والذي حذر أي مسئول بالهيئة من التحدث في ذلك الأمر مع وسائل الإعلام وتكتمت الوزارة علي الخبر رغم تحذيرات شديدة من جانب مصادر مطلقة بالهئية حيث كشفت عن توطن هذه الأمراض في مصر من أكثر من 3 أعوام. وكشف د. سيد أحمد رئيس بنك الفيروسات بمعهد بحوث صحة الحيوان عن محاولات هيئة الخدمات البيطرية لتوفير حوالي 2 مليون جرعة من أمصال الحمي القلاعية والوادي المتصدع خاصة بعد أن أثيرت خلال الفترة الماضية معلومات عن خلو مخازن الهيئة من هذه الأمصال في الوقت الذي أكدت فيه تقارير من داخل الهيئة انتشار الحمي القلاعية والجلد العقدي في عدد من المحافظات رغم محاولات الهيئة تفادي حدوث أي خسائر بين الحيوانات. وقال إن الهيئة أرسلت مذكرة معمل بحوث المصل واللقاح التابع لوزارة الزراعة بتاريخ 24 يناير الماضي طالبت خلالها بسرعة توفير احتياجاتها من هذه الأمصال تفاديا لحدوث أي أزمة وذلك قبل بداية فصل الصيف الذي يزداد فيه انتشار هذه الأمراض.. موضحا أن المعمل قد أرسل مذكرة للرد علي طلب هيئة الخدمات البيطرية بتوفير كمية من اللقاحات المستخدمة في التحصين ضد مرض حمي الوادي المتصدع جاء فيها أن المعمل قد وفر للهيئة كمية مليون و352 ألف جرعة لقاح للتحصين ضد المرض. وأشارت المذكرة التي أرسلت من المعمل للهيئة إلي أن المعمل طلب من الهيئة سرعة الانتهاء من الإجراءات اللازمة لاستلام الجرعات المخصصة للمرض. و أن الكمية التي أخذت الرقم 210 هي الكمية الثالثة التي أنتجها المعمل في أقل من شهرين حيث استطاع معمل اللقاحات والأمصال توفير كمية 3 ملايين جرعة خلال هذه الفترة. من جانبه صرح د.أحمد إمام مدير عام الطب الوقائي بالهيئة، بأن الكمية التي تم توفيرها سيتم توزيعها علي المحافظات حسب احتياجات كل محافظة للقاح، مشيراً إلي أن هذه الجرعة استكمالية، حيث سيتم علاج الحيوانات حديثة الولادة الأقل من 6 أشهر. وقال د.سيد أحمد مدير بنك الفيروسات بمعهد الحيوان إن محافظة كفر الشيخ التي تردد مؤخراً أنها الأكثر تعرضا لهذه الأمراض ليست وحدها التي بها حيوانات مصابة بالحمي القلاعية والجلد العقدي بل إن هناك أكثر من 16 محافظة موبوءة بهذه الأمراض وأن هناك تحركات قوية من الجهات البيطرية المسئولة لتحصين هذه الحيوانات. عجز في اللقاحات وكشفت مصادر من داخل الهيئة عن مفاجأة في هذه الأزمة بأن الهيئة كان لديها عجز كبير في لقاحات التحصين منذ بداية الصيف الماضي خاصة أنها تلقت توجيهات من قيادات من الوزارة بتخصيص جزء كبير من الميزانية المخصصة لها إلي استيراد لقاحات إنفلونزا الطيور خلال الأشهر الأولي من هذا العام وأن الهيئة فوجئت بعدم وجود ميزانية يمكن من خلالها استيراد اللقاحات الخاصة بالحمي القلاعية والجلد العقدي. وأضافت أن الحمي القلاعية هي المرض الاكثر انتشارا بين الحيوانات في مختلف محافظات مصر وحسب التقديرات الأولية فإن عدد الحيوانات التي نفقت بسبب إصابتها بهذا المرض تعدت السبعة آلاف رأس خلال الشهور الأربعة الماضية. أن المزارعين تعرضوا لخسائر فادحة خاصة أن أسعار الحيوانات ارتفعت بشكل كبير جدا حيث يصل سعر الحيوان الواحد إلي حوالي 15 ألف جنيه ونفوقه يعني تعرض المزارع لخسائر فادحة لا طاقة له بها ورغم ما ذكره مسئول داخل هيئة الخدمات البيطرية الذي رفض ذكر اسمه التزاما بتعليمات رئيس الهيئة بعدم الإدلاء بأي تصريحات للصحافة فإنه كشف في تصريحات خاصة ل"صوت البلد" أن الهيئة لم تصلها أية تقارير أو شكاوي من وجود أمراض حيوانية، خاصة أن الهيئة تقوم بتحصين هذه الحيوانات سنويا. وكشف المصدر عن أنه في حال ظهور حالات إصابة بمرض الجلد العقدي فقد تكون حالات فردية، وليست بصورة وباء، مؤكدا أن الحالات التي تظهر لها أسباب تتعلق باحتمالية عدم استجابة الحيوان نفسه للتحصين، وذلك بسبب إصابته بأمراض أخري أو تعرض الحيوان إلي حالة إجهاض إذا كان أنثي، أو إذا كان الجهاز المناعي له مصاباً أو متوقفاً عن استقبال جرعات التحصين. وأوضح المصدر احتمالية إصابة بعض الحيوانات حديثة الولادة التي لم تلحق بحملة التحصين ضد مرضي الحمي القلاعية والجلد العقد، لذا فقد عملت الهيئة علي إجراء عمليات التحصين كل 6 أشهر بدلا من سنة. في غضون ذلك حذر د. حامد سماحة رئيس هيئة الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة أي مسئول بالهيئة من الإدلاء بأي تصريحات بخصوص هذا الشأن وقرر عقوبات إدارية علي المخالفين لذلك.