كلما قرأت شيئا جديدا عن الصين التى يستعد الرئيس عبد الفتاح السيسى لزيارتها خلال هذا الأسبوع تعود بى الذاكرة لسنوات بعيدة مضت... عندما ذهبت إلى الصين لأول مرة قبل أكثر من 15 عاما وتحديدا فى مطلع ربيع عام 1999 كنت أحمل فى رأسى تساؤلات عديدة عن هذه الدولة الأكبر سكانا والأكبر مساحة على خريطة الدنيا... كيف يعيش أهلها... وكيف يتوافر أمنها واستقرارها... وهل مازالت الصين دولة عظمى بعد انتهاء حقبة الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتى وتراجع الفكر الشيوعي... و... و..؟! وقد تكررت زياراتى للصين فى مهام صحفية بعد ذلك حيث كان يشدنى إلى الصين سمعتها الدولية، وجاذبيتها الثقافية ورسوخها الأيديولوجى ونموذجها التنموي، ودورها الدبلوماسى المميز فى تشكيل القرارات العالمية والنماذج والمعاهدات فى المنظمات الدولية.. و لعل ذلك هو ما دفعنى إلى تكرار زيارتها بعد ذلك أكثر من مرة لمزيد من المعرفة ومزيد من الإعجاب. كنت ولازلت مبهورا بما قرأت عن الصين فى عهد ماوتسى تونج وكيف استحقت موقع الريادة كبطل مقاوم للاستعمار فى العالم الثالث وصاحبة دور طليعى فى تأسيس نظرية اقتصادية جديدة كنموذج لإمكان تحقيق التنمية بالاعتماد على الذات. وحتى اليوم مازالت الأرقام المحشوة فى رأسى تضغط بشدة فى شكل تساؤلات متلاحقة... كيف استطاعت الصين أن تستوعب الزيادات السكانية الرهيبة حقبة بعد حقبة وما هى خطة الصين لمواجهة الزيادة المنتظرة مستقبلا حقبة بعد حقبة وهى زيادات بمئات الملايين من البشر.. وما صحة التحليلات الغربية التى تقول بأن عدد السكان التى تجاوز المليار ونصف المليار نسمة منذ سنوات قد أصبح عبئا بأكثر من كونه مصدر قوة فى تعزيز الناتج القومى لهذا البلد العملاق؟ والحقيقة أن الصين بلد محير إلى الحد الذى يصعب معه القول بأنها ليست دولة عظمى أو مجاراة مزاعم اليمين المتطرف فى أمريكا وأوروبا فى عدم التسليم بأنها كذلك!. وغدا نواصل الحديث خير الكلام: تنام العيون ولا تنام الهموم ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله