قررت منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" تقديم مساعدات مادية وفنية لمصر لمواجهة مرض الحمي القلاعية بعد ظهور عدة حالات إصابة بين الماشية في عدد من المحافظات وفي نفس الوقت أكد خبراء الطب البيطري في العالم ومصر في تصريحات ل "العالم اليوم" أن المرض لا يصيب الإنسان إلا بنسبة واحد في المليون بعكس إنفلونزا الطيور وأنه لا خوف من انتقاله من تناول لحوم الماشية حيث إن المرض ينقل للإنسان من منتجات الألبان غير المعالجة حرارياً "غير المغلية". ويبدأ اليوم وفد من هيئة الحمي القلاعية الأوروبية التابع لمنظمة الأغذية والزراعة "الفاو" برئاسة د. كيس سيميون جولة بأسواق الماشية بعدد بالمحافظات المصرية للوقوف علي وضع الحمي القلاعية. كما ناقش وفد "الفاو" أمس وزارة الزراعة والحكومة المصرية الاستعدادات المصرية لمواجهة الحمي القلاعية وتم الاتفاق علي تقديم مساعدات مادية وفنية خلال الفترة القادمة بعد انتشار الحمي القلاعية في عدد من المحافظات وتهديدها لاستثمارات الثروة الحيوانية. وقال الدكتور طالب مراد مستشار "الفاو" للصحة الحيوانية إن الحمي عادة ما تصيب صغار الحيوانات وانتقالها للبشر لا يزيد علي واحد في المليون مشيراً إلي أن تأثيرها السلبي يكون علي إدرار اللبن في الماشية الحلوب مؤكداً أنه مرض اقتصادي بالدرجة الأولي ويؤدي لنفوق الحيوانات الصغيرة. ونبه مراد في تصريحات ل "العالم اليوم" إلي ضرورة الإسراع في تحصين الحيوانات ضد المرض مؤكداً أنه تقرر تنفيذ حملة للتطعيم بالتعاون مع وزارة الزراعة مشيراً إلي أن سكرتير الحمي القلاعية الأوروبية الذي يزور مصر حالياً عائد من جولة لتفقد الوضع في تركيا التي تعاني من نفس المشكلة وأن هناك دعماً كبيراً ستقدمه "الفاو" لمصر في هذا الخصوص. من جانب آخر حذر د. ماهر صيام أستاذ الأمراض المشتركة بطب بيطري القاهرة من خطورة الحمي القلاعية علي الثروة الحيوانية مؤكداً علي أن الحقيقة العلمية المتعارف عليها أن هذا المرض من الأمراض المشتركة وينتقل للإنسان. وأوضح صيام أن خطورة المرض علي الإنسان ضعيفة للغاية ولا تقارن بإنفلونزا الطيور ويكون انتقاله بواسطة تناول منتجات ألبان غير معالجة حرارياً وتحتوي علي الفيروس، وأن الأطفال الرضع أكثر عرضة للمرض ولكن لا توجد آثار سلبية بسبب استهلاك اللحوم نظراً لوجود حامض اللاكتيك الذي يظهر في اللحوم بمجرد تيبسها ويقضي علي الفيروس تماماً. وأشار د. صيام إلي أن دخول المرض لمصر كان من خلال نوع أو "عترة" جديدة وهي "العترة A" التي جاءت من خلال حيوانات مستوردة في حين أننا في مصر نتعامل مع العترة O منذ سنوات ويتم التحصين بها مشيراً لأنه يجري حالياً إنتاج مصل جديد يضم العترات O, A. ناشد د. صيام أصحاب المزارع والمستثمرين بضرورة التوجه لأقرب وحدة بيطرية بمجرد ظهور المرض. وأضاف د. سامي البساطي رئيس الجمعية المصرية لعلم الحيوان أن الحمي القلاعية من الأمراض المشتركة وتؤدي إلي نفوق الحيوانات الصغيرة.