وهذا رأيى الشخصى لا أكثر... المحاكمة العادلة ل «الحاكم» أى حاكم فى أى زمان أو مكان لا تتوافر إلا فقط عند أحكم الحاكمين الذى ولاه على شعبه... كيف كان من المفترض عليه أن يسعد رعيته ولم يفعل إهمالاً أو جهلاً أو عمداً المهم أنه لم يفعل... أما «تلخيص» فترة حكم الحاكم فى قضية محددة بعينها أوراقها و أدلتها يمكن لأى محام شاطر أن يستخلص من بينها براءة موكله... فتلك هى المشكلة... وذلك هو الفارق بين المحاكمة «الجنائية» والمحاكمة «الشعبية»... فإذا كان الأمر المطلوب هو محاكمة أنظمة الحكم على ما أوقعوه من ضرر على شعوبهم وننسى أى مشروع حسن قاموا به فى وطنهم لرفعة شعوبهم... دعونا نحاكم أنور السادات على سياسة الإنفتاح السداح مداح التى دمرت اقتصاد الوطن و قضت على الصناعة الوطنية... ودعونا نحاكم جمال عبدالناصر على هزيمة 67 التى قصمت ظهر الأمة... و دعونا نحاكم الملك فاروق على ارتمائه فى أحضان المحتل الإنجليزى فأهمل وطنه حفاظاً على عرش ملكه... إن ما يحدث من مجادلات بين أبناء الشعب الواحد حول الحكم فى قضية القرن هو التطبيق العملى الكارثى لمقولة جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل السابقة «يجب أن يغرق الشعب المصرى فى المشكلات و الهموم حتى لا يستفيق.. لأن مصر هى رأس الأفعى التى إن ماتت مات معها كل من يتبعها.. وإذا نهضت ستقضى على كل أعدائها»... هل عرفتم الآن سبب غرقنا فى كل تلك المشكلات... فضوها سيرة مصر القديمة مبارك والإخوان... عاوزين نبنى مصر الجديدة عبدالفتاح السيسى... قد صنعنا زعيماً ولن ندعه يسقط... الشعوب تصنع زعاماتها... ثم تقود الزعامات شعوبها... لا وقت لدينا للخلافات والمشاحنات ومضيعة الجهد والفكر... أمامنا وطن المطلوب إعادة بنائه مرة ثانية... المطلوب إنقاذه من الانهيار... المطلوب دعمه إلى حد الاستشهاد فى سبيله... قد انطوت صفحة عهد حسنى مبارك و إن صدر حكم القضاء فيها... وانطوت أيضاً صفحة عهد محمد مرسى و إن لم يصدر حكم القضاء فيها ... انطوت إلى الأبد الصفحتان وتم «حفظ» كل منهما فى أرشيف ذاكرة الوطن... انتهينا ... «مصر الجديدة».. و.. «مصر القديمة»... هذا هو الدور الأهم للإعلام اليوم... من يرحم وطن مثخن جسده بالجراح... وطن لا يستحق كل ما يحدث فيه من عبث..؟؟ اوعى حد يسرق منك مصر... بص... انت تسيبك من كل الكلام الفارغ إللى انت سامعه حواليك ده فى التصريحات والفضائيات والكلام ده كله... كل ده أصحابه عاوزين يشتتوا انتباهك عن أفضال الله عليك خلال 5 أشهر فقط... ماتسمعش صوت يقولك يوم أسود فى تاريخ مصر يوم الحكم ببراءة مبارك... اسمع صوت الشعب إللى جمع 64 مليار جنيه فى 8 أيام تكاليف إنشاء قناة السويس الجديدة... ماتسمعش صوت يقولك ثورة مسلحة فى مصر... اسمع صوت بيقول فى قلب هيئة الأممالمتحدة تحيا مصر... وبعدها اعترف العالم كله أن 30 يونيو 2013 كان ثورة شعبية على حكم الجهل مش إنقلاب عسكرى على المدعوقة الديمقراطية... ماتسمعش صوت يقولك تكاليف تحركات الجيش فى كل محافظات مصر من لحم الحى... إسمع صوت قبرص واليونان وفرنسا وإيطاليا والصين وكوريا وفيتنام... كل بلد عاوز يقيم مشروعات بالمليارات فى مصر... يا سيدى المصرى... اوعى حد يسرق فرحتك... بوطنك... بمشروعك... بجيشك... برئيسك... اوعى حد يسرق منك فرحتك بنفسك... اوعى حد يسرق فخرك... بحضارتك... بمسجدك... بكنيستك... بشيخك... بقسيسك... بابنك... ببنتك ... اعادة محاكمة مبارك.......... اشتغالة جديدة لالهاء الوطن عن الانتباه لطريق «مصر الجديدة».... الذى بدأ اول خطواته عليه ... لا تلتفت لها و لا تنتبه ... و لا كأنك سمعت حاجه أو قرأت حاجه....... أنت أمام وطن يناديك لتبنيه... فلا تتخلى عنه ... اوعى حد يسرق منك مصر... الخلق جميعاً واقفون أمامك يشهدون كيف تبنى قواعد المجد وحدك... وانت أصلا متعود على كده مش غريبة عليك ... لا تقلق... «مصر» فى حمى من لا تأخذه سِنة ولا نوم... ولربك جنوده... وجنوده عارفين شغلهم كويس... وكويس جداً كمان... نحن أمام شغل عالى... عالى قوى كمان... شغل فى حب «مصر» ... كل شىء محسوب... وكل واحد و له وقته... وتوقيت ظهوره ... عاشت «مصر»... عاش جيش «مصر»... عاشت داخلية «مصر»... وعاشت مخابرات «مصر»... إنهم محترفون فى حب الوطن... و خدمة شعب الوطن... لمزيد من مقالات مؤنس الزهيرى