‬ويقصد ‬بذلك ‬الدين ‬الإسلامي. ‬الخطير ‬في ‬الأمر ‬أن ‬فرنسا ‬ ‬وأوروبا ‬بالكامل ‬ ‬لم ‬تعد ‬في ‬مأمن ‬من ‬الإرهاب.. ‬وهذا ‬ما ‬قاله ‬بشكل ‬ما ‬الرئيس ‬عبد ‬الفتاح ‬السيسي ‬عندما ‬أكد ‬أن ‬الإرهاب ‬هو ‬آفة ‬عالمية، ‬ويتحتم ‬أن ‬تكون ‬مكافحته ‬عالمية ‬أيضا، ‬وقديما ‬كانت ‬أوروبا ‬تنظر ‬إلي ‬العرب ‬ومنطقة ‬الشرق ‬الأوسط ‬تحديدا ‬أنها ‬معمل ‬لتفريخ ‬الإرهابيين، ‬أما ‬اليوم ‬فلم ‬يعد ‬في ‬مقدورها ‬أن ‬تقول ‬ذلك ‬علي ‬الأقل ‬بعد ‬أن ‬ضرب ‬الإرهاب ‬فرنسا ‬وقامت ‬مظاهرات ‬قبل ‬أيام ‬في ‬ألمانيا ‬ترفع ‬شعار لا‮"‬ ‬لأسلمة ‬أوروبا"، ‬وكأن ‬الجالية ‬العربية ‬والإسلامية ‬البالغ ‬عددها ‬39 ‬مليون ‬مسلم ‬وعربي ‬حسب ‬إحصاء ‬مكتب ‬الهجرة ‬في ‬فيينا، ‬لا هم ‬لها ‬سوي ‬إدخال ‬أوروبا ‬ ‬كل ‬أوروبا ‬ ‬في ‬حظيرة ‬الإسلام.‬
وإذا ‬علمنا ‬أن ‬هناك ‬مظاهرات ‬في ‬سيدني ‬باستراليا ‬ثم ‬هناك ‬تخوفا ‬من ‬متطرفي ‬الإسلام ‬في ‬لندن ‬وواشنطن ‬تأييدنا ‬أن ‬الإرهاب ‬آفة ‬عالمية ‬فعلا ‬وبدأت ‬دوائر ‬الإسلاموفوبيا ‬تتسع ‬وتتسع ‬في ‬العالم ‬مع ‬أن ‬الإسلام ‬الصحيح ‬منها ‬براء ‬لأنه ‬ينبذ ‬العنف ‬ويدعو ‬إلي ‬التسامح ‬لكن ‬ما ‬الحيلة ‬وقلة ‬من ‬الجماعات ‬المتطرفة ‬باسم ‬الإسلام ‬تعبث ‬في ‬الأرض ‬فسادا، ‬وتشوه ‬صورة ‬الإسلام ‬الصحيح.‬ وكانت ‬قمة ‬أوروبية ‬شارك ‬فيها ‬وزير ‬العدل ‬الأمريكي انعقدت أمس الأول، ‬فيما ‬قامت ‬مظاهرات ‬في ‬ميادين ‬باريس ‬لمناهضة ‬الإرهاب ‬الأسود.‬
باختصار ‬لم ‬يعد ‬أحد ‬في ‬مأمن ‬من ‬خطر ‬الإرهاب ‬ويجب ‬التنسيق ‬بين ‬دول ‬العالم ‬لمواجهة ‬هذا ‬الخطر ‬وإعادة ‬الاعتبارإلي ‬مسلمي ‬أوروبا ‬الذين ‬يضعون ‬أيديهم ‬علي ‬قلوبهم ‬من ‬اتهام ‬أهل ‬أوروبا ‬لهم.. ‬وهم ‬من ‬هذا ‬الاتهام ‬براء ‬براءة ‬الذئب ‬من ‬دم ‬ابن ‬يعقوب.‬