الحمي القلاعية تعود من جديد... هذه العبارة أصبحت تشكل حالة من الرعب في العديد من المحافظات بعد الخسائر الفادحة التي تعرض لها المربون والمزارعون نتيجة إصابة الكثير من الحيوانات بهذا المرض. استمرار الوضع علي ما هو عليه يهدد الثروة الحيوانية في مقتل حيث ارتفعت نسبة الوفيات في قطاع الماشية وأصبح من الصعب السيطرة علي الإصابات دون تدخل من الأجهزة الحكومية المختصة فبرغم ذلك يصم الوحدات البيطرية ومن فيها آذانهم ولا يستمعون لاستغاثات الفلاحين أو المربين أما الأطباء البيطريون المستاجرون فنفقاتهم غالية وبرغم ذلك فالفلاح مضطر للاستسلام لهم ولما يطلبونه من أدوية مرتفعة الثمن الشكاوي متعددة من محافظات الفيوم والشرقية والقليوبية وغيرها فاخترت إحدي القري المصرية تحديدا عزبتي سوارس وكوم اشفين بقليوب محافظة القليوبية وهما كمثال وليس للحصر فقط حيث يقول جمال عطوة صاحب إحدي مزارع تربية الماشية ان الوحدة البيطرية بالقرية لدينا وكذلك بالقري المجاورة لا تسعفنا برغم استغاثتنا بهم اكثر من مرة وعندما نيأس في استجابتهم نستعين بطبيب بيطري من الخارج يؤكد انها حمي قلاعية ثقيلة وهذا يجعلنا نخسر يوميا من4 الي5 عجول يوميا برغم اننا نتبع ارشادات الطبيب البيطري بدقة والذي يكلفنا مبالغ باهظة ولكن ليس امامنا خيار اخر لانقاذ الماشية النافقة فجأة برغم اخذ الدواء و عن اعراض المرض التي نلاحظها علي الحيوان فنري اخراج رغاوي من فم الحيوان وتتعب قدماه وتلتهب وكذلك الضرع يلتهب ثم تمنع الاكل وتصاب بالهزال حيث يفقد وزنه وتموت ناهيك عن انها لا تحلب لبنا الا فيما ندر وحتي اذا حلبت نخشي علي الاطفال من شرب هذا اللبن فالخسارة فادحة وبرغم ان الوحدة البيطرية احضرت تحصينا منذ شهرين للحمي القلاعية وذهبت لهم ووزعته بيدي علي المربين وتم التحصين الا انه حل عليهم المرض برغم ذلك وهنا انتهي دور الوحدة البيطرية فلا استجابة لشكوانا ولا تتابع حالة المزارع اما وزارة الزراعة فلا تدعم مطلقا تلك التربية ونتحمل لكن الذي لا نتحمله هو موت ما نربي وتلك الخسارة الفادحة التي تهدد التربية بالانقراض. اما عيد صادق طه صاحب إحدي المزارع لتربية المواشي فيقول ان ثمن العجل18 الف جنيه تقريبا ويكون في اتم صحة وما ان تداهمه اعراض مرض الحمي القلاعية فيموت ونخسر كل شئ حيث إن هذا المرض يصيب الماشية في كل مرا حلها العمرية اي الصغير منها والكبير وليس كما يشاع انها تصيب الصغار فقط برغم اننا بمجرد ظهور المرض نحضر الاطباء البيطريين والذين يأتون بالادوية الغالية جدا الينا فيما قد يكلفنا في المرة الواحدة من3 الي5 الاف جنيه ولكننا ندفع املا في إنقاذ الحيوانات من الموت وانقاذ انفسنا من الخسارة وعن ظهور المرض فقد بدأ منذ شهر تقريبا في عزبة مجاورة لنا وسرعان ما تفشي ووصل لدينا منذ اسبوعين وطيلة الشهر الماضي استغثت انا ومن معي من المربين بالوحدات البيطرية ولا حياة لمن تنادي فبرغم اني لم ادخل اي قطعة من الماشية جديدة للمزرعة منذ أربعة أشهر الا انني لا اعلم كيف وصل الي المرض فقد مات لدي7 عجول حتي الان كما انقطع انتاج اللبن نهائيا بسبب المرض والاطباء البيطريين يؤكدون انها حمي قلاعية ثقيلة ونعطي الدواء ولكن لا جدوي. ويشير سيد الجلب احد اصحاب المزارع إلي ان المرض بدا ظهوره في الحيوانات منذ نصف شهر طوبة تقريبا وبرغم احضار البيطريين والالتزام بتعليماتهم الا انناة نجد الحيوان ميتا علي الارض والجهات الحكومية المختصة لا تسعفنا وكنا نحاول مع المرض معتقدين انه مجرد دور عادي وسيمر ولكن الخسائر اثقلت كاهلنا فخسارتنا هذا الاسبوع فقط04 الف جنيه ناهيك عن خسائر اللبن الذي كنا نستفيد ب01 الاف جنيه منه كل اسبوع نسد منها ديون العلف اللازم لاطعام الماشية ونحاول حتي مع الوصفات البلدية مثل دهن حنك الحيوان بشراب التوت الازرق او الطحينة او غيرها من الوصفات ولكن بلا فائدة ووصلنا لدرجة تهرب الانفار من العمل خوفا علي انفسهم من العدوي واصبحنا في مثلث مرعب بين لحم يخس ولبن نادر نخشي بيعه او شربه وانفار يهربون من خدمة المزارع بسبب الاصابة و المنتظر من الحكومة خلال الفترة المقبلة محاربة اصحاب المزارع بسبب ارتفاع اسعار الالبان واللحوم دون النظر الي السبب الحقيقي خلف الكارثة او محاولة انقاذنا من الخسائر الفادحة ورفع عبء جديد من علي كاهل المصريين قد يحدث اذا لم تتم السيطرة علي مرض الحمي القلاعية. وتوضح الدكتورة ناهد حامد غنيم استاذ الامراض المشتركة بين الانسان والحيوان بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة و المعنية بمرض الحمي القلاعية ان هذا المرض من الامراض المشتركة بين الانسان والحيوان ولكنه حيواني بالدرجة الاولي وهو ضعيف في اصابته للانسان ولكن لا ندري اذا كان هناك عترة خاصة منه قد تصيب الانسان ايضا بقوة فهذه مساءلة ليست مضمونة وهو مرض يظهر في الابقار والجاموس علي هيئة قرح في اللثة ويسيل لعاب الحيوان فلا ياكل ولا يشرب ويحدث له هزال كما انها تصيب الحافر بالتهابات شديدة تصل لدرجة قلعه ولذلك سميت بالحمي القلاعية وهذا المرض مصدر للعدوي ولكن من رحمة الله ان الحيوان يحدث له بعد الذبح ما يعرفه العامة باسم( التشميع) حيث يفرز اللحم حمض لاكتيك اسيد وهو يميت الفيروس وبالتالي فهي بعد الذبح ليست مصدر عدوي وحتي اللبن فبعد غليه جيدا لا توجد خطورة ولكن الخطورة في الحيوان قبل الذبح علي المتعاملين معه و تستمر الخطورة علي من يقوم بعملية الذبح ايضا فهو معرض للخطورة واحتمال العدوي كذلك شرب اللبن قبل غليه يعني العدوي لانه حامل للفيروس خاصة من يقوم بعملية الحلب وكذلك من يشربه بعد الحلب مباشرة دون غلي. وتضيف الدكتورة ناهد ان هذا المرض خطير جدا علي الحيوان مما يستتبعه خطورة اقتصادية لفقدان اللحم واللبن ولكن المهم هنا هو التحصين ولكن الغريب أنه برغم التحصين ظهر المرض بضراوة وهذا ما يجعل هناك شكا من وجود عترة جديدة من المرض دخلت مصر ولابد ان نحدد مصدرها لان لهذا المرض سبع عترات والمهم ان يكون التحصين خاصا بالعتر ة الموجودة في مصر. وتنصح الدكتورة ناهد بضرورة ارتداء قفاز لليدين واستخدام المطهرات في اثناء التعامل مع الحيوانات المصابة والحرص في اثناء الذبح وغلي اللبن قبل شربه.