تواجه وزارة الزراعة أزمة جديدة بعد انتشار مرض الحمي القلاعية بصورة مخيفة بين الحيوانات في العديد من محافظات مصر مما يهد الثروة الحيوانية بالدمار وأكدت مصادر بيطرية أن اللجان التابعة لوزارة الزراعة لم تقم بتلقيح أو حقن المواشي وأن المرض انتشر نتيجة عدم توافر اللقاحات المضادة والعلاج بطريقة بدائية وهو ما نفته الإدارة المركزية للطب الوقائي وحول هذا الموضوع كان لنا هذا التحقيق للوقوف علي حقيقة انتشار المرض بصورة مخيفة في محافظات مصر. من جانبه حذر د. سامي طه، عضو مجلس نقابة البيطريين من انتشار سلالات جديدة لفيروس مرض "الحمي القلاعية" خاصة في محافظات الصعيد بسبب قدوم معظم الحيوانات الحية المستوردة من إثيوبيا عبر ميناء سفاجا.. مشيرا إلي أن حالات المرض التي ظهرت مؤخرا تم علاجها بالأمصال واللقاحات المضادة للمرض فلم تتحسن المواشي مما يعني تحور الفيروس نحو سلالة جديدة. وأضاف طه أن الفيروس لا يمثل خطورة علي المستهلكين وإنما تكمن خطورته في تدمير الثروة الحيوانية من خلال نفوق الحيوانات أو الذبح الاضطراري لها الأمر الذي يؤدي إلي فقدانها في كل الحالات. وأكد المهندس محمد عفيفي، مدير عام الرابطة المصرية لمنتجي الجاموس، علي وجود عدة إصابات بالحمي القلاعية في محافظة المنوفية في ظل عدم وجود أي لجان بيطرية مختصة بالمرض أو التلقيح ضده.. موضحا أن العام الماضي كان عدد الإصابات أقل بكثير وكانت هناك لجان بيطرية للمتابعة وحقن المواشي المصابة وإن لم تعالج بشكل جيد تموت الماشية وتنتقل العدوي إلي باقي الحيوانات القريبة منها . وأضاف عفيفي أن إصابة الماشية بالحمي القلاعية تجعلها غير قادرة علي الحركة وترتفع درجة حرارة جسدها مما يمثل خطورة علي الحيوانات الأخري وتعتبر طريقة العلاج بدائية في ظل عدم وجود لجان بيطرية هذا العام للحقن والتحصين حتي لا تخسر كثيرا من المواشي خصوصا في ظل ارتفاع أسعار اللحوم. من جانبه قال . فتوح مصطفي، رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائي: إن حالات الحمي القلاعية تظهر كل عام في بعض الحيوانات ولكن لم يرد إلي علمهم أي إصابات بالحمي القلاعية في محافظات الصعيد إلي الآن موضحا أن الحيوانات عرضة للإصابة بها وهذا شيء طبيعي ولا يمكن أن يتحور الفيروس ليصبح أشد من الحمي القلاعية لأن الحيوانات التي تأتي عبر ميناء سفاجا يتم حجزها في محاجر طبية وبداخل المحاجر توجد مجازر تابعة لهم ولا يسمح بمرور أي حيوانات مصابة بأي أمراض سواء الحمي القلاعية أو غيرها. وأضاف أن الحيوانات قبل أن تأتي من الدول المصدرة يتم فحصها بشكل جيد وتستبعد المريضة أو المصابة بأمراض خطيرة وشدد علي وجود إجراءات صارمة لاستيراد الحيوانات من الخارج ولا يوجد أي اشتباه بالحمي القلاعية في مصر إلي الآن وحال كشف وجودها سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة المرض. وأضاف د. ثروت العجايبي، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين ورئيس قسم المجازر والتفتيش علي اللحوم بإدارة أسوان البيطرية، أنه لم تظهر إلي الآن أي حالات إصابة بالحمي القلاعية في محافظة أسوان أو المحافظات الأقرب إليها.. موضحا أن المرض يصيب الأبقار والجاموس والماعز والخنازير ولا ينتقل إلي الإنسان ويسببه فيروس منتشر علي مستوي العالم ومعروف وهناك بعض الأماكن تستوطنها الحمي القلاعية. وأشار إلي وجود سبعة أنواع من الحمي القلاعية في مصر وكل نوع له مناعة خاصة به وتكمن خطورة المرض في أن الفيروس له مقاومة عالية وينتقل بوسائل عديدة إلي الحيوانات الأخري القابلة للعدوي مؤكدا أن التحصين لا يعطي مناعة ضد أشكال الفيروس الأخري في ظل قصر عمر المناعة التي يعطيها "المصل" للحيوانات والتي يجب أن يعاد التحصين بها كل أربعة أشهر علي الأكثر. وأكد العجايبي أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية وفرت جميع الأمصال الخاصة بمرض الحمي القلاعية وأن الخطورة الأكبر تكمن في وجود حيوانات حاملة للمرض ولا يظهر عليها مما يؤدي إلي نقل العدوي إلي حيوانات أخري دون أن نعلم مما يمثل خطورة علي الثروة الحيوانية ونادرا ما يصاب الإنسان بهذا المرض لأنه لم يثبت انتقاله للإنسان سوي في حالة واحدة منذ أربعين عاما في بريطانيا.