بحضور الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة، والأستاذين أحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة الأهرام، ومحمد عبد الهادى علام رئيس التحرير.. ووسط حشد من كبار مفكرى مصر ومبدعيها ومثقفيها، شهدت قاعة" آل تقلا" بمؤسسة الأهرام مساء أمس الأول احتفالية مركز الأهرام للنشر بإطلاق إصداراته الجديدة، بعد إعادة تشكيله وفصله عن الترجمة والتوزيع، وإسناد إدارته للزميل الكاتب الصحفى والروائى محمد الشاذلى. وقد أكد أحمد السيد النجار أن مركز الأهرام للنشر يمثل نافذة لكل العقول التنويرية من مختلف الأجيال المصرية والعربية، واعدا بأن المركز سيقدم نموذجا وشكلا محترما في حفظ حقوق المؤلفين في مختلف المجالات والتخصصات وطريقة التعامل معهم. ولفت النجار إلى أن هناك نوعا مما سماه ب"السحق" لحقوق المؤلفين في مصر، وقال إنه لا يظن أن مؤلفا لم يعان من ضياع حقوقه "وأنا واحد منهم"، وأضاف: لذا فنحن هنا في المركز حريصون على تحقيق نموذج راق يحترم ويحمي حقوق المؤلفين. وأكد أن مصر "في أمس الحاجة إلى العقول التنويرية في العلوم الإنسانية والإبداعية من أجل عودة مصر قائدة ومعلمة". وكان مركز الأهرام للنشر أقام احتفالية كبرى في قاعة آل تقلا بحضور وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور ورئيس تحرير الأهرام محمد عبد الهادي علام ورئيس تحرير مجلة الأهرام العربي علاء العطار ورئيس تحرير لغة العصر نبيل الطاروطي ورئيس تحرير مجلة ديوان الشاعر إبراهيم داوود ورئيس ونخبة من الكتاب والمثقفين المصريين والعرب. كانت الاحتفالية مناسبة لاستعراض تاريخ المركز، الذي تأسس قبل 40 عاما علي يد الكاتبة الراحلة نوال المحلاوي، ولتأكيد دور مركز الأهرام للنشر في حركة النشر المصرية والعربية، وإعادة الدور الثقافي لمؤسسة الأهرام. وشهدت الاحتفالية تقديم ثلاثة إصدارات جديدة، كمقدمة للائحة طويلة من الإصدارات؛ وهي رواية "قيس ونيللي" للروائي الراحل محمد ناجي، وكتاب "نبوءة آمون" للدكتور خالد الغمري، وكتاب "مجددون ومتأسلمون صراع دائم" للدكتور رفعت السعيد. بدأت الاحتفالية بكلمة لمدير المركز محمد الشاذلي شرح خلالها تاريخ المركز الذي تأسس عام 1975باسم "مركز الأهرام للترجمة العلمية " ثم أصبح عام 85 "مركز الأهرام للترجمة والنشر" وفي 2009: "مركز الأهرام للترجمة والنشر والتوزيع" ووصل الآن إلي مسمي "مركز الأهرام للنشر". وأوضح أن المركز في مرحلته الجديدة سيعمل علي إعادة الاعتبار لعملية نشر الكتب في مؤسسة الأهرام العريقة وإعادة تذكير الرأي العام الثقافي في مصر والعالم العربي بدور الأهرام في نشر الكتاب. وأشار إلي المنافسة الضارية التي يتعرض لها الكتاب من وسائط الاتصال الحديثة، معربا عن قناعته بأن الكتاب سيبقي وأن المعرفة المكتسبة من الكتب ستظل علي أهميتها رغم شاشات الكمبيوتر والآي باد والآي فون، وشدد علي أن الكتاب هو الحصن الأخير ضد الرداءة والأنانية والفوضي والظلم. وأشار إلي إحصاء الدكتور الغمري صاحب كتاب "نبوءة آمون" الذي توصل إلي أن هناك 40 مليون تغريدة "حسبي الله ونعم الوكيل" علي تويتر العربي، في إشارة إلي مقاومة الثقافة للظلم.. وأكد الشاذلي أن المركز مشغول بالتفكير فيما يمكن أن يقدمه للحركة الفكرية والثقافية في مصر، وكيفية استرداد دورَه، ليعود واحدا من أهم مراكز النشر في مصر والعالم العربي، وسط سوق نشر منافس وشرس. وأشار إلي اتصال المركز بكل المؤلفين والمبدعين، لافتا إلي عملية احتكارية سائدة لدي بعض دور النشر مع عدد من المؤلفين البارزين وقال : "يمكن أن أفهم ذلك باعتبار أن المؤلف في مصر أكثر أطراف العملية الإبداعية غبنا".. وتحدث مدير مركز الأهرام للنشر عن "روايات الأهرام" كإصدار جديد لأول مرة في تاريخ المؤسسة، والذي جذب أنظار الوسط الثقافي المصري والعربي، وقال: "قررنا مواكبة القارئ الذي بات يقبل علي قراءة الرواية متزامنا مع صيحة الدكتور جابر عصفور عن "زمن الرواية".. وقال: باتت (الرواية) آية هذا الزمان لو أن أحمد شوقي عاصر عنفوانها الهادر.. وكانت سلسلة روايات الأهرام أصدرت كتابها الأول للراحل ناجي "قيس ونيللي" وتحت الطبع رواية "خرائط التماسيح" لمحسن يونس "وأن تكون في نجريللي" لعبد الحميد البسيوني و"شوق المستهام" لسلوي بكر. وأشار إلي عزم المركز علي كسر مركزية القاهرة في الأعمال المنشورة، والاعتناء بكتاب المدن المصرية كافة, وبالمحيط العربي عبر رواية الكاتب الليبي أحمد الفقيه. وأشار إلي كتب فكرية وفنية وسياسية أخري ستصدر مواكبة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب وهى: مساحة صغيرة للدهشة للدكتور محمد المخزنجي, اختطاف الثورة لعاطف الغمري, لبنان فتنة القصور لماهر مقلد, مذكرات ماجدة الصباحي للسيد الحراني, من بوعزيزي إلي داعش لهاني نسيره, ومصر في عين الشمس للسيد ياسين. كما قدم الشاذلي غيرها من مشروعات جديدة سيتم مباشرتها مع العام الجديد, كمشروع كتاب "نحو خطاب ديني جديد" ومشروع لإصدار ديوان شعر جديد, ومشروع ثالث لكتاب السينما والذي تم الاتفاق فعليا علي ثلاثة كتب لسعد القرش ومحمود قاسم وأحمد فؤاد درويش. ومن جهته أعرب د. جابر عصفور وزير الثقافة عن سعادته لحضور حفل إطلاق إصدارات مركز الأهرام للنشر، باعتبار أن الدار ترتبط باسم مؤسسة الأهرام العريقة، ناهيك عن اعتزازه بالأهرام كمبنى ومعنى أسهم في تكوينه الثقافي وقطاع معتبر من أبناء جيله. وفي سياق اعتزازه بالأهرام قال عصفور: "أنا من القراء المنتسبين لها تلميذا ومعيدا وأستاذا وأستاذا عجوزا.. ولي فيها تلامذة وأصدقاء.. وأعترف بتلمذتي عليها.. ولازلت أذكر الأيام البهيجة التي كنت أنفرد فيها بملحق الأهرام الأدبي حين كان لويس عوض مشرفا عليه، وما أكثر المقالات التي قرأتها وتعلمت منها، إنني واحد من أبناء الجيل الذي أسهمت الأهرام في تكوينه، وثانيا كوني مثقفا وهذا لقب لا يسلبك إياه أحد ولا يمنحه لك أحد. وأضاف عصفور: أنا سعيد بتفعيل مركز الأهرام للنشر وما سيقدمه من مراعاة لحقوق المؤلفين لأني واحد من المؤلفين الذين يشتكون من ضياع الحقوق، إذ أن دور النشر في غالبيته ليس لديها تقاليد أو معايير موضوعية في التعامل مع المبدعين،ولأن عصفور يعتبر الزمن الراهن "زمن الرواية" حازت رواية محمد ناجي "قيس ونيللي"- باكورة مشروع "روايات الأهرام"- على جزء معتبر من حديث عصفور، وقال: "رغم كل المشاكل التي أعانيها والهموم التي أقاسي منها إلا أنني لم أستطع أن أتمالك نفسي إلا بعد أن قرأت هذه الرواية البديعة، هي رواية بديعة بالفعل، ولمن لم يقرأها أوصيه أن يقرأها فورا، نعم هي رواية كئيبة تعطي إحساسا غريبا بالحزن، وهي من الروايات التي أطلقت عليها مصطلحا نقديا جديدا باسم "روايات النهاية"، هذه رواية "نهايات".. لذا هي تنتهي بلحظة مفصلية في تاريخ مصر بالحرب العراقية والغزو الأمريكي للعراق، إنها درة من الدرر التي تركها لنا ناجي، وأنا سعيد أنني لم أتركها من يدي في اليوم الذي جلست فيه وحيدا يوم الجمعة إلا بعد أن أنهيتها وجلست أتأمل فيها مرارا، ولولا أنه ليس لدي الوقت لكنت تفرغت لكتابة مقال نقدي طويل عنها، لكن إن شاء الله سوف أفعل ذلك". كما تحدث في حفل إطلاق إصدارات مركز الأهرام للنشر د. رفعت السعيد الذي أعرب عن اعتزازه بالأهرام، وأن إصداره الجديد عن مركز الأهرام للنشر كان حرصاً منه على مد جسور التواصل مع الأهرام العريق الذي لعب دوراً في تكوينه الثقافي قال انه مدمن للأهرام. أما د. خالد الغمري الذي تحدث عن كتابه الجديد "نبوءة أمون" والذي المح فيه إلى دور المصري القديم في نشر الثقافة والمعرفة، وأكد في كلمته على الدور المعتبر الي يلعبه الانترنت والتكنولوجيا الرقمية في العالم الراهن. كما لم يغفل الغمرى الإشادة بالأهرام ومركزه للنشر، والحفاوة والترحيب الذي لقيه بين أعضائه. "لبنان.. فتنة القصور أما الكاتب الصحفى ماهر مقلد بالأهرام، فأكد في كلمته أنه رغم صدوره كتب أخرى إلا أن كتابه "لبنان.. فتنة القصور" يحمل عنده استثنائية خاصة، لأنه سيصدر عن مؤسسة الأهرام العريقة، وأشاد مقلد بالدور المعتبر لمركز الأهرام للنشر في إثراء الحركة الثقافية والأدبية، واعتبر مركز الأهرام للنشر نافذة هامة وحيوية لكل المبدعين، بالنظر إلى القيم والقواعد الراسخة التي يستقيها من مؤسسة الأهرام الأم في التعامل مع المبدعين والمفكرين، وأنه أنموذج مختلف في عالم النشر.